الإمارات أنهت عداء الجارين وحققت أمن القرن الأفريقي

447

ابوظبي(المندب نيوز)البيان

أثمرت جهود دولة الإمارات للم الشمل بين إثيوبيا وإرتيريا, عن تقارب تاريخي, توج بعودة علاقات البلدين الجارين, بعد عقدين كاملين من العداء والقطيعة.

ولم تدخر الدبلوماسية الإماراتية جهدا في سبيل تذويب الخلافات, وإرساء السلام في كل بقعة في نهج أرسى دعائمه المغفور له بإذن الله, الشيخ زايد, طيب الله ثراه, وسارت عليه القيادة الرشيدة, ديدنها الذي لا حياد عنه, إطفاء بؤر التوتر, وتعبيد الطريق نحو السلام والاستقرار العالميين, بما يقود إلى التنمية والاستقرار.

لقد مثلت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى إثيوبيا, ركيزة أساسية في مسيرة المصالحة, إذ سرعت من وتيرتها, وجعلت ما كان إلى المستحيل أقرب, واقعا يمشي بين الناس, يتحدثون به في انبهار وإعجاب.

وأكد  أن دولة الإمارات لعبت دورا فاعلا ومؤثرا في ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي, من خلال إعادة العلاقات الدبلوماسية بين إثيوبيا وإرتيريا, بعد قطيعة تاريخية فشلت معها كل محاولات تطبيع العلاقات.

وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبد العزيز, د. يوسف الثبيتي, أن الدبلوماسية الإماراتية استطاعت إخماد حريق دام 20 عاما, وفشلت أمامه كل مساعي التسوية, مضيفا إلا أن حمامة السلام الإماراتية, حققت المطلوب لأمن واستقرار منطقة القرن الأفريقي, من خلال لعب دور الوسيط.

 وأضاف الثبيتي أن مكانة دولة الإمارات, ستتعزز أكثر في منطقة القرن الأفريقي بعد هذا الإنجاز الدبلوماسي الكبير.

 قال الخبير والمحلل السياسي د. فالح بن عبد الرحمن الخالدي إن الدور دولة الإمارات المحوري في السلام الإثيوبي الإريتري أكسبها مكانة متقدمة ومرموقة في منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية لافتا إلى أن البلدين هما الرابح الأكبر, فيما ربحت كل منطقة القرن الأفريقي الأمن والاستقرار.

امتداح دور

 امتدح مراقبون سودانيون الدور الذي لعبته دولة الإمارات في اختراق جدر القطيعة بين إثيوبيا وإريتريا بما يمهد الطريق أمام استقرار الإقليم بكامله.

وتوقع وزير الدولة بالخارجية السوداني السابق كمال إسماعيل, أن ينعكس التقارب الإثيوبي الإريتري إيجابا على علاقات البلدين والإقليم بكامله وأن الاتفاقات الموقعة من شأنها إزالة آثار حقبة التوتر والنزاع فضلا عن تمهيد الطريق أمام التعاون والتنسيق بعيدا عن الصراع.

ورأى البرلماني السوداني المهتم بقضايا القرن الأفريقي فيصل ياسين أن التقارب الإثيوبي الإريتري سينعكس إيجابا على منطقة القرن الأفريقي والمنطقة بكاملها فضلا عن تأثيرات التقارب اقتصاديا وأمنيا.

وأضاف ياسين البلدان سيستفيدان لكن قطعا إرتيريا هي المستفيد الأكبر, باعتبار أن إثيوبيا دولة كبيرة ومؤثرة في المنطقة ولديها خبرات ستفيد أي تنمية في إرتيريا.

حضور إماراتي

 شدد محللون استراتيجيون بحرينيون على أن الدبلوماسية الإماراتية, سرعت من وتيرة المصالحة التاريخية مشيرين إلى أن دولة الإمارات كانت حاضرة على الدوام في حل الأزمات والصراعات والحروب في كل مناطق العالم.

وأوضح المحلل الاستراتيجي العسكري أحمد مسعود أن اتفاق السلام الكبير بين إثيوبيا وإريتريا سيفرز مزيدا من الأمن والاستقرار ليس في القرن الأفريقي فقط بل منطقة الشرق الأوسط مضيفا هذه المصالحة لم تكن لتتم إلا بالمعاضدة الإماراتية المميزة والتي كانت حاضرة  وتبحث دوما عن كل الحلول السياسية والاقتصادية الناجعة لحلحلة الأزمات في مناطق الصراعات المختلفة بأفريقيا, وبقية مناطق العالم .

تثمين مساع

 لفت المحلل السياسي أحمد جمعة إلى أن شعوب المنطقة تثمن عاليا الجهود المباركة للدبلوماسية الإماراتية والتي تمخض عنها طي صفحة صراع طويل مشيرا إلى أن منافع المصالحة ستنعكس بشكل مباشر وسريع على الشعبين الإثيوبي والإريتري وملفات عالقة أخرى.

 إن بصمات دولة الإمارات في تعمير الأوطان واضحة مضيفا رأينا ذلك في تذويب الخلاف الأثيوبي والإريتري تابع العالم باهتمام بالغ زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة  جلسة المحادثات الرسمية التي عقدها مع رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد في أديس أبابا منتصف يونيو الماضي والتي كانت أحد محركات السلام والأمان في القرن الأفريقي, والمنطقة ومحفزا رئيسا لتسريع وتيرة المصالحة التاريخية. 

جهود عظيمة

كما ثمن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني, رائد الخزاعلة, الجهود الإماراتية من أجل إنجاح المصالحة.

مشيرا إلى أنها جهود عظيمة, ستؤدي لإحلال السلام بين إثيوبيا وإريتريا بما يجنب المنطقة العربية المزيد من الأزمات والحروب.

وأشار إلى أن الأردن ينظر إلى المصالحة كونها نقطة البداية لإنهاء أزمة عميقة شهدها القرن الأفريقي.

أن الجهد الذي بذله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة سينعكس إيجابا على الدولتين الجارين وكل المنطقة, لافتا إلى أن طي الخلافات بين الدول سيفتح صفحات جديدة على مستوى الدولتين والشعبين. وشدد على أهمية أن يكون نهج المصالحة بين الدول نهجا دوليا لإعادة بث السلام بين الدول المتصارعة.

رسم مستقبل

 أكد الدبلوماسي روبير إسكندر سفير مصر الأسبق في إثيوبيا أن اتفاق إريتريا وإثيوبيا على إنهاء حالة النزاع يعتبر نقطة تحول تاريخيةستعيد التلاحم الأفريقي مجددا وترسم مستقبلا جديدا للمنطقة بعد عقدين من الصراعات التي استنزفت دول منطقة القرن الأفريقي.

واعتبر إسكندر أن المكسب سيكون كبيرا للدولتين والمنطقة في ظل سياسة السلام الجديدة, التي ينتهجها رئيس الوزراء الإثيوبي مع الجوار موضحا أن سعى آبى أحمد لتعزيز العلاقات مع الجيران بعد حالة العدا سيحقق مكاسب كثيرة فضلا عن أن إريتريا هي الأخرى ستسعى بعد الاتفاق إلى تحسين علاقاتها بدول العالم العربي لتكون أكثر انفتاحا وتوافقا مع جيرانها.

وساطة خيرة

كما أشار الكاتب مكرم محمد أحمد, إلى أن تصالح الإثيوبيين والإريتريين يدخل القرن الأفريقي مرحلة سلام واستقرار يمكن أن تؤثر إيجابا في كل دول المنطقة مردفا ثمة خريطة جديدة للقرن الأفريقي الذي مزقته الحروب والصراعات الداخلية على امتداد عقود طويلة, هناك وساطة خيرة قامت بها دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية لإصلاح العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا, في خطوة لعودة السلام والاستقرار لمنطقة القرن الأفريقي .

LEAVE A REPLY