من معالم النقعة :مسجد الرحمة مقال لـ احمد باحمادي

362
أحمد باحمادي..

كانت الأمطار غزيرة، والرحمات تهمي من رب السماء، وشآبيب الغيث عمّت بخيرها كل شيء، فسمّي المسجد حينئذ بمسجد الرحمة.

قيل لي إن جدّي أحمد باحمادي يرحمه الله كان يعلق بأحد أركان المسجد قربة للماء، كانت بمثابة برادة في هذه الأيام.

في ضاحي الرحمة كانت حلقات العلم والقرآن، نرتل ونتلو القرآن ونحفظ الآيات ونتنافس فيما بيننا بروح الطفولة والبراءة.

في الرحمة نتذكر تربية الاستاذ محمد أحمد بن دحمان رحمه الله، بسماته .. ضحكاته .. همساته .. وحبه الأبوي الذي لم يغب دفؤه عن قلوبنا إلى اليوم.

في الرحمة دروس التقوية، وجلسات العلم فكأني بالمسجد جامعة إسلامية حوت جميع الفنون.

في الرحمة نشأ الشباب، ولم ينسوا طاعة الشيبان ومنهم العم محمد أحمد بلال يرحمه الله الذي كان المصحف رفيقه على الدوام.

تعلمنا في الرحمة أن نصدح بأول أحرف الأذان في مكبره أو من أعلى منارته الصغيرة الجميلة.

اليوم رحل الإمام وورحل المعلم ورحل المحفظ والقارئ من مسجد الرحمة، ورحلت منارته الصغيرة.

غداً سنرحل نحن، يملؤنا الحنين والشوق لأصوات عايشناها وعشقناها، ولن نترك بعد ذلك إلا أسطراً تخلد التوق والشوق  للماضي الجميل.

الرحمة كوكب دريٌّ يوقد من شجرة مباركة، ليثمر على الدوام شباباً مباركين يملؤون النقعة برحيق الوحي وشهد القرآن الذي ينير الأكوان ويصعد في الفضاء.

LEAVE A REPLY