إخوان اليمن.. اللعب على التناقضات وحلم السيطرة على الجنوب

239

تقرير (المندب نيوز ) – رشدي العمري

‌‏إن المتابع للمشهد السياسي اليمني سيجد أن “الإخوان المسلمين” لا توجد لديهم أي مواقف سياسية وطنية ثابتة ، فهم انتهازيون بدرجةرئيسية وأعمالهم تتناقض مع البرامج السياسية المطروحة بمواثيقهم.

فمنذ تأسيس حزب الإصلاح عام ٩٠م كان الحلم الوحيد لديهم الوصول إلى السلطة ولو كان ذلك على أشلاء ودماء الناس.

في عام ١٩٩٤م تحالف إخوان اليمن مع نظام علي عبدالله صالح ليشنوا حربًا شعواء على المحافظات الجنوبية بدعوى القضاء على الاشتراكيين وترسيخ الوحدة التي اعتبروها الركن السادس للإسلام مقابل وعود قدمت لهم بمناصب عليا في الدولة، حيث تم تعيين عبدالمجيد الزنداني عضوًا في مجلس الرئاسة ،وأعطيت لهم عدد من الوزارات مقابل وقوفهم بصف عفاش ، فانبرى علماؤهم بالتحريض والتعبئة للقتال وإرسال المقاتلين إلى الجبهات، وإصدار الفتاوى التكفيرية تجاه أبناء الجنوب واعتبروهم كفارًا وقتالهم فرض واجب ، ومن هذه الفتاوى فتوى الديلمي الشهيرة الذي مازال الجنوبيون يعانوا منها إلى يومنا هذا.

وبعد أن فض تحالفهم مع علي عبدالله صالح عادوا ليتحالفوا مع الحزب الاشتراكي الذي حاربوه وكفروه في السابق ، وهذا التحالف ليس حبًا في الاشتراكي وإنما استخدامه كسلم ليعودوا للسلطة والحكم .
استمر حزب الإصلاح في أطماعه الخبيثة بالوصول إلى الحكم والسيطرة على المحافظات الجنوبية الغنية بالثروات وهذا ما كشف عنه حزب الإصلاح أثناء ركوبهم موجة الاحتجاجات الشعبية عام ٢٠١١م ، التي خرجت تطالب برحيل علي عبدالله صالح ، وبعد رحيل صالح تولوا الحكم فكانت فترة حكمهم أسوأ من سابق وخاصة في المحافظات الجنوبية ؛ حيث تم تعيين محافظين ينتمون لحزبهم وقمعوا كل التظاهرات التي كان ينظمها الحراك الجنوبي المطالب بالتحرير والاستقلال، واغتالوا عددًا من ناشطيه ،واقتادوا البعض للسجون بهدف إسكات الجنوبيين وإخماد ثورتهم.
وعندما سيطر الحوثيون على صنعاء سارعت قيادات حزب الإصلاح بالذهاب إلى مران وإعلان الولاء لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي مقابل عدم المساس بمصالحهم التجارية التي جنوها من النصب والسرقة باسم الدين والوطن.
وبعد هزيمة الحوثيين وطردهم من المحافظات الجنوبية على أيدي أبطال المقاومةالجنوبية وبمساندة من أشقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة عمل حزب الإصلاح على إفشال هذا الانتصار فأوعز لعناصره بنشر الفوضى والقتل في العاصمة عدن باسم القاعدة وداعش.
إلا أن الجنوبيين وبدعم من دولة الإمارات الشقيقة تصدوا لمشروعهم الإرهابي وأفشلوا مخطط سيطرتهم على الجنوب ،مما دفعهم لمهاجمة دولة الإمارات ودورها في المناطق المحررة وكيل التهم الكاذبة لقوات الحزام الأمني المدعوم إماراتيًا بانتهاك حقوق الإنسان خارج سلطة القانون ،محاولة بذلك إثارة الشارع الجنوبي ضد الإمارات ،إلا أن ألاعيبهم صارت مكشوفة ولم تعد خفية على أحد .

إخوان اليمن.. إعلام مشبوه

دأبت حركة إخوان اليمن منذ أكثر من عقدين من الزمن أن تبث سموم وسائلها الإعلامية في تشويه كل ما له صلة بالجنوب والقضية الجنوبية ، وأنشأت مراكز إعلامية ضخمة لهذا الغرض ، تهدف إلى إثارة الفتن بين أبناء الجنوب من خلال ما تنشره في مواقعها ، ومن خلال فبركة وتحريف الأحداث ، والدفع بالتسريبات الإعلامية التي تسيء للقضية الجنوبية والمكونات والثورة السلمية ، والمجلس الانتقالي الجنوبي ، ومن خلال نعتها للقضية الجنوبية المشروعة وعدالتها بـ(الحراك المسلح) و(الحراك الإيراني) و(دعاة الانفصال والردة).. وغيرها من المفاهيم الخاطئة والمغلوطة.
وآخر فضائح إعلام الإخوان ، الذي يستمد دعمه وتمويله من تركيا وقطر وإيران،قيام وسائل إعلام الإخوان بشن الحملات الإعلامية ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشويه أدوارها الرائدة في الوقوف إلى جانب شعبنا الجنوبي وتواجدها المشروع في إطار منظومة التحالف العربي المشارك في الحرب على الانقلابيين الحوثيين ، ومحاولة تصوير ما تقدمه دولة الإمارات في العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية المحررة بأنه تدخل واحتلال، وذلك من خلال أدواتها الرخيصة في مجال الإعلام، ومن خلال التقارير الكيدية الذي يقوم بتزييفها الموالون لها في جانب حقوق الإنسان والانتهاكات ، ناهيك عن أن إخوان اليمن قد قاموا بمحاولات كثيرة لإعاقة تطبيع الأوضاع الخدماتية والأمنية في المناطق الجنوبية المحررة ، وذلك بزعزعة الأمن والاستقرار، وارتكاب الجرائم والاغتيالات وأعمال التخريب والعنف ومحاولات تعطيل عجلة التنمية وتطبيع الأوضاع التي شهدت إنجازات عملاقة في كافة المجالات بدعم سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة.. إمارات الخير.

ظاهرهم شرعي وباطنهم حوثي انقلابي

وفي الوقت الذي تدعي حركة الإخوان في اليمن ممثلة بحزب الإصلاح أنها جزء لايتجزأ من شراكة الحرب مع الشرعية والتحالف العربي ، فإنها في الوقت نفسه هي من أعاقت تحرير المناطق التي تتواجد فيها جبهاتها وجيوشها في مأرب ونهم وصرواح وتعز والبيضاءوغيرها من المحافظات ، بل وسلمت كثيرًا من مواقعها في تلك المحافظات لقوات التمرد الحوثي الانقلابية ، وعقدت مع الحوثيين اتفاقيات صلح سرية تخدم الانقلابيين ، وتعرقل جهود التحالف العربي والجيش والمقاومة في حسم المعركة ضد الانقلابيين الحوثيين ،لأنها جبلت على الخيانة على مر تاريخها ، ومع ذلك فشلت كل مخططات إخوان اليمن في المحافظات الجنوبية وتم تطبيع الأوضاع واستتباب الأمن والاستقرار والقضاء على الإرهاب المدعوم من هذا التنظيم الإخواني ممثلا بحزب الإصلاح ونجحت كل مساعي الإمارات في تثبيت الأمن والاستقرار وتطبيع الأوضاع في المحافظات الجنوبية وكل المناطق المحررة.

إمارات الخيرفي قلب الشعب الجنوبي

وأخيرًا نقول .. ستبقى دولة الإمارات العربية المتحدة في وجدان كل جنوبي وسيحفر اسمها في القلوب وفاء وعرفانًا للدور الذي قدموه أولاد زايد الخير في شتى المجالات، فشعار إخواننا في دولة الإمارات “يد تحارب .. ويد تبني وتعمر“.

LEAVE A REPLY