تقرير: يد الخير الإماراتية.. تدعم سقطرى بكافة القطاعات، وتُثبت دورها الإنساني الريادي في الجزيرة

303

 

سقطرى(المندب نيوز)الخليج

تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بدور إنساني وإغاثي واجتماعي كبير في محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية؛ بهدف مساعدة أهاليها، وتعد الإمارات شريكاً فاعلاً في دعم وتعزيز العملية التنموية؛ عبر جملة من المشاريع، التي تلبي حاجات أهالي المحافظة النائية، التي عانت أضراراً فادحة؛ بسبب الكوارث الطبيعية، والإهمال الإداري.

سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أكد عشية افتتاح المرحلة الأولى من المشاريع التنموية، التي تنفذها الهيئة في الأرخبيل اليمني، في أواخر إبريل/‏نيسان 2017، أن هذه المشروعات، التي تم تنفيذها بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تأتي تعزيزاً للمبادرات التنموية والإنسانية، التي تضطلع بها دولة الإمارات على الساحة اليمنية، التي تواجه تحديات إنسانية كبيرة، وتجسد حرص القيادة الرشيدة على إظهار أكبر قدر من التضامن مع المتأثرين، ولفت الانتباه لصعوبات الحياة، التي يوجهونها.

وأشار سموه إلى أن القيادة الرشيدة تتابع تطورات الأوضاع في اليمن وتداعياتها الإنسانية، وتوجّه دائماً بتكثيف الجهود الإغاثية والتنموية؛ لتلبية احتياجات الأشقاء اليمنيين في المجالات كافة. وشدد سموه على أن الوقوف إلى جانب الأشقاء في سقطرى، واجب إنساني يدعونا إليه ديننا الحنيف، وتقاليدنا الإسلامية والعربية، وهذا الواجب لا يتوقف عند حدود بعينها أو دول دون أخرى؛ لأن الإنسانية أكبر من الحدود واللغات، وما تقدمه الإمارات من أجل الأشقاء، يعد تعبيراً صادقاً عن المشاعر النبيلة تجاههم.

وأكد سموه أن الإمارات وقيادتها الرشيدة لم تكن في يوم من الأيام بعيدة عن التحديات الإنسانية في سقطرى، مشيراً إلى أن الدولة ظلت موجودة هناك منذ عقود؛ ببرامجها الإنسانية ومشاريعها التنموية، التي غطت معظم المناطق في سقطرى، وما زالت تعمل بقوة؛ لتخفيف المعاناة وصون الكرامة الإنسانية. وأكد أن هذه المشاريع في سقطرى تعد خطوة متقدمة ونقلة نوعية في جهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التنموية في الأرخبيل، الذي يواجه تحديات إنسانية وتنموية كثيرة؛ بسبب الكوارث الطبيعية، التي يتعرض لها من حين لآخر.

وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان: «إن مبادرة الهيئة في هذا الصدد؛ تأتي تجسيداً لمسؤوليات الإمارات الإنسانية تجاه الأشقاء في اليمن، وتتويجاً للعلاقات المتميزة بين البلدين وأواصر القربى، التي تربط بين الشعبين الشقيقين». مضيفاً أن اليمن يعد من الساحات، التي تعمل فيها الهيئة بقوة، وتفرد لها مساحة كبيرة في خططها وبرامجها الإنسانية.

وفي السياق نفسه، قال الدكتور محمد عتيق الفلاحي، أمين عام الهيئة لدى افتتاح عدد من المشروعات في سقطرى، أواخر إبريل/‏نيسان من العام الماضي، إن الإمارات كانت سبّاقة كدأبها دائماً في تلبية نداء الواجب الإنساني في أعقاب الكوارث الطبيعية والأعاصير، التي ضربت أرخبيل سقطرى خلال السنوات الماضية، وتحركت عبر ذراعها الإنسانية «الهلال الأحمر» الإماراتية، تجاه الأشقاء، وعززت استجابتها لأوضاعهم الإنسانية؛ من منطلق إنساني بحت دون النظر لأي مصالح ذاتية. وشدد على أن ما يربط الشعبين الإماراتي واليمني من وشائج ضاربة في عمق التاريخ وعلاقات أخوية وصلات قربى، أقوى من أي اعتبارات أخرى؛ فالمصير واحد والهم مشترك، وبالتالي ما نقدمه هو واجب علينا والتزام إنساني وأخلاقي تجاه الأشقاء، ولن ندخر وسعاً في القيام به في كل الأحوال والظروف.

حققت دولة الإمارات إنجازات ملموسة في سقطرى، ونفذت مشروعات أحدثت تغييراً في مفهوم العمل الإنساني والخيري في اليمن.

الزواج الجماعي:

بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خطت الإمارات خطوة إضافية في طبيعة تعاطيها مع مفهوم العمل الخيري في اليمن؛ عبر تلبية الاحتياجات الاجتماعية؛ عبر تنظيم سلسلة من الأعراس الاجتماعية، وهو ما قوبل بتقدير وإشادة كبيرة من الجانب اليمني رسمياً وشعبياً.

ودشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية خلال إبريل الماضي تنظيم عرس جماعي ل400 شاب وفتاة في أرخبيل سقطرى، في إطار سلسلة من الأعراس الجماعية ل2200 شاب وفتاة في 8 محافظات يمنية؛ وذلك بهدف مساعدتهم على بناء مستقبل أفضل لهم ولوطنهم؛ حيث تكفلت الهيئة بتوفير مستلزمات الزواج ومتطلبات العرسان والتجهيزات المنزلية كافة، وكل ما من شأنه أن يحقق الأهداف الاجتماعية والإنسانية لهذه المبادرات، ومساعدة الشباب اليمني؛ من أجل تحقيق حلمه وتطلعاته في الاستقرار الأسري والاجتماعي والنفسي.

وكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، نظمت في إبريل 2017، الزواج الجماعي ل 40 شاباً وشابة من سكان الأرخبيل، ضمن جهودها؛ لتيسير الزواج على الشباب.

تميزت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، دون سائر المنظمات الأخرى؛ من خلال تبنيها قضايا التنمية والإعمار في محافظة سقطرى، خاصة في مجالات البنية التحتية والكهرباء والمياه والإسكان والصحة والتعليم.

مدينة زايد السكنية:

وتعد «مدينة زايد السكنية» من المشاريع التنموية، التي تبنتها الإمارات في سقطرى؛ من أجل إعادة الأمل للأهالي، الذين تضرروا؛ جرّاء الكوارث؛ حيث شرعت هيئة الهلال الأحمر ببناء «مدينة زايد 1» في منطقة سدورا في نوقد، و«مدينة زايد 2» في منطقة ساحق، إلى جانب بناء وحدات سكنية في عدد من القرى. وتم استكمال بناء 356 منزلاً ضمن مشروع «مدينة زايد 1»، و«مدينة زايد 2»، مع بناء المرافق الصحية والتعليمية والخدمية الأخرى الضرورية، ما يجعل المشروع شاملاً ومتكاملاً. ويتضمن المشروع الذي افتتحت المرحلة الأولى منه في مايو 2017، إلى جانب المساكن، عيادة ومدرسة مشتركة، إلى جانب مجلس عام للأهالي ومسجد يتسع ل 600 مصل، إضافة إلى مرافق ترفيهية تضمنت حديقة للأطفال وملعباً لكرة القدم.

الكهرباء:

أولت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قطاع الكهرباء في سقطرى اهتماماً كبيراً؛ حيث تم تزويد محطة حديبو عاصمة المحافظة بما تحتاج إليه من وقود؛ لتشغيل المولدات، إضافة إلى إعادة صيانة وتأهيل شبكة كهرباء الجزيرة؛ حيث تم إرسال فريق فني من دولة الإمارات قام بدراسة أهم احتياجات مؤسسة الكهرباء في المحافظة.

قطاع المياه:

أنشأت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي شبكة مياه بطول 75 كيلو متراً في أرخبيل سقطرى. وتبنت «مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية» تقديم الدعم والمساندة لقطاع المياه في محافظة سقطرى؛ وذلك ضمن مشاريعها التنموية التي تنفذها؛ للتخفيف من أزمة المياه التي يعانيها الأهالي في المحافظة. وتضمن المشروع حفر وتعميق عدد من آبار المياه التابعة لمؤسسة مياه سقطرى، وبما يسهم في التخفيف من نقص الإنتاج، خاصة خلال فترة الصيف التي تشهد عجزاً كبيراً للمياه.

المطار والمرفأ:

افتتحت في مارس الماضي المرحلة الأخيرة من تأهيل مطار ومرفأ سقطرى؛ حيث أجريت صيانة كاملة للمطار في حديبو، وتشييد صالة انتظار واسعة وترقية الخدمات الأرضية بالمطار؛ بحيث يكون قادراً على استقبال الرحلات الليلية.

وتمت توسعة رصيف المرفأ وتزويده بروافع؛ لتسهيل أعمال الشحن والتفريغ.

قطاع التعليم:

أولت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قطاع التعليم في سقطرى اهتماماً كبيراً؛ حيث بنت العديد من الفصول الإضافية في المدارس، وقامت بإعادة تأهيل وصيانة كل المدارس في الجزيرة، وهو ما ساهم في تخفيف معاناة الطلاب والمدرسين من العجز في المدارس والكتب. وتم إنشاء وصيانة 42 فصلاً دراسياً في 14 مدرسة، وتوفير المعينات الدراسية من حواسيب وغيرها للطلاب، إلى جانب إنشاء روضة للأطفال.

وسلم “الهلال” أجهزة ومعينات دراسية وحواسيب لكلية الحاسب الآلي في الجزيرة؛ لدعم قدراتها الفنية والأكاديمية.

وأنجزت هيئة الهلال الإماراتي صيانة وتأهيل 44 مسجداً في سقطرى التي يقطنها 100 ألف نسمة.

إضافة إلى ذلك أنجزت الهيئة إنشاء حاجزاً بحرياً؛ لحماية مركز الإنزال السمكي ب«حديبو»، وتوفير 100 قارب للأهالي الذين يمتهنون صيد الأسماك؛ ويعد من مصادر الدخل الرئيسية في الأرخبيل.

ولم تغفل الهيئة الجانب الترفيهي للسكان وأسرهم؛ حيث أنشأت حديقتين عامتين وملعبين لكرة القدم.

إن الأعمال والمشروعات التي أنجزتها الإمارات، تؤكد أن هذا هو نهج الإمارات الدائم في تقديم العون والمساعدة لمستحقيها من المتأثرين من الكوارث والأزمات ليس في اليمن وحدها ؛بل في كل مكان، والذي ورثته من المؤسس المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتسير عليه القيادة الرشيدة التي لم تحد عنه.

البرامج والمشاريع الحيوية التي أنجزتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في سقطرى، درست بعناية بالتعاون مع السلطات المحلية؛ من خلال اتفاقية تعاون تم توقيعها مع محافظة سقطرى؛ لتعزيز جهود التنمية والإعمار في الجزيرة.

LEAVE A REPLY