على الحكومة والسلطة المحلية سرعة الاستجابة لمطالب معلمين حضرموت مقال لـ: الداعية الشيخ عبدالرحمن باعباد

266

على الحكومة سرعة الإستجابة برفع معاناة المعلمين الذين بدأوا إضرابهم تدريجيا وعلى السلطة المحلية رفع مطالبهم والسعي من جهتها بما يسهم في أداء دورها معهم من خلال المتاح معها ، وذلك حتى لايستمر إضرابهم فيصير الطلاب والشباب كالسائمة بلا راعي وتجد حينها الذئاب المسعورة فرصة الهجوم او بث السموم ، ولا أحد ينكر وضع المعلم المالي المخزي والمؤسف ، مع طلب قيامه بالدور الريادي في تنشئة العقول وتربية الأجيال ، فراتبه اليوم ربما لايرقى الى قيمة تخزينة قات ومتطلباتها لمسؤل صغير مع واحد فقط من حراسته ليوم واحد ! ويذهب ربع راتبه وأكثر لبترول دراجته فقط الماشية نحو المدرسة.

وهنا أتذكر جواب مهاتير محمد حينما سئل عن سبب نهضة ماليزيا ؟! فقال جعلنا راتب المعلم كراتب وزير بالدولة  !! وعليه وجب سرعة التجاوب مع مطالبهم وعدم الرضاء بإهانتهم وإحراجهم فهم محل التكريم وعلى النخب والمكونات إسنادهم ، وغير ذلك يعني أن تكون مخرجاتهم هزيلة تفضي الى مستقبل هزيل علميا واخلاقيا وأمنيا ، وهذا يجعل من الطلاب والشباب يقعون في شبكة من يستهدفهم من الجماعات الساعية لإفساد عقولهم وجعلهم أدوات هدم أو تفسخ أو عمالة لتخرج طاقاتهم وحماسهم في غير قناتها الصحيحة بما يثمر الأشواك ، كما على الحكومة أن تعيد النظر في المناهج وفلترتها من الحشو الغريب والتاريخ المريب والمعلومات الثانوية والهشة التي تأخذ الطاقة والفكر الى غير فايدة علمية ترتبط بتخصص متاح ، او اخلاقية تسد خلل في الفكر او خواء في الروح والوجدان ، أو تساعد على تماسك المجتمع ،  وعليهم أن يفكروا بتوجيه الطالب من صغره نحو التخصص المناسب له ، أما أن يكون بعد الثانوية يذهب الى تعلم اللغة الانجليزية !! ثم يفكر في التخصص ! فهذا يعني ان إثناعشر سنة تم هدر وقتها المميز وهدر نفقات ضخمة من جهة الحكومة ومن جهة أهله في غير محلها.

وعلى المعلم أن يستعيد مهابته وأستاذيته وإيجاد الحلقة المفقودة اليوم بينه وبين الطالب ، وهي كونه أب وقدوة صالحة للطلاب والشباب يستقون منه العذب من العلم النافع وأن يعمل على تحرير وعيهم من الزيف من خلال التربية السليمة والوسطية المنشودة ومهم أن يجدونه يتمثل ذلك ، وهذا لاشك سيعود على المجتمع بالخير والسلم والتكامل والنهوض نحو الإكتفاء مع أهمية تطعيمهم بالاعتزاز  بالإسلام وبالهوية المتمثّلة في الصفات النبيلة المتوارثة عن الآباء وأن يكون مقصودهم وغايتهم رضاء الله ونفع الناس، ومن الله نسأل للجميع الرشد والتوفيق.

LEAVE A REPLY