تعز.. سبع معارك خاصة وثامنها قطر

369

تعز (المندب نيوز)  عماد طربوش

تضج الجبهات على طول مسرح العمليات بفيض وافر من الحيوية على وقع طبول الحرب التي تقرع لتحرير عروس البحر الأحمر الحديدة من سيطرة مليشيات الإمامة الجديدة حتى جبهة نهم بدأت تحركات ميدانية لإنهاء خمولها.

من حجة إلى البيضاء إلى الضالع إلى صعدة إلى الحديدة تتحدث الجبهات بلغة مختلفة مع مليشيا الكهنوت الحوثية، وهي ذات اللغة التي يفهمها زعيم العصابة وأتباعه المذبوحون على مقصلة حلم بعيد المنال.

وخلافاً لكل هذا الزخم الكبير والمعنويات المنتشية تبقى جبهة محور تعز وكأنها تعيش خارج سياق المنازلة الوطنية بين مشروع الدولة ومشروع العصابة، وتظهر تعز معطوبة كعربة معطوبة بعد أن شكلت عنوانا عريضا في صفحة التضحية ومواجهة المشروع الحوثي، ودفعت كلفة باهظة لانحيازها إلى خيار مواجهة المليشيا.

موت سريري مخيف تعيشه جبهات تعز منذ فترة، بسبب ارتماء صناع القرار العسكري في المحافظة في حضن الدوحة الساعية إلى تجميع أوراق إلى داخل سلتها لتكون عبارة عن ذخيرة ترمي بها الرياض وعيال زايد، كما يقول أتباع الدوحة في تعز.

قاتلت تعز وهي تملك مجاميع صغيرة من المقاومين وكتيبة منشقة بقيادة عدنان الحمادي، وتراكم رصيد نضالي وملاك بشري وصل إلى قرابة ال 50 ألف عسكري ورجل أمن ومقاوم يشكلون أكثر من 6 ألوية عسكرية ووحدات أمنية، وفي أطراف تعز المطوقة من المليشيات الحوثية لم يعد هناك سوى القليل من قوة المليشيا مقارنة ببدايات النزال.

وحين ترتفع أصوات تطالب جبهات تعز بالتحرك بالتزامن مع الضغط الحاصل في الجبهات الأخرى لانتزاع نصر طال انتظاره وتحرير لمدينة تتوق إلى العبور للحوبان عبر جولة القصر، يخرج ساسة وقادة ونشطاء الإصلاح وكل جحافلهم الالكترونية ليذكروا الجميع بأن تعز قاتلت ألوية عسكرية عديدة بمجاميع اسطورية، وأن انتقاد نوم الجبهات غير منطقي وغير مقبول.. كيف يخبو كل ذلك العنفوان والصمود لمجرد أن تميم قطر لديه خيارات مختلفة حاليا ليس مواجهة الحوثيين ضمنها.

يقود الإصلاح تعز إلى معارك جانبية وقضايا بعيدة عن الهم الجامع لكل ابناء الحالمة واليمن بشكل عام، تحت مبررات غشومة وفاقعة الزيف، ولديه الاستعداد لخوض حرب ضروس للسيطرة على مساحة جغرافية محررة يتواجد فيها فصيل عسكري من رفاق الحرب ضد المليشيات.

إحدى قيادات الإصلاح في تعز بررت خراب توجهاتها الجديدة إلى الرغبة في حماية القيادات والحزب من مصير رفاقهم في إصلاح عدن ومحافظات الجنوب وأن سيطرة الإصلاح على تعز كاملة تشكل حرب وجود، بينما المليشيات طرف لم يعد يشكل خطرا على الحزب وقادته.. فماذا عن خطر الحوثي على اليمن يا إصلاح تعز؟!

ولا يخفي إصلاحيو تعز الغارقون في وحل مؤامرات الحزب امتعاضهم من تحركات القوات المشتركه في الحديده ومؤشرات النصر القادمه من هناك، معللين ذلك بأن العمالقه والويه حراس الجمهوريه والويه تهامه لاتتبع الجنرال علي محسن سلطه عليها.

اصبح جيش الحوثي اهون خطرا وضررا على الوطن والشرعيه والاصلاح، وتبدلت كل مفاهيم الانتصار للجمهوريه ومواجهة الامامه الجديده والانقلاب، وتحول الجيش الكامن في تعز بتعداده الكبير كتله بشريه يتم توظيفها لتحقيق مصالح حزبيه مقيته.

اي إهانة تلك التي تتلقاها تعز من رزمة قيادات سفحت تاريخا مجيدا لقلب اليمن وحاضنه مشاريع الثوره والتحرر.. تعز التي استقبلت جمال عبد الناصر واختضنت ثوار اكتوبر وابطال سبتمبر وشاركت بزخم هادر في فك حصار صنعاء.

تعز بكل ما تملكه من رصيد نضالي وطني يخنق تطلعها للتحرر سبعة عسكر وثامنهم في قطر.

LEAVE A REPLY