«الانتقالي وذكرى الهبة».. الرسائل والدلالات

703
بقلم : أ.عمر عبدالله حمدون
بقلم : أ.عمر عبدالله حمدون

المكلا (المندب نيوز) خاص – كتب : عمر حمدون

تحت شعار ( الدلالات السياسية للهبة الشعبية الحضرمية ودورها في مقاومة الاحتلال ” وقفة تقييمية لمسار الاحداث والتطورات ” ) اقام المجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت صباح السبت الموافق 2018/12/22 حفلا تذكاريا بمناسبة الذكرى الخامسة للهبة الشعبية الحضرمية التي اندلعت اثر استشهاد المقدم الشيخ سعد بن حبريش رئيس حلف قبائل حضرموت في ديسمبر 2013 م .
يأتي اقامة هذا الاحتفال بهذه الذكرى لأول مرة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت كرسالة – في نظري – لها مدلولاتها السياسية في هذا الظرف الذي تعيشه حضرموت خصوصا والجنوب عموما ..رسالة معني بفهمها الداخل الحضرمي اولا ثم الواقع الجنوبي كما هي ايضا رسالة للمحتل اليمني الذي لاتزال بعض قواته العسكرية مرابطة في بعض نواحي حضرموت رغما عن ارادة اغلبية اهلها الحضارمة .
احتفالية ذكرى الهبة معني بها كما قلت الداخل الحضرمي اولا.. هكذا يقول المجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت على لسان رئيس القيادة المحلية بالمحافظة الاخ الدكتور محمد جعفر بن الشيخ ابو بكر ….معنيا بها الداخل الحضرمي ليس كما فهمها بعضنا بانها مجرد بكاء على الاطلال لايقدم ولايؤخر فيما تعانيه حضرموت من اوضاع كارثية ..او كما فهمها البعض الاخر انها مجرد احتفائية موسمية تقال فيها الاشعار ..وتتبارى فيها الكلمات تخليدا لمناقب الشهيد وتذكيرا بما انتجته في حينها من واقع مستجد في حضرموت ….لا ليس بهكذا منحى او فهم يستذكر الانتقالي ذكرى الهبة الحضرمية بقدر مايجعل من ذكراها استذكارا وتذكيرا بان الهبة ( لم تنته حتى نحتفل بها كذكرى، وأهدافها لم تتحقق بعد، كي يتزاحم المتزاحمون على المناصب والامتيازات، وتوظيف الغضبة الشعبية العارمة لمصالح ضيقة، فهي هبة شعبية واسعة لا فضل فيها لأحد على آخر إلا بالثبات على المبدأ واستلهام مواقف الأحرار الأباة.)
هكذا يقول المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت ..وهي – الهبة – بهذا المعنى تعتبر حالة ديمومة واستمرار في درب النضال حتى تتحقق اهدافها ..والانتقالي هنا ايضا يذّكر كل من استهوته ماديات الحياة على حساب قيم ومبادئ النضال وكل من يستثمر تضحيات الشهداء للحصول على منصب او مركز وظيفي بأن هذا السلوك ماهو الا سلوكا خيانيا لدماء الشهداء ويتنافى مع ” جوهر الهبة كحركة عزة وكرامة ” لا كقنطرة يصل عبرها الانتهازيون الى تحقيق مآربهم ..ولهذا لابد ان تظل الهبة راسخة في وجدان شعبنا كحركة رفض للباطل ايا كان نوعه وايا كان صاحبه ..هكذا علينا ان نستلهم ذكرى الهبة ..
( أن شهداء الهبة الشعبية الأماجد يطلّون الآن من عليائهم ويتطلعون ليروا مدى حفظنا للعهد، وعدم تفريطنا به، فمنهم من يقول: ليس منا من يمد يداً لسافك دماء الشهداء، ومنهم من يقول: ليس منا من يمد يداً للمال كي يستثمر الدماء الزكية الطاهرة، ومنهم من يقول ايضاً: ليس منا من : تطبيع العلاقة مع بقايا نظام الاستلاب، لتبقى حضرموت رهينة سياسية لأطراف النفوذ التي هب الشعب كله هبة رجل واحد في وجهها في العشرين من ديسمبر ٢٠١٣ حتى ظنت قوى الاحتلال أن قيامتها قامت من حضرموت.)
ان الانتقالي في حضرموت وهو يستذكر ذكرى الهبة فانه يجعل من هذه الذكرى عنوانا لتجديد العهد على مواصلة النضال وهي ايضا رسالة لأؤلئك الذين ارادوا عزل حضرموت عن محيطها الجنوبي وثورته مدللا على ان هبة حضرموت الشعبية عام 2013 انما اتت في مسار ثورة جنوبية شملت كل ارض الجنوب ضد المحتل اليمني واذنابه.. وتعتبر – الهبة – مرحلة مفصلية في مسيرة النضال الجنوبي في حضرموت وصولا الى استعادة الدولة الجنوبية على كامل ارض الجنوب ..
(نحن لا نحتفل بذكرى الهبة، ولكننا نجدد العهد على مواصلة الهبة بزخم جديد نستعيد به العزة والكرامة والاستقلال لبناء دولة المواطنة المدنية الحديثة على كامل ترابنا الوطني من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا وفي القلب منه حضرموت المجد والنهضة والمستقبل الإنساني المشرق.)
اخيرا ..فان استذكار المجلس الانتقالي الجنوبي لذكرى الهبة في حضرموت والاحتفاء بها فانما هو بذلك يرسل رسالة ايضا لقوى الاحتلال الذي لايزال يربض على جزء غال من حضرموت مذكرا هذه القوى باننا قد خبرنا الاعيب هذا المحتل وحيله وبالتالي فلن يستطيع تمرير الاعيبه هذه علينا في حضرموت خصوصا والجنوب عموما حتى وان وجد من بيننا من يتطوع لخدمته مقابل فتات الفتات ..
( وها هي الأحداث تكشف أن قوى الاستلاب ماهرة في خلع الأزياء وارتداء ما يناسب اللحظة شريطة أن تضمن بقاء هيمنتها ونفوذها، وقد جربها شعبنا وذاق منها الويلات، فهي جيش حكومي سرعان ما ينقلب قاعدة، وهي جيش حكومي سرعان ما ينقلب حوثياً، وهي اخونجية شرعية تنقلب حوثية بين عشية وضحاها في سبيل أن يبقى المركز السياسي المقدس بتحالفاته مهيمنا على أرضنا وثرواتنا وقرارنا وحاضرنا ومستقبلنا مستخدما للأسف بعض الأدوات الرخيصة من إخواننا في المصير المشترك.)
هكذا يرسل المجلس الانتقالي الجنوبي رسائله لمن يجب ان تصل اليه هذه الرسائل في الذكرى الخامسة للهبة الشعبية الحضرمية.

حضرموت 23 ديسمبر 2018.

LEAVE A REPLY