كهرباء دوعن .. أربعة شلّو الجمل والجمل ما شلهم مقال لـ يوسف عمر باسنبل

323

 

كهرباء دوعن لا جديد ولكن القديم ينعاد ، الحكاية نفس الحكاية ، وتشابه المشهد لكن اختلاف الأشخاص ، فكهرباء دوعن حكايتها حكاية لنفس الرواية ، الفاعل مجهول والضحية واحد الشعب الدوعني الذي يكتوي بنيران انقطاع التيار الكهربائي ، دون أن يجد من يلتفت إليه من كبار القوم وعلّيّتهم  ، فقط يصدرون توجيهات أغلبها ظل حبيس الأدراج وحبرا على ورق ، وبين حانا ومانا ضاعت كهرباء دوعن .

مشكلة كهرباء دوعن ليست وليدة اليوم ولن تحل بين عشية وضحاها ، اكتوينا بنيران انقطاعها على مدى سنوات ، ذهب محافظون وأتى آخرون ، أربعة محافظين لحضرموت طُرحت عليهم المشكلة منذ أواخر عهد خالد الديني مرورا بالدكتور عادل بأحميد واللواء الركن أحمد بن بريك وصولا ً للمحافظ الحالي اللواء الركن فرج سالمين البحسني ، والمصادفة أن مشكلة كهرباء دوعن عاصرها أربعة مدراء عموم المديرية ابتداء بسالم بأحميد وسالم الهيج وأحمد بامعس إلى أن وصل الدور إلى سالم بانخر ، مشكلة الكهرباء ليست كما يراها المواطن العادي بأنها توجيهات ومتابعات واتصالات ، سنوات مرّت وفي كل عام يتكرر نفس السيناريو لتعود نفس الدوّامة .

المواطن الدوعني مغلوب على أمره ، ليس بيده ما يفعله ، مع أنه الأسرع في التسديد أولا ً بأول ، ليكافئ بقطع التيار عنه لأيام وليال ٍ بما فيها شهر رمضان ، وفي دوعن ذو الكثافة السكانية المقاربة لسبعين ألف نسمة ، لا تجد حديثا ً للمجالس ومواقع التواصل إلا عن موضوع الكهرباء ، لآنها أصبحت كابوسا ً يقض مضاجعهم ويقلق سكينتهم ، لا حديث لدى الجميع الرجال والنساء كبارا ً وصغارا ً إلا عن الكهرباء والديزل ، أغلبيتهم تطغى عليه سجية طيبة الدواعنة الزائدة حبتين ويصدق أي خبر عنها وإن كان مختلقا ً .

كهرباء دوعن ذهبت للأهرام مع بقاء الشرط التعجيزي ، توفير مادة الديزل بالسعر المدعوم ، واستلام الأهرام لمخصصها دولار ينطح دولار ولو كان الوادي يعيش في ظلام دامس ، بينما تظهر مشكلة أخرى من سيدعم الديزل المدعوم ؟

مشكلة كهرباء دوعن قد تطول أزمتها ولن تنفعها الحلول الوقتية ، وهي بحاجة لتدخل رئاسي بإصدار قرار بربطها بمحطة وادي حضرموت الغازية ، لأن جماعة الوادي والصحراء لديهم من الأعذار لما يكفي بإقناع المحافظ ورئيس الحكومة باستحالة ربط دوعن في الوقت الحاضر وستبقى كهرباء أربعة شلّو الجمل والجمل ما شلّهم وياء مطولك ياليل بدون كهرباء .

LEAVE A REPLY