وادي وصحراء حضرموت يعتبر من المناطق الحارة الذي يعتمد في المقام الاول على استخدام الكهرباء بشكل مستمر وإن غياب الكهرباء عن المواطنين سبب مشاكل كثيره خصوصا في ظل ارتفاع اسعار المشتقات النفطية ومحدودية دخل المواطنين واعتمادهم على الكهرباء في الزراعة وتشغيل المضخات المائية مما أبطأ عملية الانتاج الزراعي وتكليف المزارع مشقات اخرى في استخدام الطاقة البديلة المرتفع سعرها.

 

سيئون (المندب نيوز) خاص :  تقرير – محمد باحفين

 

منذ اندلاع احداث 2011م ارتفعت معاناة مواطني وادي وصحراء حضرموت إلى درجة الغليان من جراء انقطاع التيار المتكرر ولساعات طويلة لم يشهدوها من قبل.

كان المواطنون يعانوا من الانقطاعات في فصل الصيف فقط من جراء زيادة الاحمال على مولدات الطاقة الكهربائية في ظل العجز، لكن منذ ذاك الحين وإلى وقتنا الحالي في نهاية عام 2016م وفي فصل الشتاء، شهد وادي وصحراء حضرموت انقطاعات طويلة ارهقت الكهول واتعبت الاطفال وعرقلت الاعمال.

معاناة 

المواطن من مديرية تريم تعطلت اجهزته الكهربائية المنزلية من جراء الانقطاع المتكرر والفجائي وقال: “في حال كهرباء وادي حضرموت اعطتنا تعويض عن الاجهزة الكهربائية التي دُمّرتْ بسببها حينها سأدفع ايجار استهلاك الكهرباء”.

ويقول آخر من منطقة (باعلال) أنه لم يذق طعم النوم منذ يومين حيث صادفته في جولة الغرف تائهاَ قد سلم من الاصطدام بالسيارة بسبب سرحانه وعدم تكريزه عند قطع الشارع.

وعبر اخر من منطقة (مسيلة آل الشيخ) أننا وفي فصل الشتاء نخرج نبحث عن قوالب الثلج لكي نشرب ماء بارد الذي افتقدناه؛ ويضيف، “اللحوم وغيرها خربت في الثلاجات ولا نستطيع حتى تشغيل مضخة الابار لكي نأخذ ماء إلى الخزانات للغسل والشرب”.

 طبيعة المناطق

وادي وصحراء حضرموت يعتبر من المناطق الحارة الذي يعتمد في المقام الاول على استخدام الكهرباء بشكل مستمر وإن غياب الكهرباء عن المواطنين سبب مشاكل كثيره خصوصا في ظل ارتفاع اسعار المشتقات النفطية ومحدودية دخل المواطنين واعتمادهم على الكهرباء في الزراعة وتشغيل المضخات المائية مما أبطأ عملية الانتاج الزراعي وتكليف المزارع مشقات اخرى في استخدام الطاقة البديلة المرتفع سعرها.

كهرباء الوادي

الكل مستاء مما يحدث داخل دهاليز الكهرباء ومن التخبط والانهيار الوشيك لهذه المنظومة التي لطالما تمنى لها ابناء الوادي التحسن والتمكين الا أن الوضع دائما ما يكون عكس الواقع .

فيحدثنا مصدر مسؤول بالكهرباء أن كهرباء وادي حضرموت تعاني من نقص في مادة الديزل بسبب  محدودية التمويل من شركة بترومسيلة النفطية الذي رجح أن التمويل المحدود يعود إلى عدم سداد المديونية السابقة التي تقع على عاتق الكهرباء ويعتقد في نفس الوقت سوء التنسيق بين الشركة والإدارة والسلطات بحضرموت .

ويذكر إلى ان المشكلة الاخرى هي عدم وجود زيوت كافية لتشغيل المولدات الكهربائية في حين ان المناقصة تكون مركزية والوضع لا يسمح برسو مناقصة مركزية؛ في الوقت السابق تبرعت المملكة العربية السعودية بعدد من براميل الزيت على الكهرباء وكذا المحافظة بالساحل واعتمدوا على ما تبقى من مخزون في مستودعات الكهرباء بالوادي الا ان الكمية استخدمت جميعها.

واخرها معضلة الصيانة وايجاد قطع الغيار للمولدات الكهربائية حيث أن المنطقة قامت بمناقصة وقد رست هذه المناقصة على أحد التجار الا ان التاجر لم يمنح إدارة الكهرباء قطاع الغيار الا باستلام ما تبقى من مبلغ قطع الغيار وكهرباء الوادي لا تستطيع سداد ما عليها.

الطاقة المشتراة

في ظل عدم تمكن ادارة كهرباء وادي حضرموت من الايفاء بتحسين وضع الكهرباء وتقليل ساعات الانقطاع ظهرت عملية جديدة وإدارة اسموها إدارة شراء الطاقة لتقوم بمتابعة شراء الطاقة من الشركات الخاصة التي تبيع للكهرباء بحسب الاتفاق مع الحكومة المركزية والذي يتمثل في كهرباء الجزيرة التي تعمل بالغاز وايضا كهرباء شركة الاهرام التي تعمل بالديزل وجاء الاتفاق عبر المحافظة، وهذه ما زاد اعباء المديونية المترتلة على كاهل الكهرباء في حين لم يتحسن وضعها ولم تتغلب على الانقطاعات الكهربائية حتى في فصل الشتاء على أقل تقدير.

إدارة الكهرباء والتخبط

قبل اسبوع ظهرت مشكلة الانقطاع المفاجئ في التيار الكهربائي الذي شمل مديرية تريم وضواحيها حيث ان عمال طوارئ الكهرباء دأبوا على البحث عن المشكلة التي عجزوا عن ايجادها رغم انهم حددوا مكان الخلل في شبكة منطقة الردود الا انهم لم يستطيعوا  اكتشافه واصلاحه برغم ما يصرحون به من أن الكهرباء لديها كادر فني متأهل الا ان هذه الحادثة كشفت عجز هذا الكادر وضعفه.

وفي العام الماضي عقد لقاء مع نائب مدير عام المنطقة والذي تحدث عن عدم وجود خطة منهجية واستراتيجية لكهرباء وادي حضرموت تساعد على تحسين وضعها بل انها تعتمد على حلول ترقيعية آنية وهذا ما اثبت فشله الا أنهم لم يتعظوا. حيث نظم عدد من النشطاء الاعلاميين برعاية المؤسسات المدنية حلقة نقاش لمناقشة وضع الكهرباء وطرح الحلول لانتشار واقعها الا أنه لم يتم التنفيذ بل كانت هناك ردود عكسية.

التحركات الرسمية

لا توجد تحركات رسمية من السلطات ذوات العلاقة والاختصاص لتحسين الوضع وانتشاله وكأنهم ينتظرون فرجا من الخارج دون العمل بالأسباب خصوصا أننا في فصل الشتاء ونشهد هذه الانقطاعات المتكررة مما يعرقل على رجال الصيانة في محطات التوليد وما سينتج من تلك الانقطاعات الا صيف قاسي سيتجرعه ابناء وادي وصحراء حضرموت في ظل تأخر اجراءات استكمال الكهرباء الغازية التي وعد بها الرئيس عبدربه منصور هادي .

خيبات كثيرة وسكون الشارع في وادي حضرموت يجعل خطوات العمل على تحسين منظومة الكهرباء واستبدال شبكتها المترهلة وصيانة مولداتها وزيادة مخصص الديزل وايجاد زيوت المكائن مسألة في غاية الصعوبة وتحقيقها سيستغرق وقتا طويلا بعد أن يلتهم الصيف ما تبقى من البشر في الوادي، لكن الايام دائما حبلى بالمفاجئات كما حالنا في الغالب.       

15801104_1165966386835368_2068207434_n

LEAVE A REPLY