بعد الكوليرا .. الحصبة تهدد صحة الجزائريين والحكومة تكشف عن أرقام مرعبة

192

المكلا(المندب نيوز)ارم

دقت الحكومة الجزائرية ناقوس الخطر; تسجيل انتشار واسع لداء عقب الحصبة  أو ما يسمى ب “بوحمرون” في عدة محافظات, حيث كشفت أرقام رسمية عن تسجيل 16 حالة وفاة من أصل 23 ألف حالة إصابة منذ مطلع العام الجاري.

واستفاق الجزائريون مرة أخرى تحذيرات جديدة أطلقتها وزارة على الصحة في الجزائر  تدعو المواطنين إلى ضرورة أخذ كافة الاحتياطات الوقائية; تجنبا للإصابة بمرض البوحمرون الذي تحول إلى خطر جديد يهدد صحة السكان.

وبهذا الخصوص كشف مدير الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة جمال فورار, اليوم الثلاثاء, عن فتح تحقيقات موسعة باشرتها فرق طبية تتولى مهمة التنقل إلى محافظات الوطن; للكشف عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء عودة مرض بوحمرون (الحصبة).

ووجه المسؤول بوزارة الصحة نداء مستعجلا إلى الأولياء يقضي باحترام رزنامة لقاح أطفالهم موضحا بأنه لا يوجد حتى الآن دواء ضد البوحمرون باستثناء اللقاح الذي وصفه ب “الوقائي الوحيد ضد هذا الوباء المعدي والمميت”.

من جهته, أكد مدير الوقاية بوزارة الصحة الجزائرية أن عدم تلقيح الأطفال يعرضهم بصفة آلية إلى الإصابة بهذا المرض, متوقعا تسجيل حالات أخرى خلال الأيام القليلة القادمة بعدة مناطق من الوطن.

وحسب تعريف “منظمة الصحة العالمية” فإن داء الحصبة أو ما يعرف بداء البوحمرون هو مرض فيروسي شديد العدوى يصيب فيروسه الغشاء المخاطي التنفسي وينتقل بعد ذلك إلى باقي أجزاء الجسم ويتميز بحدوث ارتفاع حاد في درجة الحرارة مع بروز بقع بيضاء على مخاطية الفم, ثم طفح جلدي أحمر على كامل أنحاء الجسم.

فشل حملات التلقيح

وتشهد حملات التلقيح التي تطلقها الحكومة سنويا مقاطعة من طرف أولياء التلاميذ بداعي أنهم باتوا يتخوفون من صلاحية اللقاحات ومصدرها, بالرغم من تطمينات وزارة الصحة بأنها تتطابق والمعايير الدولية; ما ساهم في ضعف مناعة الأطفال في مواجهة الفيروسات والأمراض.

وتشير أرقام رسمية أصدرتها وزارة الصحة في الجزائر قبل أيام أن 4 ملايين متمدرس لم يخضعوا لإجراء التلقيح; بسبب عدم استجابة أوليائهم لنداءات التلقيح ما ينذر بانتشار الداء في المؤسسات التعليمية أكثر من أي وقت مضى.

وتؤكد الحكومة الجزائرية أن ظهور بعض حالات الحصبة والحصبة الألمانية راجع بالدرجة الأولى إلى عزوف الأولياء عن تلقيح أبنائهم خلال الحملتين المنظمتين في مارس  2017, وديسمبر 2017, ويناير 2018 التي مست نسبة 40% فقط من الفئة المستهدفة, تراوحت أعمارهم بين 6 و 14 عاما .

تحذيرات من عودة أمراض الفقر

ويعتبر الجزائريون أن عام 2018 لم يكن فأل خير عليهم حيث هيمن الرعب على يومياتهم, وأضحى شبح “الأمراض الخطيرة” والمعدية يلاحقهم حيث كانت البداية بعودة داء الكوليرا الذي شغل الرأي العام ليتحول النقاش اليوم حول مرض الحصبة البوحمرون.

وأحيت عودة بعض الأوبئة أو ما يسمى ب “أمراض الفقر” جدلا واسعا في الجزائر حول ضعف الاحتياطات الصحية وغياب مخطط وقائي; وهو ما دفع الحكومة للإعلان عن مخطط وطني لمكافحة الأمراض والأوبئة.

أكد وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي أن عودة بعض الأوبئة ولو بحجم محدود ومتحكم فيه إنذار لنا بضرورة عدم التهاون في الوقاية من مسببات هذه الأوبئة.

LEAVE A REPLY