عبدالقادر سعيد بصعر
عبدالقادر سعيد بصعر

يحظى المتقاعدون في العديد من دول العالم وبالأخص المتقدمة إلى منها بالعديد من المزايا والرعاية الخاصة بعد أن يتم احالتهم الى التقاعد حسب الشروط والضوابط السائدة في هذه البلدان فنجدهم بعد ذلك يتفرغون الى الاهتمام بذواتهم واسرهم وينظمون لهم برامج وانشطة جماعية تشمل الزيارات الاستطلاعية للعديد من بلدان العالم عبر وسائط النقل المتعددة برية وبحرية وجوية وتقدم لهم دولهم وحكوماتهم العديد من التسهيلات فلامنغصات و لاهموم ولا كوابح تواجههم بل مزايا وتخفيضات تصل الى النصف في السكن والاقامة في الفنادق وغيرها اضافة الى اجور النقل والخدمات الاخرى نظير ما قدمة هؤلاء لوطنهم من اعمال جليلة افنوا سنين عمرهم وزهرة شبابهم في

تطور ورقي مجتمعاتهم في مختلف المجالات وحصدوا ثمار ماجنوه تقديراً واكباراً اينما حلوا وحيثما ارتحلوا .

 

أما المتقاعدون في بلادنا فلا يسر عدداً ولا صديقاً ولا يدعو للتفاؤل فهذه الاعداد التي احيلت الى المعاش التقاعدي بعد ان بلغت احد الاجلين فلا يشفع لها ما قدمته لهذا الوطن من خدمة متواصلة على مدى الخمسة والثلاثين سنة أو تزيد بذلوا عصار جهدهم وافنوا ربيع أعمارهم في مرافقة الدولة ومؤسساتها الممتدة في هذا الوطن وفي هذا الصدد سنشير إلى مبلغ الظلم والاجحاف الذي حل بفئة المحالين الى التقاعد في ثمانيات القرن الماضي كانت معاشاتهم في تلك الفترة تحقق لهم ومن يعولهم القدر الطيب من الحياه الكريمة ولكن بعد انتقال البلاد في عام 1990 م الى اقتصاد السوق وتخلي الدولة عن العديد من التزاماتها تجاه مواطنيها وظهور غول الغلاء والتصاعد المستمر والمتواصل في الاسعار بمتوالية هندسية حسب نظرية مالتوس واصبح المتقاعد ( مملل سر ) لما يقولون وتم سحق الطبقة الوسطى ولم يشفع لهم هذا الزمن الاغبر الريادية التي حققوها في التعليم والصحة وبناء المراحيل الاولى للدولة وهم من عملوا في فترة الاربعينيات من القرن الماضي وخلال هذه الاشهر ونتيجة للظروف الاستثنائية التي تمر بها عاش المتقاعدون معاناه صعبة وقاسية في صرف رواتبهم في المدة المقررة لصرف القادمة بل ان التأجيل والتسويف يمتد لأسابيع عديدة ومن يشاهد بأم عينه معاناه هذه الشريحة من المواطنين الذين بلغ معظمهم خريف العمر وهم يتراحمون على مكاتب البريد يشعر بحالة من الاسى والحزن والالم والحرقة لما وصل إليه حالهم هذا بل العديد ينتقلون من مناطق بعيدة ويتكبدون عناء المواصلات واجورهم المرهقة .

 

اننا نتقدم بمناشدة الى المعنيين بالأمر من السلطة المحلية والهيئة العامة للمعاشات ان يخففون عن المتقاعدين هذه المعاناه التي طالتهم وان يحظون بالأولوية في صرف معاشاتهم في ظروف ميسرة وسهلة وهذا ابسط ما يقدم لهم تجاه ما اجترحوه في مرافقهم ومؤسساتهم الانتاجية والخدمية من عطاء سخي وهو صورة من صور الوفاء والعرفان لتلكم الشريحة وهناك معاناه كبيرة لقطاع واسع من فئة المتقاعدين ظلموا ظلماً شديداً وسلبت حقوقهم من خلال عدم صرف العلاوة السنوية منذ عام 2005م ومرت اكثر من عشرة اعوام في وعود عرقوبيه وهم ينتظرون وصولها الى ان وصل حال البلد الى ما وصل إليه من وضع في البحر ويعد من رابع المستحيلات بعد الغول والعنقاء والخل الوفي ولكن هذه الشريحة لم يتملكها الياس بعد وهي تنتظر بفارغ الصبر الى ان يستقر حال البلد وتتجاوز هذا الوضع لان ما تطالب به من حق شرعي ولن يسقط بالتقادم وكما يقولون لن يضيع حق وراءه مطالب ومن المفارقات الغريبة في الامر ان هذه الشريحة تنتمي الى الهيئة العامة للمعاشات التي تمتلك استثمارات هائلة كالأبراج السكنية والوحدات السكنية والاستثمارات الاخرى في صنعاء وعدد من المحافظات وما تحتفظ به من رصيد مالي يصل إلى المليارات بل ان بعض الروايات تقول ويؤكد هذا القول العديد من المطلعين على أمر هذه الهيئة ان الدولة تستدين وتقترض منها بعض الاموال في بعض الامور والقضايا وينطبق هذا البيت الشعري على الهيئة العامة للمعاشات وتعاملها مع شرعية المتقاعدين القائل ( كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوقه ظهورها محمول ) مرة أخرى نأمل أن تزيل هذه المنغصات والمعاناه عن هذه الشريحة وان يتم اسثناؤها عن اي مكايدات أو مماحكات من كل الاطراف السياسية التي تعرقل وتعيق توفير المخصصات المالية لمعاشات هذه الشريحة وان يعطي الجانب الانساني في التعامل معها .

 

كما انني اختتم مقالي هذا بأن تقوم هذه الشريحة بالتفكير بجدية في أنشاء نقابة للمتقاعدين في كل عاصمة محافظة لتتولى أمر الدفاع عن كافة حقوقها ومتابعتها مع الجهات المعنية وان تقود قيادة هذه النقابة وتعد لمختلف اشكال الاحتياجات السلمية لانتزاع حقوقها من كل جهة تماطل وتؤخر وتسوف صرف هذه الحقوق وهذا المطلب كلفه دستور بلادنا وكافة التشريعات النافذة .

 

وفي الختام أقول انني تجنبت النأي بالموضوع عن أي تجاذبات سياسية التي ربما يكون لها تداعيات سلبية واثرت ان ياتم التركيز على الجوانب الحقوقية والمطلبية التي تتعلق بهذه الشريحة وان أصبت في ذلك فمن الله واخطأت فمن نفسي والشيطان وأخر دعوانا إن الحمد الله رب العالمين

LEAVE A REPLY