القائد زكي الردفاني .. وجه وطن ورمز ثوره

356

  (المندب نيوز ) كتب: عمار مثنى

بعض القادة ولدوا وفي افواههم ملاعق ذهبيه. ولدت محاطه بالرفاهية والرخاء لذا انتجت منهم ظروف نشأتهم شخصية شبيهه بتلك الظروف المهترئه، وفي الجانب الاخر هناك من ولد وفي فمه ملعقة من الم وغضب لذا كان ظروف واقعهم كفيلة بان تصنع منهم قادة رفض وعنفوان. قادة تحمل هم أمة وانعتاق وطن. القائد/زكي الردفاني واحد من هؤلاء القادة التي حملت ثقل أمة واكتست ملامح مدينه وتضاريس وطن..

زكي الشاب الردفاني كغيره من شباب الجنوب  نشأ في ظروف قاسيه افرزتها مرارة الظلم والقهر والحرمان التي كرسها الاحتلال اليمني على ارض الجنوب والتي بترت الطفوله ودمرت ريعان شباب لكن تلك الظروف القاسيه ولدت من بين جوانحهم نزغ الثورة وبركان المواجهة لتتفجر كإعصار غضب كسر جدران الخضوع والاستسلام معلنا بداية فجر جديد…

سنوات مرت على انطلاق اول ارهاصة واول رصاصه لمعركة التحرير العظمى والتي كان القائد/زكي الردفاني احد وقودها وطلائعها الاوائل رافقت تلك السنوات دفعات من الشهداء كان القائد/زكي احد رفاقها.. ومن ذلك التاريخ الى الان ظل يمشي الموت الى جواره ينام ويأكل كسرته معه على عجل.. منذ اول رصاصه الى الآن تغيرت الوجوه وتغيرت الاهداف حتى الوطن كاد يتغير.. ومع ذلك بقي القائد/زكي، ثابت الخطى والموقف،محتفظآ ببركان الرفض والغضب المحشوآ في جوفه، تمامآ كعنفوان اول رصاصه لحرب الانعتاق الجنوبي العظيم..

في ردفان التي تحيط بها الصخور والجبال كحزام أمان لهذا المدينه العتيقه..والتي لطالمآ كان الجبل رمز لهذه المدينه عبر التاريخ ..فمن بين تلك الجبال انفجر بركان الوطن ومع الجمر المتطاير التحم القائد/زكي الردفاني ليصنع رمزيته الثوريه وشخصيته المقاومه.. بين تلك الجبال ومن وسط ادغالها وشعابها تتفرع الطرق والممرات ولكن كل تلك الطرق والممرات تؤدي الى الصمود.. تلك الممرات الجبليه اتخذ منها الشاب (زكي) بيته ومدرسته التي تعلم منها مادة الحريه وابجديات الصمود.. (ردفان)دائما لاتختار قدرها فقد حكم عليها التاريخ كما حكمت عليها طبيعتها الجغرافيه إلا تستسلم..فكانت حياة ابناءها محصوره في المسافه ما بين الحريه والموت ولذا كان القائد/زكي يشبه مدينته حد التطابق..

من حاظنته ردفان الى معركة العند وتحرير عدن وكرش تنقل القائد/زكي الردفاني ملتحفآ عزيمته الفولاذيه وحاملا بندقيته الخشبيه بخطوات الواثق من ربه المؤمن بحق وطنه.. انطلق الاسد الردفاني يكسر قيود الاستعباد وينهش اجساد جحافل الاضطهاد ويدحر فلول شياطينهم شبرآ شبرآ من ارض الجنوب ويرمي غذارة تلك الحيوانات البشريه الى موقعها الطبيعي في زريبة شمال الشمال..  لم تنهكه قساوة الحروب وطول زفيرها ولم يزيدة ألم فراق دفعات من رفاقه ممن سقطوا شهداء على طريق الحرية تلك إلا همة وعزيمة اصلب في المقاومة والقصاص من ذلك العدو الغادر لذا لم يتوقف صهيل ذلك الجواد الردفاني وما انفك إن واصل طريق معركته المقدسه مع عدو الارض والانسان ليذيقه مرارة العلقم فوق تراب الجنوب ويواصل سقيه الموت المحتم في عمق ارض ذلك الطاغوت الارعن.. هاهو القائد/زكي يناجز العدو في وسط اراضيه ويصول في صحاري المخاء والحديده بسيفه البتار ليقطع اوصال ذلك الشيطان الذي مارس صنوف القهر والاذلال ضد شعبه ووطنه لسنوات عجاف ليذيقهم من نفس ذلك الكاس الأمر ،و يعلمهم نظرية السن بالسن والبادئ اظلم بطريقته المفظله..

زكي الردفاني قائد الملاحم الكبرى ومثال لشجاعه قهرت كبار العدو وصغاره، وانموذج للأنتماء المتطرف للوطن، ورمز المقاومه والنصر المبين.. زكي تاج على ناصية الوطن.. ووسام على صدور ابنائه.. ومصدر فخر وإلهام للأجيال..

LEAVE A REPLY