طريق العبر موت مقال لـ محمد بالفخر

298
بقلم : محمد بالفخر
بقلم : محمد بالفخر

  في سنوات الشدة وحصار الدعوة من قبل طواغيت الكفر في قريش وما حولهم من الأعراب يبشر رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام أصحابه ويقول لهم

(ليتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه) أو كما قال عليه الصلاة والسلام وتحققت النبوة المحمدية واقعا ملموسا عاشه الناس حقيقة الاّ في فترات ضعف الدولة حيث ينشط اللصوص ويصنعوا حالات تقطع يرعبون بها الراكب في هذا الطريق وحتى في العهد القريب فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم وقبل طريق الاسفلت كان يُقصد هذه الطريق عكسيا من حضرموت الى صنعاء الفارّون من جنة الاشتراكية العلمية ونعيمها، ومن صنعاء يتوجهون الى اقطار شتى ومنها دول الجوار دون أن يتعرضوا لأي أذية تذكر،

في نهاية التسعينيات او مطلع الألفية الجديدة تم الانتهاء من مشروح حيوي على مستوى اليمن طريق صافر حضرموت متواصلا بطريق مارب صنعاء واستفاد المواطنون منها ايُّما استفادة وعُدّت من المنجزات الحقيقية في ذلك الوقت لكنها لم تخلو من المنغصات في بعض الفترات الزمنية فأصبح المسافر لا يخاف الذئب على غنمه بل يخاف من بعض قُطّاع الطرق على سيارته وما احتوته محفظته على الرغم من كثرة النقاط العسكرية والتي بلغ من كثرتها كل عشرة كيلومتر نقطة تفتيش بعضها ضررها أكثر من نفعها،

ظل الطريق صامدا في وجه عوامل التعرية الزمنية ولم يتأثر من الأمطار والسيول لأكثر من عشر سنوات سوى المطبات المستحدثة التي يضعها بعض سكان القرى التي يمر بها الطريق اعتباطا،

وزاد من أهمية الطريق استكمال طريق العبر الوديعة وافتتاح المنفذ الحدودي الذي سهل للمغتربين سرعة الوصول الى اهاليهم وديارهم وبدرجة أساسية أبناء حضرموت وما جاورها من المحافظات القريبة،

في الأربع سنوات الماضية وبعد أن اصبح منفذ الوديعة نتيجة الحرب هو المنفذ الوحيد المفتوح على الحدود السعودية فازداد الضغط على الطريق لكثرة القاطرات ذات الأحمال الكثيرة التي تستخدمه  فظهر العوار في كثير من أجزاء الطريق حتى أختفى الاسفلت تماما وكلما  ظهرت حفرة صغيرة ماهي الا فترة بسيطة حتى تتسع وصارت مصيدة للسيارات وللسائقين الذين يجهلون أماكن الحفر وبالذات اثناء المشي في ظلام الليل وأصبح من المستحيل ان ترى فِرَق صيانة من وزارة الاشغال يساهمون في ردم حفرة  واحده او اصلاح طريق ترابي بمحاذاة الحفر العميقة والمتسعة رقعتها لعشرات الأمتار الطولية على الرغم من كثرة معداتهم ومهندسيهم والعاملين فيها ،

ولهذا كًثُرت حوادث السيارات بين الحين والآخر وراح ضحيتها اعدادا كبيرة من المواطنين حتى سُمّي بطريق الموت وما حادث حافلة الركاب الأخيرة المروعة    الشهر الماضي والتي عُدّ جميع  ركابها من الرجال والنساء بين قتيل وجريح لم تتحدث عنهم وكالات الأنباء ولا محطات التلفزة ولم يبكهم الا ذويهم ولن تتحمل شركات النقل التي تعمل بدون أدنى ضوابط وحقوق أدنى مسؤولية تجاههم  بل إن تعاملها مع المسافر اليمني كأنها متصدقة عليه وتسدي له افضالها والكلام في هذا كثير ويحتاج لمقال آخر حتى نوضح هذه الجزئية،

وإذا تحدثنا عن موضوع صيانة الطريق وهو مطلب الجميع الآن على أقل تقدير بعد أن تلاشت أحلام الدخول الى مجلس التعاون وسرعة إعادة الأعمار،

 صحيح هذا ولكن أفرادها من الجنسين يتمتعون في نعيم الخمسة نجوم ويستمتعون بالجليد والثلوج في هلسنكي وإستكهولم وغيرها   والمتضرر الوحيد من الحرب هو الوطن والمواطن المطحون ولكنني أقول ان تكاليف الصيانة ليست بالباهظة جدا  فلو صدر قرار رئاسيس (وليس بالضرورة أن يُعلن من باب صدقة السر) بأن يخصم 50% فقط من مرتبات جميع موظفي الحكومة الذين يتقاضون بالدولار وليس لبعضهم  مهمات او عمل يذكر فمن تعدى راتبه 2500دولار أو 10000 ريال سعودي فإجمالي ما سيتم خصمه وانا ضامن هذا سيكفي لإصلاح طريق العبر وصافر وغيرها من الطرق وسيزيل عن المواطن شبح الموت الذي يهدده كلما مر بطريق (عبر موت)

وفي الوقت نفسه ستكون لهؤلاء المخصومة عليهم صدقة جارية عند الله سيفرحون بها يوم لا ينفع مال ولا بنون وستكون كذلك في ميزان من جرّهم جرّا الى فعل الخير بقراره المميز والنافع.

LEAVE A REPLY