القادة العرب يواجهون التدخل الإيراني بقرارات “الحزم”

237

 

ابوظبي(المندب نيوز)وكالات

أكد القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب إدانتهم لاستمرار احتلال إيران الجزر الإماراتية الثلاث “طنب الكبرى – طنب الصغرى – أبوموسى” مؤيدين جميع الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها دولة الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة طبقا للقانون الدولي, متخذين في الوقت ذاته جملة قرارات لمواجهة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية, مع التأكيد على أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية وإيران قائمة على مبدأ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها, مدينين بشدة استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع على المملكة العربية السعودية من الأراضي اليمنية من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران.

وطالب القادة العرب – في قرارهم بشأن “التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية” الصادر أمس الأحد, في ختام أعمال القمة العربية العادية ال29 التي عقدت في الظهران بالسعودية – إيران بالكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها أن تقوض بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة .

تدخلات إيران

وأدان القادة بشدة استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع على المملكة العربية السعودية من الأراضي اليمنية من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران, بما في ذلك الصاروخ الباليستي الذي استهدف مدينة الرياض بتاريخ 4 نوفمبر 2017 واعتبار ذلك عدوانا صارخا ضد المملكة وتهديدا للأمن القومي العربي, مؤكدين حق السعودية في الدفاع الشرعي عن أراضيها, وفق ما نصت عليه المادة ’51’ من ميثاق الأمم المتحدة ومساندتها في الإجراءات التي تقرر اتخاذها ضد تلك الانتهاكات الإيرانية في إطار الشرعية الدولية.

واستنكر القادة العرب ‘التدخلات الإيرانية “المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين, ومساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية, ومواصلة التصريحات على مختلف المستويات لزعزعة الأمن والنظام والاستقرار, وتأسيسها جماعات إرهابية بالبحرين ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني وذراعه” كتائب عصائب أهل الحق ‘الإرهابية, و “حزب الله” الإرهابي, الذي يتنافى مع مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية, وفقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي, مؤكدين دعم البحرين في جميع ما تتخذه من إجراءات وخطوات لمكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية للحفاظ على أمنها واستقرارها.

وأشاد القادة والزعماء بجهود الأجهزة الأمنية بالمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين, التي تمكنت من إحباط العديد من المخططات الإرهابية, وإلقاء القبض على أعضاء المنظمات الإرهابية الموكل إليها تنفيذ المخططات المدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الإرهابي.

كما أدان القادة سياسة الحكومة الإيرانية وتدخلاتها المستمرة في الشؤون العربية, التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية, مشددين على ضرورة امتناعها عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات, لاسيما في دول الخليج العربي, ومطالبتها بإيقاف دعم وتمويل الميليشيات والأحزاب المسلحة في الدول العربية.

خصوصا تدخلاتها في الشأن اليمني والتوقف عن دعمها للميليشيات الموالية لها والمناهضة لحكومة اليمن الشرعية ومدها بالأسلحة وتحويلها إلى منصة لإطلاق الصواريخ على جيران اليمن وتهديد الملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر, وهو ما ينعكس سلبا على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة بشكل عام, ويعد خرقا واضحا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 لعام 2015.

وأيد القادة جميع الخطوات التي اتخذتها دولة الكويت حيال الخلية الإرهابية, المعروفة إعلاميا باسم ‘خلية العبدلي “مؤكدين أهمية أمن واستقرار الكويت, ورفض التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية, على الرغم من المساعي التي بذلتها الكويت مع أشقائها في مجلس التعاون لدول الخليج العربي من أجل خلق قنوات حوار مع إيران من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

إرهاب حزب الله

وحمل القادة العرب ‘حزب الله “الإرهابي مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية, مطالبين بضرورة توقفه عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم تقديم أي دعم للإرهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي.

كما شدد القادة على ضرورة حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران, التي تبث على الأقمار الصناعية العربية, باعتبارها تشكل تهديدا للأمن القومي العربي من خلال إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعقائدية, مطالبين الأمين العام بمتابعة تنفيذ هذا القرار مع الجهات ذات الصلة.

واستنكر القادة تصريحات المسؤولين الإيرانيين التحريضية والعدائية المستمرة ضد الدول العربية, مطالبين حكومة إيران بالكف عن التصريحات العدائية والأعمال الاستفزازية, ووقف الحملات الإعلامية ضد الدول العربية, باعتباره تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لهذه الدول.

وأكد القادة العرب أهمية رصد التحركات الإيرانية ومحاولاتها زعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة, والحد من التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية, لاسيما الملف اليمني باعتباره شأنا خليجيا وأمنا قوميا لدول الخليج خصوصا والمنطقة العربية ككل.

وجه إيران المتشدد

وطالب القادة بتكثيف الجهود الدبلوماسية بين الدول العربية الأعضاء مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية لتسليط الضوء على ممارسات النظام الإيراني, ودعمه للعنف والطائفية والإرهاب, وخطره على الأمنين الإقليمي والدولي.

ودعا القادة والزعماء إلى العمل على إعداد حملات إعلامية من خلال الوسائط المتعددة تكشف الوجه الحقيقي المتشدد للنظام الإيراني, واستمرار هذا النظام في سياسته العدائية التوسعية في الخارج, واستمراره في دعم الطائفية والتطرف والإرهاب.

كما أكد القادة إدانة استمرار احتلال إيران الجزر الإماراتية الثلاث “طنب الكبرى – طنب الصغرى – أبوموسى” مؤيدين جميع الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها دولة الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة طبقا للقانون الدولي.

وطالب القادة بضرورة التزام إيران بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2231 لعام 2015 مع تطبيق آلية فعالة للتحقق من تنفيذ الاتفاق والتفتيش والرقابة, وإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال حال انتهاك إيران التزاماتها بموجب الاتفاق على أهمية انضمام إيران إلى جميع مواثيق السلامة النووية ومراعاة المشكلات البيئية للمنطقة.

وندد القادة العرب بالتدخل الإيراني في الأزمة السورية, وما يحمله ذلك من تبعات خطيرة على مستقبل سوريا وسيادتها وأمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية, مشيرين إلى أن مثل هذا التدخل لا يخدم الجهود الدولية من أجل تسوية الأزمة السورية بالطرق السلمية, وفقا لمضامين “جنيف 1” .

جهود الرباعي العربي

وتم تكليف الأمين العام بمواصلة التنسيق مع وزراء خارجية اللجنة العربية الرباعية المشكلة من دولة الإمارات (الرئاسة), و السعودية, و البحرين, و مصر, للاستمرار في تطوير خطة تحرك عربية من أجل التصدي للتدخلات الإيرانية في المنطقة.

ودعا القادة إلى مواصلة إطلاع الأجهزة المعنية في الأمم المتحدة على الانتهاكات الإيرانية لقراري مجلس الأمن رقم 2216 و 2231 لعام 2015 لما يمثله ذلك من تهديد داهم للأمن القومي العربي, مع الاستمرار في إدراج بند “التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية على أجندة منتديات التعاون العربي مع الدول والتجمعات الدولية والإقليمية.

كما طالب القادة العرب بالتوجه إلى الأجهزة المعنية في الأمم المتحدة لإدراج الموضوع على أجندتها, وفقا لأحكام المادة 2 والفقرة 7 من ميثاق الأمم المتحدة التي تحرم التدخل في الشؤون الداخلية للدول, ومطالبة الأمين العام بمتابعة تنفيذ القرار والعرض على المجلس في دورته العادية المقبلة.

التزام بسيادة سوريا ووحدة أراضيها

أكد القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب مجددا الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية, استنادا لميثاق جامعة الدول العربية ومبادئه.

كما أكد القادة, في قرار تحت عنوان “تطورات الأزمة السورية” الموقف الثابت بأن الحل الوحيد الممكن للأزمة السورية يتمثل في الحل السياسي القائم على مشاركة جميع الأطراف السورية, بما يلبي تطلعات الشعب السوري ودعم جهود الأمم المتحدة في عقد اجتماعات جنيف, وصولا إلى تسوية سياسية للأزمة. وأعربوا عن القلق والانزعاج الشديدين من تداعيات استمرار الأعمال العسكرية والخروق التي تشهدها اتفاقيات خفض التصعيد في عدد من أنحاء سوريا.

وأعرب القادة عن الانزعاج من التصعيد العسكري الخطر الذي تشهده المناطق الشمالية في الفترة الأخيرة, والذي يدفع ثمنه الشعب السوري, ورفض العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة التركية في منطقة عفرين التي من شأنها أن تقوض المساعي الجارية للتوصل إلى حلول سياسية للأزمة السورية.

وأعربوا عن القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في منطقة الغوطة الشرقية نتيجة للتصعيد العسكري, ومناشدة كل الأطراف الوفاء بالتزاماتها, والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري وفقا لما ينص عليه قرار مجلس الأمن رقم 2401 لسنة 2018.

وأشادوا بالجهود المبذولة من دولة الكويت العضو العربي غير الدائم بمجلس الأمن والرئيس الحالي للمجلس, بالتعاون مع مملكة السويد في اعتماد القرار رقم 2401 بتاريخ 24 فبراير 2018 الذي يطالب جميع الأطراف بوقف القتال.

قاعدة بيانات عربية موحدة للإرهابيين

دعا القادة العرب مجلس وزراء الداخلية العرب إلى النظر في إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب وإتاحة قاعدة البيانات للدول العربية, وطالبوا الدول الأعضاء بسن التشريعات والقوانين, واتخاذ الإجراءات والتدابير لتجريم الفكر المتطرف والتكفيري لخطورته في تغذيته للإرهاب, وإثارة النزعات الطائفية, إلى جانب الطلب إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بتعزيز التنسيق مع الجهات العربية المعنية لمكافحة الإرهاب, ومواصلة تعاونها مع المنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة.

وأكدوا ضرورة تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب, وإدانة كل أشكال العمليات والأنشطة الإجرامية التي تمارسها التنظيمات الإرهابية في الدول العربية والعالم.

وندد القادة العرب في قرار بشأن “تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب” صدر في ختام أعمال القمة العربية العادية ال29 “قمة القدس” التي عقدت في الظهران, بكل الأنشطة التي تمارسها تلك التنظيمات المتطرفة, والتي ترفع شعارات دينية أو طائفية أو مذهبية أو عرقية, وتعمل على التحريض الفتنة والعنف والإرهاب.

وأكد القرار الحق الثابت للدول الأعضاء في اتخاذ جميع الإجراءات, واستخدام كل الوسائل التي تحول دون تعرضها لأي تهديدات تشكل خطرا على أمنها وسلامة مجتمعاتها, وفقا لميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة.

دعوة إلى حل شامل في ليبيا

جددت القمة العربية تأكيد الالتزام باحترام وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها, ورفض التدخل الخارجي أيا كان نوعه, ودعم الجهود والتدابير التي يتخذها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني لحفظ الأمن, وتقويض نشاط الجماعات الإرهابية, وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها, وحماية حدودها والحفاظ على مواردها ومقدراتها .

ودعت القمة العربية إلى حل سياسي شامل للأزمة في ليبيا, وتأكيد دعم المجلس للتنفيذ الكامل للاتفاق السياسي الليبي الموقع في مدينة الصخيرات بتاريخ 17 ديسمبر 2015 والترحيب بالاستراتيجية وخطة العمل التي أعدتها الأمم المتحدة, والتي عرضها غسان سلامة, الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لحل الأزمة في ليبيا.

واستكمال المرحلة الانتقالية من خلال الاستحقاقات السياسية والدستورية والانتخابية, في إطار تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي, وبما يؤدي إلى إنهاء حالة الانقسام في ليبيا, وتعزيز الثقة بين الأطراف الليبية, والإشادة في هذا الخصوص بالإجراءات المتخذة من قبل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بشأن الاستعداد لتنظيم الانتخابات.

LEAVE A REPLY