المخربون وقميص الجوع .. سبتمبر المكلا مقال لـ : محمد بن ماضي

264

 

هل يشعر فعلا هؤلاء المسيرون بالمال السياسي بمعاناة الجوعى؟ وهل يحملون مشروع او حلول غير الفوضى والتخريب؟ وماهي حكاية التغطية السريعة والموسعة من قبل قنوات قطر وايران لأحداث الفوضى التي شهدتها #المكلا عاصمة محافظة #حضرموت؟

قميص الجوع… الثاني على قائمة أكثر القمصان استخداما من قبل المافيات السياسية بعد قميص عثمان رضي الله عنه.

تسائلت يوم أمس وانا اشاهد صور المحتجين يخربون شوارع ومباني مدينة المكلا.. عن الحلول التي سيقدمونها للبلاد والعباد؟ ذلك الشاب الذي يتسلق عمود الانارة حتى يكسر الإضاءة .. هل يمتلك حلول عملية لمعالجة أي أزمة؟

بالتأكيد ان ثمة تحديات تواجهها فعليا السلطة المحلية في تأمين احتياجات الانسان، الا ان جر البلاد الى دائرة الفوضى بالتأكيد، هل سيحد من حجم هذه التحديات ؟

أعلم كما يعلم الكثير  بأن البلاد تعاني من صعوبات مالية وعجز في الخدمات وسلبية وبطىء في التقدم على مسار حل الازمات، ونعلم جميعا بان السلطة المحلية تواجه سلبية ونفاق من قبل الحكومة الشرعية، الا انه من حقي أن اتسائل.. ما الذي قدمه او سيقدمه هذا العصيان والفوضى للمواطن البسيط الجائع الذي ترتدون قميصه؟ هل العصيان وقطع سبيل الماره سيوفر السيولة الكافية لتأمين المرتبات المتأخرة؟ أو هل حرق الإطارات سيعزز العملة؟ أو هل تكسير الواجهات والانارات يحل ازمة المحروقات والكهرباء؟ وهل اجبار أصحاب الأعمال على اغلاق محلاتهم التجارية سيحل مشكلة النظافة؟ أو هل اسقاط سلطة الحكم المحلي الحالية سيجعل الحكومة الشرعية تقدم لي أفضل منها على صعيد مواجهة التحديات؟

بالتأكيد ان البديل سيكون أسوأ.. فأغبنا يعرف كيف تفكر الشرعية وبعضنا لديه قراءة لنواياها تجاه محافظتنا..

لماذا لا نكون صادقين مع بعضنا ونحدد نقاط الخلل ونتطوع لمشاركة السلطات في حلها سواء بالافكار او العمل بل وحتى بالمبادرات الجماعية، بدلا من ان نصبح بعقلياتنا المتخلفة أعباء إضافية على بلادنا.

اليس الصدق مع انفسنا اول خطوة للاصلاح؟ اذا لماذا لا نكون شجعان في الحديث الى بعضها ونخلع قميص الجوعى، ونتحدث بصراحة بأن المال السياسي المتدفق من الخارج هو من يسير قطعان الغوغاء هذه بدون هداية او بصر .. وسلام الله على الجوعى وبراءة لهم مما يفعلون ..

ختاما .. اشفق على مستقبل بلادي واخشى ان الفوضى التي نشعلها اليوم مقابل 50 او 100 دولار قطري او ايراني للفرد، ستأتي لنا بأسوأ البدائل .. ونكتشف متأخرين باننا لم نصن النعمة ونشكر الله ونصر بل اسهمنا في خراب ديارنا.. عندما نجد ان المعاناة التي نشكو منها اليوم قد تضاعفت غدا.. وان القليل الذي تسير به هذه البلاد قد انقطع للأبد..

ادعوا العقلاء للاصطفاف مع السلطة المحلية لمواجهة هذه التشوهات والانحرافات..  كما اخص الدعوة لقادة المكونات السياسية المحلية من مجلس اهلي وانتقالي وحراك وغيرهم، لتقديم مصلحة حضرموت على مغامرات مكوناتهم التي اجزم للأسف انهم لم يحسبوا عواقبها..

LEAVE A REPLY