تقرير: ممارسات وجرائم الحوثيون في الحديدة خلافاً لشعاراتهم الزائفة

515

المكلا (المندب نيوز) خاص

يقف الشعب اليمني وشعوب المنطقة على مراقبة سلوك ميليشيات الحوثي التي أعادت للذاكرة القريبة ما قامت به المليشيات سابقاً من تدمير للبُنى التحتية والتهجير القسري للمدنيين من قراهم ومدنهم وعدم القبول بأي طرف يخالف توجهاتهم العنصرية في عدة مناطق ، وبالرغم من قيامهم بالتوقيع على عدة عقود صلح وإتفاقيات للسلام إلا أنها سرعان ما تقوم بنقض ماوقت عليه والتزمت به أمام الجميع .

على نهج أسيادهم يسيرون .

يطبقون نهج أسيادهم وداعميهم الذين يلعنون اليهود في شعاراتهم ” اللعنة على اليهود ” بينما في الواقع يدعمون المليشيات التي تقتل اليمنيين ، ويغررون ببعض الشباب بشعارات وهمية وزائفة تحت راية الدين والعداء والولاء التي تصول وتجول في عقول غطتها بعمامة سوداء تارة وبيضاء تارة أخرى بما تقتضيه أطماع إيران في الأوطان العربية .

فبعد مفاوضات السويد في نهاية عام 2018م التي أجريت بين طرفي الصراع في اليمن : الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي ، وكان ” محمد عبدالسلام ” ممثل الجناح السياسي لميليشيات الحوثي مجبراً غير مخيراً على كسب رهان الوقت وإطالة عمر الميليشيات الذي أصبح بيد ألوية العمالقة – بقيادة القائد أبو زرعة المحرمي قائد جبهة الساحل الغربي – تعده وتقلبه بدعم من التحالف العربي وبمشاركة القوات المشتركة ..

رَكِن ” عبدالسلام ممثل الحوثيون ” إلى ورقة الرهان على كسب الوقت والتهرب من التوقيع على هدنة تنتهي بتسليم ميليشيات الحوثي مدينة الحديدة ومينائها ، والتزمت قوات ألوية العمالقة والقوات المشتركة بالهدنة منذ سريانها في 18ديسمبر 2018م وأوقفت إطلاق النار وجمدت العمليات العسكرية للبدء بعملية السلام ومن أجل إنقاذ من يمكن إنقاذه من المدنيين من الموت ضحية الإجرام الحوثي وتجنيب مدينة الحديدة من الكارثة الإنسانية .

إلتزمت قوات العمالقة بالهدنة الأممية وانتصرت لحياة آلاف المدنيين في الحديدة متحملين بذلك مسؤولية المدنيين في المدينة وممتلكاتهم ؛ فهم القوة الشرعية على الأرض خلافاً لما هي عليه ميليشيات الحوثي التي تتحرك وفق مصلحة طاغوت وضع نفسه بمقام حاكم لهم فلا مسؤولية ولا إنسانية تحركهم إلا إيران .

المدنيين هم الضحية .

المواطن الذي لم يجد سبيلاً للنزوح من مدينة الحديدة ويذهب بأطفاله بعيداً عن أصوات الرصاص، ورائحة بارود الصواريخ والقنابل، ومفاجئات الألغام ومواجهة لعبتها الخطرة التي تقودهم للموت !
لأسباب قد تظهر تارة بضغط ميليشيات الحوثي عليهم وعدم السماح لهم بالخروج لتكسب بهم قضايا حقوقية إنسانية كفيلة لضمان مواد إعلامية مؤثرة على الرأي العام من خلال قنواتهم التدليسية، فهي _ أي ميليشيات الحوثي _ لا يهمها حياة المدنيين فقد تعودت على اللعب بحياتهم وأرواحهم وجعلهم طعما للمنظمات الحقوقية حتى تكسب شرعية إعلامية وعاطفية .

الشهيد المواطن علي محمد يحيى حريش البالغ من العمر 33 عاما ضحية من مئات الضحايا الذين سقطوا في أجواء تلك الهدنة المنقوضة والساكن في مدينة حيس أحد مدن الحديدة الكبرى والمكتضة بالسكان قرية القلمه تحديدا قامت ميليشيات الحوثي وعبر مندسين بوضع لغما أمام باب منزله وعندما عاد وجد هدية ميليشيات الحوثي فضغط عليها بقدمه دون شعور منه ففارق الحياة وترك أطفاله وزوجته داخل منزل قد نزع اللغم بابه ! رحل وتركهم بمنزل بلا باب يواجهون رياح الحياة العاتية .

الطفولة “روح الحياة تغادر الحديدة” .

روح الحياة وجمالها هم الأطفال الذين يحملون السلام والأمل في وجوههم الضاحكة وعيونهم البريئة .. لكن !! ميليشيات الحوثي وعلى غرار هدنة ورقية وضعت عليها بصماتهم التي خضبت بدماء الأبرياء والتي أثبتت للعالم مدى كذبهم أخذت تقتل الطفولة في الحديدة ومعها تذبل الحياة ويغادر روحها من مدينة الحديدة.

ففي حي المسناء جنوبي مدينة الحديدة انفجر لغما من الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي في أول يوم من أيام هذا العام تاريخ 1 يناير 2019م في طرقات الحي بطفلين صغيرين بينما هما خارجان من منزلهما لجلب الماء بعد أن تسببت ميليشيات الحوثي بتعطيل مشروع الماء هناك.

وحسب مصادر فإن الطفل الأول يدعى جميل علي محمد زريطه ويبلغ من العمر 10 أعوام وأخوه يدعى عادل علي ويبلغ من العمر 8 أعوام ، غادر جميل وذهب من أجواء الحديدة جمال الطفولة فأي جمال للطفولة بوجود ميليشيات الحوثي قاتلة الأطفال فيها ! رحل عادل وغادر العدل من الحديدة فكيف ستقوم ميليشيات انقلابية بالعدل والعدل لا يبقي لها أثرا ولا يترك لصوتها ركزا.

المساجد والمباني “حضارة أمة ”

تمثل المساجد والمباني والأماكن الأثرية رونقا حضاريا وثقافيا وعمرانيا ضاربا بجذوره في أعماق التأريخ فبأصالة الإنسان التهامي في الحديدة وما يملك من إرث حضاري متمثل بالمساجد كجانب ديني والمباني كجانب عمراني ويمثل هويتهم التي يجب الحفاظ عليها ” وحتى تطمس هوية أمة ما يكفي أن تهدم مساجدها أو معابدها ومبانيها ” ميليشيات الحوثي وبمشروعها التخريبي تريد أن تهدم حضارة الإنسان التهامي واستبدالها بالصرخة وبثقافة الحاكم الواحد فتتعمد قصف المساجد في الحديدة والتي تحمل فناً عمرانياً زاخراً بالرسومات التي تظهر مدى رُقي أجدادنا الأوائل .

مسجد الأنصار في حي الدهمية والذي يوجد وسط مدينة الحديدة قصفته ميليشيات الحوثي بصاروخ كاتيوشا بتاريخ 5 يناير 2019م بينما كان هناك عدد من المصلين يؤدّون عبادتهم فأصيب منهم أربعة أشخاص حسب مصادر ميدانية .

وفي 3يناير 2019 م قامت ميليشيات الحوثي بقصف مباني مدينة حيس وبشكل عشوائي بقذائف مدفعية ” الهاوزر ” وكان منزل المواطن عبدالله علي محمد العبد أحد المنازل المتضررة من القصف العشوائي ودمرت منازلا أخرى بقذائف آر بي جي !

إذاً !! تنوعت الأسلحة والهدف واحد هو ” الهدم ” ..

الماء أساس الحياة ” لا سلاحاً للموت”

الماء هو أساس الحياة للبشر معلومة ليست جديدة فهي من البديهيات التي لا يختلف عليها اثنان ! لكن أن يكون الماء سلاحا 《للموت》 فهذا هو الشيء الجديد الذي استطاعت ميليشيات الحوثي إبتكاره في القرن الواحد والعشرين !

فتحوله سلاحاً تارة بتعطيل أنابيب المشاريع الخاصة بتزويد المدن والقرى بالماء كما حدث في مدينة التحيتا قبل خروجها منها وتم توثيقه سابقاً ، وتارة بقصفها للآبار بقذائف الهاون أو تلغيمها عبر مندسيها ، وتارة بزراعة الألغام في الطرقات المؤدية للآبار .

فقد قامت ميليشيات الحوثي في الـ 5 يناير 2019م بقصف بئراً للمياه يمد الأهالي في منطقة الجبلية بالماء فكما أفادت مصادر مدنية بأنه تم قصف البئر بعدد من قذائف الهاون وأحدث القصف أضراراً جسيمة في البئر أدت إلى تخريب البئر ومضخته الإرتوازية باهظة الثمن وتسببت بتلوث الماء في البئر، وأصبح الأهالي هناك متخوفون من شرب ماء البئر الذي تلوث بسبب بارود القذائف والحديد المصنوعة منه القذائف ؛ مما يجبر المدنيين في منطقة الجبلية للبحث عن مصدر ماء آخر .

صوت يناشد وأذن صماء ..

تصاعدت إحتجاجات المدنيين في مدينة الحديدة يوماً بعد آخر ومناشداتهم للمنظمات الحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي ، وتم نشر مناشداتهم للمجتمع الدولي ولكن صوت يصرخ ويناشد وأذن صماء لا تسمع إلا نداء يطلقه الحوثي ، وكأنهم يشرعنون لظلم جائر على المدنيين العزل تقوده ميليشيات الحوثي وتصمت عنه منظمات حقوقية وتنوح عنه دول ذات تأثير كبير في القررات العليا في الأمم المتحدة .

نسدل ستار تقريرنا الذي شمل على عدد من البراهين التي تثبت بأن ميليشيات الحوثي لا تتوقف عن تدمير اليمن وقتل المدنيين ونقض كافة الإتفاقيات المبرمة على نية ميليشاوية خبيثة لتدمير ما تبقى من مدينة الحديدة .. الأرض والإنسان .

LEAVE A REPLY