وزير بريطاني: نحن على علم بالجنوبيين الذين يبحثون عن استقلالية(حوار)

317

المكلا( المندب نيوز) متابعات

قال وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط البريطاني أليستر بيرت إن المملكة المتحدة على دراية بتاريخ اليمن و«بأولئك في الجنوب الذين يبحثون عن هيكل حكومي يمنحهم درجة من الاستقلالية».

وذكر الوزير البريطاني في مقابلة تلفزيونة مع مجلة (المجلة) اللندنية بثتها على موقعها الإلكتروني، وأوردتها يومية “الأيام” العدنية، أن بريطانيا تدعم جهود المبعوث الأممي مارتن جريفيثس لإيجاد تسوية سياسية للأزمة والحرب في اليمن، مشيرا إلى أن بلاده قدمت لمكتب المبعوث الأممي ما يقرب من 2 مليون جنيه إسترليني لدعم جهوده في أزمة اليمن.

نص الحوار:

* كنت في المملكة العربية السعودية مؤخرا كيف كانت زيارتك؟

انا أهتم بزياراتي إلى المملكة العربية السعودية فهي تتيح لي فرصة اللقاء بنظرائي وهذا ما قمت به بالفعل، إذ التقيت مع وزير الخارجية عادل الجبير، كما اتيحت لي فرصة لقاء وزير الخارجية اليمني خالد اليماني وكان ذلك ضروريا بكل تأكيد، وبالتالي كانت زيارتي للمملكة جيدة عموماً، كما ألتقيت ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته إلى المملكة المتحدة، والتي كانت مهمة ومثمرة للغاية وتحدث فيها عن رؤية المملكة 2030 والمشاريع التي ستنفذ من خلالها، لذلك كانت زيارتي فرصة ليس فقط للقيام بالمهام المتعلقة بالسياسة، بل للتمتع بمشاهدة التغييرات التي تحصل هناك، علاقتنا قوية جدا وهذه الزيارات المتبادلة تساعد كثيرًا في تطوير العلاقات اكثر.

* لقد أعربت عن دعمك للتحالف الذي تقوده السعودية والذي يدعم الحكومة اليمنية ضد تمرد الحوثيين المدعومين من إيران، كما دافعت عن دعم بريطانيا للمملكة العربية السعودية وحلفائها في هذا النزاع، لماذا من مصلحة المملكة المتحدة القيام بذلك؟

تؤمن المملكة المتحدة بقوة في نظام عالمي قائم على قواعد حيث لا تتصرف الدول بشكل تعسفي، ونرى الصراع في اليمن رد فعل للتمرد ضد الحكومة الشرعية، وأعتقد أن كثيرا من الناس على دراية بما حصل في اليمن، وبعد أحداث عام 2011 وتخلي الرئيس علي عبدالله صالح عن الحكم، ما أعطى فرصة لليمن أن يبدأ من جديد من خلال حوار وطني قرر مستقبل الحكومة، وتسبب تمرد الحوثيين في ضياع هذه الفرصة عندما اسقطوا حكومة الرئيس الجديد حينها عبدربه منصور هادي بعد ان اختطفوا صالح، واضطر الرئيس إلى الفرار بحثا عن ملجأ، وتقدمت الحكومة في تلك المرحلة بنداء للإغاثة والمساعدة وقد دعمت الأمم المتحدة ذلك النداء وفي هذا الإطار رد التحالف للدفاع عن نفسه واستعادة الحكومة الشرعية في اليمن، وهذا بنظرنا هو النظام القائم على القواعد الدولية، إذا لم تستطع حكومة شرعية أن تحصل على الدعم، فإننا بالطبع في وضع صعب للغاية، لذا فإن تدخل التحالف لإعادة الشرعية في مكانة بالنسبة للمملكة المتحدة ونعتقد أنه من مصلحة المملكة المتحدة الوطنية دعم هذا النظام القائم على القواعد، ولكننا ندرك تماما أن المملكة السعودية نفسها تعرضت للهجوم البعض الوقت، فقد هاجم الحوثيون أراضي المملكة بشكل منتظم لفترة طويلة من الزمن والهجمات تتزايد والمملكة السعودية لديها حق مشروع في الدفاع عن نفسها وهذا ما تدعمه المملكة المتحدة، في الدفاع عن نفسها.

* ماذا تفعل المملكة المتحدة للمساهمة في التوصل إلى تسوية سياسية في اليمن وإنهاء الحرب؟

من الضروري جدا أن تنتهي الحرب في أسرع وقت ممكن فلها تأثير هائل على الشعب اليمني ويعتمد الكثير منهم الآن على المساعدات الإنسانية لذا كلما قاربت الحرب على نهايتها كان أفضل، وأفضل فرصة لحدوث ذلك في الوقت الراهن هي من خلال المبعوث الخاص للامم المتحدة مارتن جريفيثس ونحن ندعمه شخصيا وعملياً ويصل مبلغ 1.68 مليون جنيه إسترليني إلى مكتبه لإظهار الدعم ونريد أن تنجح تلك المحادثات ولذلك نحن ندعم كل الجهود الدبلوماسية في الأمم المتحدة في نيويورك وكذلك جريفيثس في المنطقة لمحاولة دفع المحادثات قدماً بالإضافة إلى ذلك تقدم المملكة المتحدة الدعم الإنساني بسبب تأثير الحرب على الناس وتبلغ مساهمتنا الإجمالية في الوقت الحالي نحو 570 مليون جنيه إسترليني، وإفضل ما حصل بالفعل أن المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، تشهد تغييرات واضحة، وأصبحت هناك مستوطنات تسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين ولذلك نلعب دورا نأمل منه في توفير الفرصة لتنمية اليمن في المستقبل حالما ينتهي النزاع ونفعل كل ما بوسعنا لحصول ذلك.

* بماذا تستطيع المملكة المتحدة القيام أكثر مما تقوم به بالفعل في مجال مساعدة التحالف بقيادة السعودية في اليمن؟

في النهاية، يجب أن يتخذ الشعب اليمني قراره في هذا الشأن ومن المؤكد أن إعادة تنشيط الحوار الوطني ستكون في مصلحة الجميع، ولكن ذلك لا يمكن أن يتم إلا عندما يتحرر الناس من إمكانية بدء نزاع جديد ويكنون قادرين على حضور المؤتمرات واتخاذ قراراتهم بأنفسهم ويجب أن يكون الحوار شاملا وايضا الذين لم يشاركوا في حكم اليمن من قبل، خاصة أن مجموعة صغيرة من الناس قد حكمت اليمن وغالبا بالإكراه وعلى ذلك ان يتغير، وهذه هي الطريقة التي يتحرك بها العالم، لذا يتمتع الشباب بحصة في مستقبل بلدهم ويجب أن يكونوا جزءاً من الحوار الوطني وأن تأخذ جميع المناطق اليمنية ما قد يحدث على محمل الجد. نحن على دراية بتاريخ اليمن واولئك الذين في الجنوب الذين يبحثون عن هيكل حكومي يمنحهم درجة من الاستقلالية في منطقتهم ولكن الشعب اليمني وحده هو من عليه أن يقرر الهيكل الحكومي الجديد للبلد وماهية التسوية السياسية التي يجب أن تطبق.

* لقد قلت سابقاً إنها توجد نزعة لرؤية الصراع من خلال منظور واحد، هل يمكنك إخبارنا بالمزيد عن وجهات نظرك حول هذه المسألة؟ هل تعتقد أن الجمهوري البريطاني لا يعلم جميع جوانب القصة؟

ما قصدته أن هناك أشخاصا قادرين على الوصول إلى وسائل الإعلام ويستهدفون المملكة السعودية منذ فترة طويلة وقد فعلوا كل ما في وسعهم لجعل هذه القضية تظهر من طرف واحد أما من خلال عدم التكلم عن الأحداث والحقائق التي أدت إلى تدخل التحالف، وأما تصوير هذا الصراع كقوة عسكرية للتحالف ضد المصالح المشروعة في اليمن، وقد بذلنا قصارى جهدنا في الحكومة لمحاولة شرح الظروف الحقيقية للشعب البريطاني ونستمر في توضيح ذلك لأولئك الذين يرغبون في تصديق أننا متأكدون تماماً من أن الرسالة تصل من جانب واحد فقط، أما بالنسبة للذين لا يرغبون في الاستماع إلى الحقيقة فإن الأمر صعب للغاية، ويصبح الوضع معقداً عندما يستطيع الناس الاطلاع على الأخبار في وسائل الإعلام المحلية ويبرع الناس هذه الأيام في استخدامها، ونعلم أن الحوثيين يستخدمون وسائل الإعلام بعناية شديدة لإيصال وجهة نظر تعزز المعنى العام الذي شرحته سباقا، لذا من المهم أن يكون كل ما يقوم به التحالف واضحا ويشرح للناس من خلال آلية معينة، كل ما يحصل في حال قيامه بتدخلات عسكرية تسبب إصابات في صفوف المدنيين، فذلك يساعد دائما في تخفيف وطأة الوضع، وبالتالي يوصل رسالة مهمة عن الطريقة التي يتعامل بها التحالف مع كل ما يحصل، لذلك نحن واضحون جدا حول أهدافنا ولكن الأهم من ذلك أن افضل رسالة نعمل على توصيلها وعلى أن نكون مشاركين في تحقيقها هي أن الصراع قد انتهى لأن الأهم من كل ما يحصل أن نصل إلى وقت لا يوجد فيه المزيد من الضحايا لإبلاغ عن عددهم ولا يوجد مزيد من الضربات الجوية للإبلاغ عنها.

* هل تعتقد أن هناك ميلاً إلى المساواة بين أعمال التحالف الذي دخل الحرب لحماية الحكومة الشرعية في اليمن وأعمال المليشيات المتطرفة المتحالفة مع «حزب الله» وإيران؟

* هل تعتقد أن هناك ميلاً إلى المساواة بين أعمال التحالف الذي دخل الحرب لحماية الحكومة الشرعية في اليمن وأعمال المليشيات المتطرفة المتحالفة مع «حزب الله» وإيران؟ نعم أعتقد ذلك، يحب الناس دائماً السعي لتحقيق التكافؤ في هذه الأمور وهذا التكافؤ غير موجود بالفعل ونحن واضحون جداً في هذا الخصوص. والواقع أنه يوجد مسعى شرعي مدعوم دوليا ومن الأمم المتحدة لاستعادة حكومة شرعية، ويقوم الذين تسببوا في الحرب مع الذين يدعموهم بالمعارضة على هذا الواقع من خلال التمرد، وأفضل ما يمكن أن يفعله الذين يدعمون التمرد هو وقف ذلك، وبذلك كل ما في وسعهم لتشجيع الذين شاركوا في أعمال التمرد على المشاركة في المحادثات التي ستنهي الحرب والتي سيكون فيها التحالف نشطا للغاية ومعرفة أن نهاية الحرب ستكون من خلال قرار سياسي تدعمه الأمم المتحدة وهذا ما ترغب المملكة المتحدة في رؤيته، في الوقت نفسه نبذل جهودا مضنية لحماية أولئك المدنين الذين تأثروا بشكل كبير، يحتاج اليمن إلى بداية جديدة وعادلة لشعبة وإلا فإن خطر استخدام اراضي اليمن وشعبها للقيام بالمزيد من الهجمات على المملكة العربية السعودية وجيرانها سيظل قائماً ويحق الآن للمملكة العربية السعودية الدفاع عن نفسها ضد تلك الهجمات وطلب الدعم من أولئك الذين يدافعون عنها والجهود المشتركة لنا جميعا لإنهاء الصراع الذي يسبب فرصة لشن هجمات ضد الأبرياء في المملكة العربية السعودية.

* تشهد المملكة العربية السعودية تغييرات تحويلية بسبب تنفيذ رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للمملكة 2030، ما انطباعاتك عن المبادرة وكيف ترى فيها فرصة تعميق العلاقة بين المملكة المتحدة والسعودية، خاصة أن المملكة المتحدة تمر أيضاً بفترة تحول في تاريخها؟

لدى البلدين تاريخ طويل ومن الرائع ما يحدث فيهما اليوم من تغييرات، يأتي التغيير أسرع هذه الأيام وفي بعض الأحيان يكون من الصعب على البلدان تقدير النطاق الزمني، يقوم التجار بقياس الوقت المستغرق لتخيل منتهج ما وتطويره وعرضه لاحقا في السوق، وإذا نظرت إلى هذه الاتجاهات تجد أن الأمور التي كانت تستغرق أشهرا أو سنوات من قبل تحصل اليوم وبلمح البصر وقد رأينا ذلك مع التكنولوجيا وكل شيء آخر ولذلك كل شيء أسرع ولكن لا يتغير الناس بهذه السرعة الكبيرة مثل العالم من حولهم وفي بعض الأماكن يكون التغيير أصعب ونرى في مجتمعاتنا أناسا يحبون التغيير، فالشباب الذين يرون العالم يتطور ويريدون أن يكونوا جزءاً منه يكون عالمهم مبنيا على المستقبل اكثر من الماضي، ونجد ايضا جيلا أقدم اعتاد على الامور ويحدث أحيانا صدام بين هذين الجيلين بالطبع وذلك يحصل في كل المجتمعات ويبدو ان سمو الأمير يقوم بإدراك التغييرات التي تحدث في العالم والنظر إلى ما يمكن أن تساهم فيه السعودية في هذا الخصوص كما تدرك أن اسس جميع ثرواتها ستتغير مع مرور الوقت، فثروة المملكة المبنية على المعادن الغنية بالنفط لن تبقى خالدة ولذلك فإن استخدام هذه الثروة اليوم للتحضير للتغيير هو التصرف الصحيح الذي ينبغي القيام به ونحن متحمسون جدا لذلك لأن لدينا الكثير من التطورات التكنولوجية التي يمكن ان تساهم بتحقيق هذا التغيير والتحول الوطني، ونريد أن نرى مرور المزيد من الناس بين الدولتين، وقد اشرت إلى التغييرات الحاصلة في الممكلة المتحدة وهذا صحيح، فمن الواضح أن علاقاتنا ضمن أوروبا ستتغير في العام المقبل ولكن ذلك لن يغير تصميمنا على ان نكون دولة عالمية، بريطانيا العالمية، وبالتالي فستكون العلاقات طويلة الأمد خاصة في الخليج ذات اهمية كبرى بالنسبة لنا وتساهم رؤية المملكة 2030 كثيرا في هذا الأمر وتحصل تطورات في دول الخليج الآخر والتي ندعمها، لذلك ينبغي أن يكون الوقت مناسباً لكثير من قطاعات مجتمعاتنا المختلفة للتعاون أكثر مع بعضها البعض.

* التقيت خلال زيارتك إلى طهران مطلع هذا الشهر عددا من المسؤولين الإيرانيين وناقشت معهم البرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، هل ضغطت المملكة المتحدة على إيران لوقف تدخلها في اليمن من خلال دعم وتصدير الأسلحة إلى ميليشيا الحوثي؟

نشعر بالانزعاج الشديد من التقارير التي تسلط الضوء على تزويد إيران للحوثيين بالأسلحة، لأنها تتعارض مع قرار الأمم المتحدة الذي يحظر هذه الصادرات إلى اليمن، ولذلك نحن قلقون للغاية من هذه المزاعم والتقارير ولا نعتقد أنه يمكن أن يعني ذلك اهتمام إيران بإبقاء الصراع مستمراً وبرأينا فإنه من مصلحتها أن تقوم بكل ما في وسعها لإنهاء الحرب، ونحن واضحون في هذا الخصوص بعلاقتنا مع الإيرانيين ونعتقد أنه يجب على جميع الأطراف التي لديها أي اتصال مع أي من أطراف النزاع أن تبذل ما في وسعها لإقناعهم بأن التسوية سياسية ويجب على الجميع لعب دورهم فيما يتعلق بذلك وإن لم يحصل ذلك ستشكل النزاعات المتصاعدة في المنطقة خطرا وذلك لن يصب في مصلحة أي من الأطراف والدول.

LEAVE A REPLY