تقرير : عمليات الساحل الغربي.. حرب نظيفة وانتصارات على مراحل

404

الحديدة (المندب نيوز) متابعات

 

مثلت معارك تحرير الساحل الغربي اليمني أهمية بالغة في استراتيجية جهود الشرعية اليمنية والتحالف العربي لتحرير مختلف المناطق اليمنية من أيدي المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، وفي تأمين الملاحة الدولية النشطة بمحاذاة ذلك الساحل.

 

وتمكنت القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الشعبية بإسناد من التحالف العربي والقوات المسلحة الإماراتية في ظرف وجيز من تحرير الممر الدولي «باب المندب» وتأمينه.

 

حرب نظيفة

 

ويوضح نائب ناطق محور تعز، العقيد عبدالباسط البحر: بعد تحرير باب المندب، تم تحرير ذوباب والمخا، والتأمين الهندسي والعسكري للمواقع المحررة والاحتفاظ بالأرض، مع الإسناد القوي والمستمر والدقيق من الطيران وبأسلحة موجهة وذكية، بما يمكننا من القول إنها حرب نظيفة من حيث الآثار الجانبية على المدنيين. ونفذت قوات الشرعية عمليات عسكرية بعد تحرير وتأمين مدينة وميناء المخا، وذلك على محورين، ضم الأول التقدم في منطقة الساحل نحو يختل والخوخة والحديدة. والثاني شرق المخا (معسكر خالد بن الوليد)، والذي مثلت استعادته، ضربة عسكرية أخرى للميليشيا، باعتباره قاعدة انطلاق لعملياتها باتجاه المخا غرباً والوازعية جنوباً ومقبنة شرقاً. كما مكن من تأمين تقدم الوحدات العسكرية على المحور الساحلي، وقطع خط إمداد الميليشيا في تعز، وتسهيل فتح جبهات واسعة باتجاه عمق مدن ومديريات محافظة الحديدة.

 

نمط متسارع

 

وبنمط متسارع، توالى تحرير المناطق الساحلية (الكدحة، واحجة، المخا، يختل، الزهاري، الخوخة وهي أولى مديريات محافظة الحديدة) والاتجاه منها شرقا إلى مديرية حيس، وفي شرق المخا موزع والوازعية، شرق معسكر خالد، مفرق المخا، العريش، مفرق الوازعية، وصولا إلى مشارف مدينة البرح.

 

فيما كانت الضربة القاصمة لميليشيا الحوثي، هي السيطرة على مفرق الوازعية خط الإمداد الرئيس والذي أدى لفرار عناصرها من مديرية موزع والوازعية، ما يعني تحرر مديريات الساحل التي تمثل مساحتها 40 في المئة من مساحة محافظة تعز، مع انهيارات في قوى الميليشيا ومعنوياتهم.

 

تكتيكات

 

ويضيف البحر: اتبعت قوات الشرعية والتحالف وسائل وتكتيكات بالغة الأهمية ساعدت على تحقيق الانتصارات، مثل التحشيد المستمر للمقاتلين من قبل الشرعية وتسليح عناصر وأفراد جدد وتأهيلهم، واعتماد مبدأ الالتفاف والتطويق ولو من مسافات طويلة نوعا ما ولو اضطروا لشق وفتح طرق جديدة، والمباغتة والإغارة على القوات المعادية، وفتح أكثر من محور قتالي في آن لتشتيت جهود قوات العدو وإضعاف قدرته على المناورة سواء بالقوى او الوسائل أو النيران.

 

واتبعت قوات «الرمح الذهبي» تكتيك التحرير على مراحل، وبالسيطرة على التلال الحاكمة، وعقد المواصلات، وشبكة الطرق ومفارقها وقطع خطوط الإمداد كالسيطرة على معسكر جبل النار، ومعسكر خالد شرق المخا، ومعسكر القطاع الساحلي، ومعسكر أبو موسى، ومعسكر العروبة بباب المندب وأخيرا معسكر العمري. إضافة لعدم مفارقة الطيران للأجواء، حسب العقيد البحر، واستهدافه قيادات ميدانية حوثية مجربة وذات خبرة شاركت في حروب سابقة وتلقت تدريبات داخلية وخارجية..وكذا استهداف تعزيزات وآليات للعدو ومراكز قيادة وسيطرة متقدمة وشبكات الاتصالات العسكرية المعادية.

 

إنهاك الميليشيا

 

وعلى الجانب الآخر، تم إنهاك ميليشيا الحوثيين في جبهات تعز المترامية، وعاد كثير من المقاتلين من جبهاتها إلى مناطقهم للمشاركة في معركة الساحل وهم أصحاب الخبرة بالأرض والسكان، وكان لهم دور كبير وفق مراحل مدروسة من قبل التحالف العربي والقوات المسلحة الإماراتية.

 

وبتخطيط استراتيجي، تم تكوين ألوية العمالقة من أبناء الصبيحة المنطقة القريبة من مديريتي المخا والوازعية، المعروفين بالبأس الشديد مع مشاركة المقاومة التهامية، واستثمار عامل الوقت في كل مرحلة من المراحل.

 

وتتدرّج عملية الرمح الذهبي، نحو هدف أكبر يتمثّل بالوصول لتحرير محافظة الحديدة الواقعة إلى الشمال من تعز والتي تحوي ميناء استراتيجيا لا يزال يمثّل شريانا حيويا للمتمرّدين يتلقون عبره الدعم الإيراني بما في ذلك بالسلاح والذخائر.

 

وفي سبيل هذا التدرج، أحكمت قوات الرمح الذهبي، سيطرتها أخيرا على ميناء الحيمة جنوبي الحديدة وتقدمت في اتجاه مديرية التحيتا، بالتزامن مع سيطرة وحدات عسكرية على منطقة كهبوب أطراف مديرية المضاربة، شمال غرب لحج وذلك إثر انسحاب ميليشيا الحوثي من مركز مديرية موزع نتيجة قطع القوات الحكومية خطوط إمداداتهم من مفرق البرح غربي تعز.

LEAVE A REPLY