مؤسسة “ألف باء” تؤهل شباب عدن لدخول الحياة السياسية من بوابات المجالس المحلية

498

 

عدن(المندب نيوز)خاص – عـــاد نــعــمــان

أكدت رئيس مؤسسة “ألف باء” مدنية وتعايش/أشجان شريح أن مشاريع التنمية السياسية وبناء السلام التي تنفذها المؤسسة ترنوا إلى تحقيق الأهداف المرجوة للمؤسسة منذ انشائها، وذلك بإعطاء الأولوية القصوى لرفع مستوى الوعي السياسي في أوساط الشباب، ولفت انتباههم إلى أهمية تثقيفهم على الصعيد السياسي، وإيصال أصواتهم وربطهم بصُناع القرار؛ لمناقشة قضايا المجتمع، وإيجاد حلول مستدامة للمشاكل التي تعرقل الحياة المدنية في مجتمعاتهم المحلية، وكذا مساهمتهم بشكل فاعل في بناء السلام، وإحداث تغيير تنموي.

وأضافت: نحرص من خلال مشاريعنا على تغذية المجتمع بطاقات شابة، واعية ومؤهلة، شباب قادر على إحداث فارق، لا يكررون أخطاء أسلافهم، يغلبون المصلحة العامة، ويشاركون في إنتاج سياسات تصب في مصلحة المجتمع”، جاء ذلك في تصريح لـِ “شريح” على هامش اختتام فعاليات الورشة التدريبية الخاصة بـِ “المناظرات والحكم المحلي”، في إطار المرحلة الأولى من الجيل الثاني لمشروع “التمكين السياسي للشباب، الذي تنفذه مؤسسة “ألف باء” في محافظة عدن، بدعم من الصندوق الوطني الديمقراطي NED.

استمرت الورشة التدريبية على مدى أربعة أيام متواصلة، واستهدفت 20 شاب وشابة، تتراوح أعمارهم/ن بين 20 – 30 عام، من مختلف المكونات والأحزاب السياسية من كافة مديريات محافظة عدن، عشرة منهم/ن تم ترشيحهم/ن من الجيل الأول للمشروع، والعشرة الآخرين تم اختيارهم/ن من بين مجموعة شباب وشابات خضعوا لمقابلات خلال الشهر الماضي. قام بعملية التدريب استشاري تطوير الأعمال دكتور/أحمد مبارك، الذي أكد أن الهدف الرئيس من التدريب تقديم جيل جديد متمكن من السياسيين الشباب، يمتلكون أدوات السياسة ومدركين مناهجها، قادرين على تطوير أنفسهم، وذلك من خلال التطبيق العملي في المجالس المحلية، حيث يمكنهم من فهم القوانين والقواعد، كيفية تسيير المصالح، والتفريق بين احتياجات ورغبات المجتمع، داعيًا الأحزاب السياسية إلى الاهتمام برفع مستوى الوعي السياسي لدى شرائح المجتمع، وبشكل خاص الشباب.

تعرف الشباب خلال التدريب على مجموعة من المواضيع ذات العلاقة بالتمكين السياسي، لعل أبرزها: مفهوم الدولة، المركزية واللامركزية، قانون السلطة المحلية، وكذا مفاهيم الانتخابات والشكل الانتخابي، مهام جماعات وحكومة الظل، كيفية تصميم السياسات العامة وصناعة القرار السياسي، إعداد اللوائح وبناء الإجراءات الهيكلية لمجالس الظل المحلية، بالإضافة إلى ماهية الحكم الرشيد. يشير المتدرب/جلال المنصوري أن التدريب أكسبه مهارات في إقامة المناظرات مع السلطة المحلية لإيصال قضايا المجتمع، متطلعًا أن يتقلد مكانًا مميزًا في المجتمع ويُرشح كعضو في مجلس محلي في انتخابات قادمة، من جانبها نوهت المتدربة/تهاني الصراري أن التدريب مكثف ومُركز، وواصلت: “ازدادت خبرتي وصارت خطواتي أكثر ثبات لخوض المعترك السياسي، أتيحت لنا فرصة تطوير مداركنا؛ لنكون سياسيون محترفين، نتحلى بروح الدبلوماسية والمناظرة”.

وأوضحت مدير المشروع/آثار علي أن المتدربين في الجيل الثاني من المشروع يشكلون لاحقًا مجالس ظل شبابية للمجالس المحلية الفعلية في المديريات المستهدفة – تم اختيار المجالس كونها الأكثر فاعلية في عدن، مشيرةً أن المجالس المحلية بدورها تدرب مجالس الظل الشبابية على كيفية إدارة الحكم المحلي، صنع القرار، والمشاركة السياسية، يتزامن ذلك مع تنفيذ نزول ميداني؛ للتعرف عن قرب على مشاكل وهموم العامة، بحيث تصير مجالس الظل الشبابية صوت الشارع لدى المجالس المحلية، وأضافت: على ضوء كل ما سبق ذكره تُعقد ورش عمل حول كيفية تطوير أداء المجالس المحلية، وكذا مناظرات تجمعها مع مجالس الظل الشبابية، بهدف إيجاد حلول ناجعة لقضايا مجتمعية مصيرية، تُفضي إلى اتخاذ قرارات، تخفف من معاناة المواطنين.

يستمر المشروع المذكور آنفًا على مدى عام، ويمر بأربع مراحل رئيسية، وتتضمن إقامة ورشة تدريبية حول “المناظرات والحكم المحلي”، تنفيذ زيارات ميدانية إلى المجالس المحلية في أربع مديريات مستهدفة بالمشروع: المنصورة، خور مكسر، المعلا، وصيرة، إلى جانب عقد ورش نقاشية تتناول آليات عمل المجالس المحلية وكيفية تطوير أدائها، وإقامة مناظرات بين مجالس الظل الشبابية والمجالس المحلية، ويتجسد الهدف الاستراتيجي من المشروع في تدريب شباب للتمكين السياسي، وتطبيق عملي للمشاركة السياسية، وفي المحصلة إخراج شباب واعٍ وكفوء، مستعد للمشاركة في انتخابات المجالس المحلية القادمة بعد انتهاء الحرب.

تنفذ مؤسسة “ألف باء” مدنية وتعايش” مشروع “التمكين السياسي للشباب” للعام الرابع على التوالي في محافظة عدن، بدعم من الصندوق الوطني الديمقراطي NED، الذي أشاد بفكرة المشروع، وأعتبره الأول من نوعه على مستوى اليمن وكذا المنطقة العربية، ويعتزم الصندوق تعميم المشروع في الدول العربية المجاورة التي تشهد صراعات مُسلحة، بعد نجاح المؤسسة في تنفيذ نسخته التجريبية في اليمن وبشكل خاص عدن.

LEAVE A REPLY