بقلم : محسن محسن الجحافي
بقلم : محسن محسن الجحافي

 

قد يسأل سائلٌ (لماذا أمريكا تتهم شركة العمقي بتمويل القاعدة؟؟), و سؤال كهذا, ربما لا يحتاج بحثاً عن معلومات, رغم ما يثيره من كثرة تساؤلات, لعلّ من أبرزها وأهمّا هو “لماذا بهذا التوقيت؟” و “على أي أساس تتهمه؟” و تساؤلات أخرى كثيرة, لكن ما يهمّنا لتوضيح الرأي في المقال التحليلي هذا, هو الإجابة على سؤالين, أولهما ((لماذا تهمة تمويل الإرهاب؟!)), وثانيهما: ((و لماذا العمقي بالتحديد؟!))..

 

  بالإجابة على هذين السؤالين, تتضح الرؤية لك عزيزي القارئ..

 فأما إجابة السؤال الأول, فأعتقد أنه طالما وأنّ أمريكا لا زالت تستقي معلوماتها من مصادر شمالية(من جهات عفاشية بشكل رئيسي), فمن الطبيعي أن تحصل مثل هكذا اتهامات باطلة بالإرهاب توجه ضد كل ما هو جنوبي, لأن الذي يغذي أمريكا بالمعلومات هو راعي الإرهاب نفسه, و هو عدو الجنوب ,,, فبالتأكيد أنه سيلقي بتهمة جرائمه على خصومه للتخلّص منهم أو (لغايةٍ في نفس يعقوب)…

 

أما إجابة السؤال الثاني “لماذا شركة العمقي بالتحديد”, فهو للأسباب التالية:

 

– أولاً: لأن البنك المركزي عدن كان قد أعلن سابقاً أنه سيصرف الرواتب عبر البريد وشركة العمقي للصرافة… يعني إذاً أرادوا إفشال بنك عدن في عملية استباقية  تضمن لهم عدم حصول أي تعاون من قبل شركة العمقي مع البنك المركزي عدن في صرف مرتبات الموظفين عبر العمقي بالجنوب …

 

– ثانياً: لتبقى شركاتهم الشمالية هي الشركات الوحيدة التي يمر الصرف عبرها إلى جانب البريد الذي هو تحت سيطرتهم,, لكون شركة العمقي الشركة الجنوبية الوحيدة التي تنافس شركاتهم الشمالية, وقد أخافهم توسعها وتطورها الملحوظ في الآونة الأخيرة, فأرادوا التخلّص منها بنسب تهمة تمويل الإرهاب الذي أصلاً هم أقطاب صنعاء من يصنعه ويموّله لأهداف سياسية….

 

– ثالثاً: بالنسبة لصرف بنك عدن للمرتبات عبر البريد, فمعناه حينها أن بنك عدن سيغدو وكأنه تابع ومموِّل لبنك صنعاء طالما والبيانات تعطى وتدار من البنك المركزي صنعاء, أي سيكون حينها بنك عدن مجرد فرع يقدم السيولة النقدية لبنك صنعاء, لا أكثر, كون الصرف أو التحكم به عبر النظام المزوّد ببيانات من صنعاء, ويدار طبعاً من صنعاء لأن جميع فروع البريد تحت سيطرتهم إدارياً وإلكترونياً…

 

في الخلاصة, يمكن القول أن رعاة وصنّاع الإرهاب هم من اتهموا العمقي, وليس أمريكا, لأن أمريكا أصبحت مجرد جهاز بث ما يريد عفّاش والأحمر وباقي أقطاب صنعاء إشاعته وتلفيقه على خصومهم وأن العمقي ليس هو الهدف الأبرز من هذا الإتهام, فالمستهدف الأول هو البنك المركزي عدن, يأتي بعده العمقي مستهدفاً لكونه شركة جنوبية خارجة عن سيطرة صنعاء… باعتقادي, هذه هي حقيقة الأمر و أبرز الأسباب في الإتهام الأمريكي للعمقي, لا أكثر..

LEAVE A REPLY