هزائم الحوثي المتتالية تطلق التفكير في مرحلة ما بعد الحرب في اليمن

281

 

اليمن(المندب نيوز)وكالات

برز بوضوح خلال الأيام الماضية طغيان الارتباك والعشوائية على العمليات العسكرية لميليشيا الحوثي التي تحتل أجزاء من اليمن, ما يعتبر بحسب خبراء الشؤون الأمنية والعسكرية, انعكاسا لوضعهم الميداني الصعب الذي أصبحوا عليه مع تحقيق القوات المدعومة من التحالف العربي سلسلة من الانتصارات وانتزاعها مناطق هامة من سيطرتهم في أنحاء متفرقة من البلاد.

وقتل خمسة مدنيين وأصيب عشرون آخرون, جراء قصف حوثي استهدف, فجر الثلاثاء, حيا سكنيا بمدينة مأرب شرقي اليمن. ويصنف الخبراء أنفسهم استهداف الميليشيا للمدنيين وتوجيهها الصواريخ الباليستية المهربة من إيران بشكل عشوائي صوب الأراضي السعودية, رغم انعدام تأثيرها في سير المعارك, ضمن ما يسمونه “ردة الفعل العصبية” التي تعتبر من علامات اقتراب الهزيمة في الحرب.

وتشرع التطورات الجارية على الأرض اليمنية لجهات ذات صلة بالملف اليمني الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب في اليمن. وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش, الذي تقوم قوات بلاده بدور مفصلي في حرب تحرير اليمن ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إن التمرد الحوثي بصدد الارتخاء تحت الضغط العسكري للتحالف.

وفي إشارة إلى هدف تأمين اليمن على المدى البعيد, قال قرقاش متحدثا لموقع “ديفينس ون” المتخصص في الشؤون الدفاعية, إن احتمال أن يكون هناك وجود لقوات التحالف لفترة طويلة في اليمن بعد انتهاء التمرد أمر وارد للغاية. وأضاف الوزير الإماراتي أن الحوثيين في حالة تراجع, والهدف من عمليات التحالف العربي هو الضغط العسكري لتغيير الحسابات وتحقيق حل سياسي, مؤكدا “نحن لا نبحث عن نصر عسكري شامل” ومعتبرا أن “بداية النهاية لانقلاب الحوثيين كانت مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح”.

وبشأن استهداف المدنيين قال مصدر في شرطة مأرب, لوكالة الأناضول, إن مسلحي الحوثي أطلقوا صاروخ كاتيوشا من مواقعهم بمديرية صرواح غربي المحافظة وسقط في أحد شوارع المدينة المكتظة بحركة المارة. كما رجح نفس المصدر زيادة عدد القتلى لوجود إصابات بالغة.

ويسيطر الحوثيون على جبل هيلان بمديرية صرواح, المطلة على محافظة مأرب من الناحية الغربية, ويستخدمون مواقعهم هناك لقصف المناطق المأهولة بالسكان.

وفي سياق استهداف الحوثيين للمرافق المدنية كشفت قيادة التحالف العربي أن الميليشيا وراء استهداف سفينة تركية محملة بالقمح الأسبوع الماضي, قبالة سواحل محافظة الحديدة غربي اليمن.

وقال تركي المالكي, الناطق الرسمي باسم التحالف في مؤتمر صحافي إن الصاروخ الذي استهدف السفينة المحملة بالقمح انطلق من محافظة الحديدة الخاضعة لسيطرة الميليشيا مؤكدا أن ميناء الحديدة بات نقطة انطلاق للاعتداء على الملاحة البحرية.

وأوضح المالكي أن جماعة الحوجي تحتجز مساعدات إنسانية وقوافل إغاثية موجهة إلى اليمنيين خلال شهر رمضان. كما أنها لا تزال تستخدم المدنيين كدروع بشرية في جبهات القتال .

وعسكريا قال المالكي إن قوات الجيش اليمني مدعومة بقوات التحالف ممثلا بالقوات البرية حققت إنجازات ميدانية على الأرض وفي كل الجبهات.

وأكدت مصادر ميدانية قيام ميليشيا الحوثي بنصب نقاط تفتيش في عدد من المناطق الواقعة تحت سيطرتها للقبض على عناصرها الهاربة من جبهات القتال.

ومن أكثر الجبهات تأثيرا في مسار الحرب, جبهة الساحل الغربي نظرا إلى أهمية موقعها وانفتاحها على البحر الأحمر.

ورصدت  سلسلة الانتصارات العسكرية والتقدم الميداني المستمر لقوات المقاومة اليمنية منذ إطلاق التحالف العربي مؤخرا عمليات عسكرية واسعة النطاق باتجاه مدينة الحديدة بالتزامن مع استمرر العمليات غربي محافظة تعز في أكثر من اتجاه وتضييق الخناق على الحوثيين وقطع أهم خطوط إمدادهم في الساحل الغربي.

وتواصل قوات المقاومة اليمنية بمختلف تشكيلاتها تقدمها الميداني جنوبي الحديدة من محورين بالتزامن مع غارات جوية مركزة تستهدف مواقع وتجمعات وتعزيزات عسكرية تابعة لميليشيا الحوثي في ​​مناطق الجراحي وزبيد والتحيتا وبيت الفقيه.

ويشهد المحور الأول مواصلة قوات المقاومة المتمركزة شمال مديرية حيس زحفها وتقدمها نحو الجراحي فيما يشهد المحور الثاني, وهو الأكثر تقدما باتجاه مديرية التحيتا, السيطرة على مواقع استراتيجية مطلة على قرية السقف والمناطق المجاورة لها جنوبي التحيتا والذي بدوره يقرب القوات بشكل كبير من ميناء الحديدة.

وتقدمت قوات المقاومة اليمنية بعمق يزيد على عشرين كيلومترا باتجاه مديرية التحيتا, ونجحت في انتزاع مواقع مهمة واستراتيجية منها ميناء الحيمة العسكري والتقدم شمالا وتطهير منطقة الفازة, بعد أن نفذت القوات المسلحة الإماراتية عملية برمائية تمكنت بفعلها من تدمير مركز قيادة وسيطرة تابع للحوثيين.

وجاءت العمليات العسكرية الواسعة باتجاه الحديدة بعد السيطرة على مديريات وجبهات مهمة غربي تعز وقطع خطوط الإمدادات عن الحوثيين, لتستعيد بعدها المقاومة اليمنية مديريات موزع والوازعية ومعسكر العمري وجبهة كهبوب.

وأحدثت العمليات العسكرية النوعية الأخيرة ارتباكا غير مسبوق في صفوف الميليشيا وتمركزها وقدرتها على الصمود ميدانيا, في ظل الضربات الموجعة من مقاتلات التحالف العربي واستهداف قيادات الحوثيين, كان آخرهم ثمانية قادة ميدانيين من المشرفين على جبهات القطابا والجراحي وحيس.

LEAVE A REPLY