انا ووطني هي قصة خططتها بيدي مقال لـ محمد بالحمان

332

أنا كطفل يطارد المدى ، كفنان عابس في وجوه معجبيه، كجوهرة ثمينة في حواري الفحّامين، كسراب يتطاير في أوساط الرياح ، كغيمة تعلو السماء ولا تمطر ، كعابر سبيل يمضي إلى حيث لايعلم ، كطفل بريءٌ ينادي : أمي ….أمي استيقظي…. أرجوكِ لاتتركيني وهي في سبات طويل المدى، ككاتب ينزف فوق البياض ، ضجيج أعماقه ومشاعره المختلطة، أفكاره المتشعبكة، همومه التي أبت ألاّ تفارقه ، وصدره المليء بالحزن والاكتئاب ، يظن لوهله …فيقول في نفسه: ليس هناك أمل ،
أنا لم أعد أستطيع تحمل العيش وأعباء الحياة ، في وطن نهشته الأمنيات كلما تطهر من رجس الشعارات، في وطن فيه الضباب يسقط منه الماء المعطر بالبارود،
في وطنٍ نازفٍ بالخراب ، وطنٌ يتكحل بالسراب .
وطنٌ يموت فيه الناس جوعاً .وهم يسبحون في خيراتهم وثرواتهم التي سلبت منهم .
وطنٌ أصبح فيه التجار هم من لهم الكلمة الأولى واصحاب القرار في خفض ورفع الصرف والأسعار ، ويلٌ لهم من غضب الجبار وويلٌ لهم من عذاب النار .
فيات أسفاه لحالنا ولوضعنا ويآ لفرحة الأعداء والكفار.
غفوت للحظه ؛ عسى أن يرتاح قلبي مما فيه من طوفان القهر والأسى ، متأملاً أن يتلاشى مايجري .
فجأة أرى نفسي في عتمة شديده ، في ظلام حالك.
حينها بدأ الخوف يلامس قلبي ، وبدأ العرق يقطر من جبيني ، يداي ورجلاي ترتعشان ، أرى نفسي في وضع لايحسد عليه البتّة ، أخاطب نفسي بصوت عالي ..،لماذا لا اتحرك..!؟
فعلاً :- حاولت ان اتحرك لكنّ هنالك شيٌ يشد وثاقي .
وأثناء غفوتي ؛ رأيت الوطن يغفو ، والطفل يصرخ ، و الأم تبكي ، والأخ يتألم، والزوجة مصابة بفوبيا الحرب .
أصرخُ من ثقبٍ يا وطني ،
وعيناي تحملقان في اللاشيء ، كطفل يطارد المدى.
طفولةٌ سُلخت براءتها ، عينٌ تذرف خوفها الشاهق، قلبٌ يتقهقر في ميادين القهر ، والطفل أصبح محروماً دراسته ، مسلوباً طفولته ،
الشباب تتلاشى أحلامهم ، ونسي البعض منهم طموحاته ،
وأصبح التشاؤم واليأس سيدا الموقف لديهم.
كل هذا مجرور على ماذا ؟
على حرفٍ وكرسيٍ ولا يعنيه شيءٌ من هذا أو ذاك .
شبابٌ دمر حاضرهم قبل مستقبلهم ، يعانون كما لو كانوا تحت ركام الحرب .
ونساء دمرت حياتهن وقتل أزواجهن وأنتهكت أعراضهن .
لمَ كل هذا يا وطني ؟
في وطني فقط يتم اغتصاب النهار، ورشوة السلام، وخيانة الظلام.فارقات عجيبة .فنحن نصرخ بصوت شاهق يحيا الدين، يحيا الوطن، يحيا العلم، يحيا السلام، يحيا الإسلام ، تحيا العقيدة ،وتحيا الحرية، تحيا الأمة العربية، وتحيا الجمهورية اليمنية .
ونسعى لتدمير كل شي .
نصرخ بصوت مرتفع “يحيا العدل”
ونطرق أبواب الرشاوى والكثير .
وطني : إنني أحبك عدد كل جريمة قد انتهكت بحقك.

LEAVE A REPLY