شهيد التفجيرات الإرهابية في المكلا بن حمدون الجندي الشجاع مقال : لـ بدر العجيلي

327

لم يزل غبار معسكر واحد وخمسين ( هضبة حضرموت ) ورياحه المحملة بالرمال كلما طفت على الذاكرة بعثت كل دواعي الالهام وحركت كل اسباب الكتابة والتأمل في وجداني.

فيه عرفت الصديق  الشهيد مبارك بن حمدون من ابناء تريم وقد ايقنت حينها ان حارات ومدن وبوادي وصحاري حضرموت  ربت اصلب الرجال وانقاء المعادن ، وان الشجاعة لنصرة الحق والغيرة الدينية والوطنية  هي سمة من سمات الحضارم وإن كانت يومها وبسبب عوامل حاولت كسرها مثل  الجمر الذي يغطيه الرماد لم يلبث إن التهب بالنار والاشتعال.

كانت الاناشيد الحماسية تملئ الوجدان والقلوب بالحماس وتشعل جذوة الوطنية في الطوابير الصباحية والمسائية

ونحن نقف معا ونردد بصوت عالي  :

واحد وخمسين

اقسمت يمين

لا ولن تلين

في كل المحن

في كل المحن

بن حمدون من شباب تريم  اتى به الى العسكرة الواجب المقدس لخدمت الوطن ليس إلا ،

حكى لي انه شخص ناجح في عمله وحياته تسير على خير مايرام وان الدافع الوطني من قاده نحو  العسكرة حاله حال اغلب الشباب.

كان زواجه قد اقترب عندما استشهد في احداث رمضان الارهابية ،

 تفارقنا في الريان (معسكر اللواء 27سابقا ) بعد التحرير وانتقل الى لواء حضرموت –  لواء الشهداء – مع قائده الرائد : لطفي يادين قائد معسكر واحد وخمسين ولم نلتقي بعدها ،

ابدا .. !!!!!!!!!!

عندما هاجموا عناصر القاعدة في رمضان ليلة الاثنين  ٢٧-٦-٢٠١٧ م معسكر لواء حضرموت لم يستسلم الجندي بن حمدون  وقد اجهد العناصر  الإجرامية  بضراوة المقاومة التي ابداها …و الدفاع الغير طبيعي  منه ولكنهم خبثاء كانوا يعرفوا ان الجنود لم يستلموا من الذخيرة إلا النزر اليسير مقارنة بما يحتاجونه في ضل الاوضاع التي تحف بها المخاطرة ،  ويعايشونها ليل نهار ، وايضا كمية الدعم الذي قدمه التحالف من الذخائر وتبخر في الهواء….!!!!!!

لذلك  امهلوا حتى فرغت الذخيرة ولحقو وراه الى الدور الاول من المبنى ثم امطروه بالرصاص حتى مزقو جسده الطاهر في حالة هستيرية وجنونية تدل على الحقد والغضب رغم انه استشهد من اول الطلقات ،

رحمة الله عليك يا صديقي بن حمدون يبدو ان قدر الاخيار يذهبون ولا يعودون، وتبقى مأثرهم عطرا خالد كلما تذكرناهم فاح اريجة واستنشقنا عبقه ومسكه .

LEAVE A REPLY