المكلا (المندب نيوز)خاص-تقرير : حداد مسيعد
كثيراً ما سمعنا حكايات واساطير مخيفة عن بئر ووادي برهوت الذي يقع شرقي حضرموت فمن الاساطير التي حكت ان من دخل فيها لا يعود وانها مليئة بالجان والشياطين والأخرى تقول ان فيها كنوز كبيرة مخباه بداخلها تحرسها الجن .
الموقع :
تقع برهوت في حضرموت شرق مدينة سيئون حيث تبعد عنها ما يقارب مائة كيلو متر وبرهوت وادي بالقرب من قبر النبي هود عليه السلام وقرية ( تنعة ) والوصول الى المغارة او البئر يتطلب منك قطع مسافات طويلة حتى تصل الى الجبل الذي توجد داخله المغارة التي وصفها اهل بلدة تنعة بأنها دبة النار حيث الكهف المشرف والمغارة الفريدة ذات الفوهة السوداء ، فكانت برهوت تطل على فرع من طريق التجارة الدولية في العالم القديم وهو طريق البخور واللبان حيث يمر المتنقل بها من ظفار الى مأرب .
ذكرت بعض الاحاديث النبوية عن برهوت فعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ، فيه طعام طعم وشفاء من السقم ، وشر ماء على وجع الأرض ، ماء بوادي برهوت ، بقبة بحضرموت عليه كرجل الجراد من الهوام ، تصبح تدفق وتمسي لابلال بها ) ففي هذا الحديث إشارة واضحة ان برهوت يقع اليمن حضرموت .
من زار برهوت ؟ .
الرحالة الهولندي فاندر ميولن وهو سياسي ورحالة هولندي عمل قنصلاً لبلاده لدى المملكة العربية السعودية وكما زارها أيضا الرحالة الألماني فون فيسمان وهو اكاديمي الماني خبير بالكهوف ومختص في علم الجغرافيا ، وتحدث الرحالة ميولن انه غادر ورفاقه قبر النبي هود عام 1931م وقد أخذ معه الات التصوير والبطاريات الكهربائية والبوصلات ، كما زار برهوت ايضاً السيد علي بن محمد العطاس من قرية بوادي عمد .
برهوت كما رأيت !
ماسمعته كثيراً عن وادي وبئر برهوت جعلنا نقصده بإهتمام ، فالطريق المؤدية اليه وعرة ومليئة بالحفريات ولا تصلح إلا للمشاة ، فالوادي لا يسكنه سوا البدو الرحل ورعاة الأغنام فمتعة المغامرة والاستكشاف مع مهتمين بالتاريخ جعلنا نتسلق الجبل الشاهق الذي توجد فيه مغارة برهوت الذي يبلغ طوله نحو مئة متر فيما استغرقت المدة للصعود عليه اكثر من ربع ساعة ،مغارة برهوت المخيفة وللدخول الى اعماقها كان لابد لنا ان نصطحب كاشفات الانارة وايقاد الشموع لان بداخله سيتحول النهار الى ليل دامس فهي ماؤى لمردة الجن والشياطين والارواح الشريرة وفيها شر ماء على وجه الأرض كما ذكرت ذلك العديد من الاحاديث النبوية وكتب التاريخ ، دخلنا سيراً على الاقدام وسط سرداب يشبه النفق في مشهد ملئ بالرهبة والخوف لان اثار الثعابين والافاعي في جوانب الطريق ، فهناك طرق كثيرة داخل المغارة ولم نستطع مشاهدتها بسبب الظلام الدامس الذي تخترقه الخفافيش ويلوث الجو غبار متطاير وروائح الصخور الكبريتية الخانقة ، أصبحت الانارة لاشي امام الظلمة القاتمة داخل المغارة، ولم نستطع التصوير والرؤية بوضوح ، فالطريق ملتو وضيق ولكن السقف عال ، لم نستطع الوصول الى الحفرة وهي المنبع الذي جف لان الرطوبة الشديدة التي جعلتنا نتصبب عرقاً وإنقطاع الاكسجين الذي اشعرنا بالاختناق حال دون ذلك الامر الذي جعلنا نعود مسرعين الى الخارج ، الغريب في الامر اننا اثناء دخولنا ومعنا اضاءات كبيرة انطفت فجاة دون معرفة الأسباب حاولنا إصلاحها دون فائدة الامر الذي جعل عقولنا تقف امام هذه الموقف المريب دون معرفة الأسباب .
برهوت .. معلم سياحي
برهوت .. هل تستطيع الدولة والجهات المختصة أن تحول هذا الإسم من مكان موحش ومغارة مظلمة و اوهام واساطير يتداولها الناس عن مكان للرعب وماوئ الجان إلى مكان سياحي جذاب ومعلم ترفيهي أثري يرتاده الزوار والسياح من كل مكان وعامل جذب متنوع للسياحة في حضرموت طالما واننا كسرنا حاجز القلق وابطلنا خرافات العامة الدائرة حول المغارة بدخولنا اليها .
دعوة لزيارة برهوت
المغارة أمنة الا من الثعابين الكثيرة والخفافيش المزعجة والأكسجين يكفي فيها اذا دخلت المغارة في الصباح الباكر مع شروق الشمس لان دخولها في وقت متأخر يتسبب في قلة الاكسجين كما حصل معنا ،الجو داخل المغارة ليس حاراً لكن الرطوبة الشديدة ستجعلك تتصبب عرقاً ، والطريق اليها سالك ، عليك فقط الاحتراز من السقوط في الحفر العميقة ، أما اذية مردة الجن والارواح الشريرة ولعنة برهوت التي حفظنا الله فادع الله ان يحفظك منها ، وابعد عن حبل تداعيات حديث برهوت المخيفة .
