السعودية والإمارات ومكافحة الإرهاب في اليمن مقال لـ : هاني مسهور

241

كنت قررت تخصيص مقالات شهر سبتمبر لتناول الدور القطري في تمويل الإرهاب داخل اليمن، غير أن مقالة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة يوسف العتيبة التي نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» تحتم وضع القارئ في حيثيات المهام الأساسية لمكافحة الإرهاب في بلد عانى التطرف الديني طويلاً، إلى أن تمكن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خريف العام 2012م من أن يسيطر على مساحات واسعة من اليمن، فلقد أدى اهتزاز السلطة السياسية المركزية في صنعاء، نتيجة الاضطرابات التي قادها حزب التجمع اليمني للإصلاح، إلى توفير الفرصة التي انتهزها تنظيم القاعدة من جهةٍ والمتمردون الحوثيون من جهةٍ أخرى.

يبدو اليمن، ومن خلال تعقيداته المركبة، بيئة صالحة لانتشار الأفكار المتطرفة، ولذلك شكلت عاصفة الحزم (مارس 2015م) العامل المتغير في مواجهة انتشار هذه الأفكار بشكل استثنائي غير مألوف في المعالجات الدولية في مكافحة الإرهاب، والمقاربة مع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق تبدو أكثر المقاربات موضوعية في هذا السياق، وعلى ذلك يمكننا مقارنة استيلاء تنظيم داعش على مدينة الموصل العراقية (يونيو 2014م) وهو ما استدعى تشكيل الحلف الدولي لاستعادتها عسكرياً (أكتوبر 2016م)، بينما ما حدث في المكلا عاصمة حضرموت الإدارية (أبريل 2015م) يماثل ما حدث في الموصل، فلقد سيطر تنظيم القاعدة على كامل ساحل حضرموت بما في ذلك مدينتين رئيسيتين هما الشحر وغيل باوزير.

حصل تنظيم القاعدة على مبلغ (100 مليون دولار) من البنك المركزي، هذه الحادثة كانت لافتة للغاية، فالمبلغ تم تحويله من البنك المركزي في صنعاء في اليوم ذاته الذي انطلقت فيه الحرب (26 مارس 2015م)، واللافت أكثر أن عناصر القاعدة كانوا يمتلكون الأرقام السرية لخزانة البنك المركزي في المكلا، وكما فعل تنظيم داعش في سوريا والعراق ببيع النفط فعل تنظيم القاعدة في حضرموت، واستطاع التنظيم بيع مئات الآلاف من براميل النفط التي كانت ضمن مخزونات ميناء الضبة النفطي في مدينة الشحر، التي كانت مجهزة للتصدير الخارجي قبل سيطرة التنظيم على ساحل حضرموت.

LEAVE A REPLY