معلمون في عدن يختتمون تدريب في السلام والحوار ويشهرون مبادرات لمعالجة قضايا مجتمعية

354

 

عـــدن(المندب نيوز)خـــاص – عـــــاد نعمان

أكد دكتور/نجم الدين محمد أن القراءات الأولية لمخرجات تدريب المعلمين في مجال بناء السلام ونشر ثقافة الحوار تعطي انطباع إيجابي كبير وتقييم مرضي، نتيجة نوعية وكثافة التدريب والإقبال والتفاعل من المتدربين – رغم أن تجربة المشروع في بدايتها، منوهًا إلى نقل المعلمين البرنامج التدريب إلى المدارس المستهدفة في المرحلة اللاحقة من المشروع، وتعميم المهارات والمعارف المكتسبة على زملائهم وطلابهم، مع إشراف وتقديم الدعم الفني واللوجستي من منظمة “البحث عن أرضية مشتركة”، إلى جانب التنسيق مع مكتب وإدارات التربية والتعليم في محافظة عدن، بما يسهم في تعزيز السلام وتجاوز آثار العنف في البيئة التعليمية.

وأشاد مدير المشروع د. “نجم الدين” بالمبادرات المنبثقة من التدريب، وخاصةً المعنية بتنمية وعي المجتمعات المحيطة بالمدارس والاهتمام بالتعليم من خلال السلام والحوار، مشيرًا أن المنظمة تنتظر قولبت المبادرات في أطر معينة لتتلاءم وأهداف المشروع؛ لتُشكل لاحقًا لجنة متخصصة للبت في 22 مبادرة من محافظتيّ عدن ولحج، واختيار أفضل ثلاث منها؛ لدعمها وتنفيذها على أرض الواقع، جاء ذلك في تصريح له على هامش اختتام ورشة تدريب المعلمين في مجال بناء السلام ونشر ثقافة الحوار في البيئة التعليمية، ضمن مشروع “التربية على السلام في مدارس التعليم الثانوي”، المدعوم من الحكومة الفرنسية، الذي تنفذه منظمة “البحث عن أرضية مشتركة” SFCG – مكتب اليمن، بالتعاون مع مكتب التربية والتعليم في محافظة عدن.

استهدف التدريب 16 معلمـ/ـة ومدير مدرسة من أربعة مدارس للتعليم الثانوي في أربعة مديريات في محافظة عدن؛ “لطفي”  بنين في صيرة، “النعمان”  بنين في المنصورة، “النهضة” بنين في الشيخ عثمان، و”محيرز”  بنات في القلوعة، إلى جانب 4 رؤساء للفرق التوجيهية في المديريات، وذكرى عبدالرحمن ممثلًا للمعهد العالي للمعلمين، وحضرت عن وزارة التربية والتعليم دكتور/دينا صدقة.

اعتمد التدريب على استخدام أساليب تدريبية فعالة وتقديم تطبيقات عملية من أدوات المعلمين للتربية على السلام والحد من العنف.

وأوضحت مدير ثانوية “محيرز” ياسمين ملهي أن التدريب أفاد في اكتساب طرق أكثر جدوى وسلمية في فض النزاعات وحل المشاكل بين الطالبات وكيفية التعامل معهن والتقريب بينهن، وتعزيز التعاون والإخاء والعمل بروح الفريق الواحد، بما يخلق بيئة ملائمة ومشجعة للتحصيل التعليمي، مؤكدةً على تعاون ومتابعة إدارة المدرسة في تطبيق المعلومات والمعارف التدريبية في الدروس والأنشطة الصفية والفسحات، وأضاف عفان محمد – معلم في ثانوية “النعمان”: “جعلني التدريب أعيد اكتشاف نفسي، حيث مكنني من أساليب فعالة في الحوار والتعامل مع الآخر واقناعه، وأوصلني إلى مستوى إدراك عالٍ، كما زودني بآليات تحافظ على العلاقات الإنسانية بين الطلاب، تنهي النزاعات وتحيي المنافسات بينهم، وتؤهلهم ليكونوا رعاة للخير والسلام”، داعيًا إلى تفعيل الإعلام المدرسي والأنشطة الثقافية والمسابقات الرياضية التي توطد علاقة الطالب بالمدرسة.

 أوضح مدير ثانوية “النهضة” فهد عبدالله أن للمدرسة مبادرة سابقة في مجال بناء السلام من خلال انشاء الطلاب لنادي “أنصار السلام”، وتنفيذه عدد من الدورات التدريبية والأنشطة، وواصل: “في نهاية مشاركتنا في هذا التدريب لدينا خطة لترسيخ وتدعيم تجربة النادي وتأسيس أندية أخرى، وتوسيع نطاق تأثيرها لتشمل المعلمين والإداريين والعاملين في المدرسة، وهناك خطة متكاملة لتنفيذ أنشطة يشارك فيها عدد أكبر من الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع المحيط”، من جانبها أكدت ابتسام ناصر – معلمة في ثانوية “لطفي” أن الحاجة ماسة لمثل هكذا مبادرات تبني إنسان الفرد وتهيئ البيئة لتعزيز مفاهيم السلام، وقالت: “وجه التدريب انتباهنا إلى مفردات استخدمناها في التدريس ولم نهتم ببعدها النفسي، فكلما كان الطالب مستقرًا نفسيًا يعطي أكثر في الجانب التعليمي، وذات الشيء بالنسبة للمعلمين، ويعتمد ذلك على تظافر جهود الإدارة والهيئة التعليمية والطلاب أيضًا”، معولةً على دور أنشطة المبادرات في تغيير سلوكيات المجتمع.

تكلل نجاح التدريب في إعداد المتدربين لمبادرات تحمل خطط عمل وُضعت لمعالجة قضايا مجتمعية، تتحول إلى مشاريع تنموية قصيرة أو بعيدة المدى، تسهم في مجال بناء السلام ونشر ثقافة الحوار؛ لبناء مجتمع مدرسي يؤمن بأهمية السلام والحوار؛ لتجاوز آثار العنف والمشاكل في المجتمع المدرسي بشكل خاص، وتتضمن المبادرات أنشطة تفاعلية وتشاركية ووسائل تعليمية ترفيهية، تجذب الطالب إلى المدرسة، لعل أبرزها: تضمين مفاهيم بناء السلام ومبادئ التعايش في برامج الإذاعات المدرسية، حملات نظافة وتوسيع المساحات الخضراء لواجهات وباحات المدارس، ترميم وتأهيل البُنى التحتية وانشاء صالات رياضية، ندوات ومحاضرات توعوية، ملصقات إرشادية للمجتمع المدرسي والبيئة المحيطة، معارض علمية للاختراعات والصور الفوتوغرافية بالإضافة لمرسم حر، مجلات حائطية ونشرات دورية، دورات تدريبية في مجالات حقوق الإنسان والتنمية البشرية والتثقيف الصحي، وغيرها، إلى جانب أنشطة غير صفية؛ كالرحلات والأيام المفتوحة.

يعتبر مشروع “التربية على السلام في مدارس التعليم الثانوي” تجريبي في ثمان مدارس للتعليم الثانوي  بنين وبنات في محافظتيّ لحج وعدن، بواقع أربع مدارس في كل محافظة، ويمر بعدد من المرحل الرئيسية، ويتضمن مجموعة من الأنشطة، دُشنت فعالياته بتنفيذ استبيان لتقييم احتياجات تلك المدارس، واجراء اختبار مفاضلة بين المعلمينــات المتقدمينــات للمشاركة في البرنامج التدريبي استمر على مدى ثمانية أيام، وتمحورت عناوينه حول مجموعة من المواضيع ذات العلاقة في بناء السلام ونشر ثقافة الحوار، لعل أبرزها: مفهوم وأنواع ومسببات النزاع، أدوات تحليل النزاع، مفهوم وثقافة السلام، مهارات الحوار والوساطة والتفاوض، التعليم في حالة الطوارئ وأثناء النزاع، وغيرها..، ينبثق من التدريب مبادرات تسعى إلى المساهمة في تغيير سلوكيات وممارسات غير سليمة في المدارس والمجتمعات، ويُنفذ ذات التدريب في المدراس، ويستهدف مجموعة من الطلابــات والمعلمينــات، بالتنسيق مع الهيئات الإدارية للمدارس.

حرصت منظمة “البحث عن أرضية مشتركة” على تزويد المتدربين بعدد من الحقائب التدريبية الخاصة بالمعلم، الطالب، وأولياء الأمور، وحقائب لأدوات معلميّ الصفوف (1 – 9) من مرحلة التعليم الأساسي، جميعها متعلقة بالتربية على السلام والحد من العنف في البيئة التعليمية، بالإضافة إلى دليل إرشادي لتصميم وتنفيذ جلسات حوار مجتمعي، ودليل إرشادي آخر لمجموعة بناء السلام المدرسية، وذلك للاستعانة بها وتوظيفها في عملية التدريب في المرحلة القادمة من المشروع، التي تستهدف الطلاب والمعلمين في المدارس.

حضر فعاليات اختتام الورشة التدريبية المذكورة آنفًا كل من مدير عام التدريب في وزارة التربية والتعليم/رندا بامقابل، مايسة محمود – رئيس شعبة التدريب والتأهيل في مكتب التربية والتعليمعدن، وضاح المهيوبي – مدير إدارة التدريب والتأهيل في مكتب التربية والتعليمعدن، وعضوا الفريق الوطني للتدريب في التربية والتعليم المدربتان/سعاد علي أحمد وإيناس سعيد بن سعيد، إلى جانب فريق عمل المشروع.

LEAVE A REPLY