قرقاش: نرفض منطقة عازلة تركية شمال سوريا

289

المكلا (المندب نيوز) البيان

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، رفض دولة الإمارات إقامة تركيا منطقة عازلة في سوريا، داعياً إلى حماية الأكراد ضمن سوريا موحدة.

ولفت معاليه في مقابلة مع قناة الحرة إلى أن الأزمة القطرية مرتبطة بشخصية الأمير السابق، حمد بن خليفة، وأن الأزمة ستستمر إلى أن يتولى الأمير الحالي، تميم بن حمد، مسؤولياته الحقيقية كحاكم، مشدداً على أن إيران أحد الأسباب الرئيسية لعدم الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن التحالف العربي مستعد لاستخدام القوة لحمل الميليشيا الحوثية على تطبيق اتفاق الحديدة.

وتطرق معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في مقابلة مع قناة الحرة، من العاصمة الأميركية واشنطن، إلى أبرز الملفات في المنطقة، والرؤية الإماراتية لحل هذه الأزمات.

وقال معاليه في بداية المقابلة إن القمة الخليجية الأمريكية المقترحة لم يتم تحديد موعد لها، نافياً أن يكون هناك إشكال في موعد القمة بسبب الأزمة القطرية. وقال معاليه: «أعتقد من ملاحظتي خلال زيارتي، موضوع أزمة قطر لا يحظى باهتمام كبير، نادراً ما يطرح في خضم القضايا الرئيسية.

لا نعطي الموضوع هذا الوزن في مسألة تعطيل القمة». وأضاف معالي الدكتور أنور قرقاش: «أعتقد مجدداً المشكلة الأساسية أن هناك نقصاً في مراجعة الذات من جانب قطر، وقناعة أن هناك أموراً يجب أن يتم التعامل معها.

أعتقد أن الأزمة القطرية مرتبطة بشخصية الشيخ حمد بن خليفة، واعتقد أنها ستستمر، وأي انفراج ينتظر تولي الشيخ تميم لمسؤولياته الحقيقية كحاكم»، مجدداً القول إن الملف القطري ليس أولوية بين الملفات المطروحة.

وبخصوص ما يتم تداوله بخصوص «ناتو عربي»، قال معاليه «إن إنشاءه يكون إيجابياً، والأفكار المطروحة أمام الإدارة الأمريكية اليوم، لغربلتها وطرحها كمشروع. المشروع في تقديري ما زالت مرحلة أفكار».

الملف اليمني

وبخصوص الملف اليمني، قال معاليه: «من المهم إعادة تأكيد أن قرار عاصفة الحزم قرار صحيح بامتياز من ناحية دعم النظام الشرعي ورفض انقلاب مدعوم من إيران. لكن من ناحية أخرى، هناك تطورات إيجابية نراها في 2019 مقارنة بالعام الماضي، وهي الاختراق الكبير الذي رأيناه في السويد. اليوم مسؤولية الأمم المتحدة والتحالف العربي بأن ما تم الاتفاق عليه يتم تطبيقه. لأن هناك عملية سياسية متدرجة».

وأضاف معاليه أن أدوات التحالف موجودة على الأرض، لكن نحن جهة مسؤولة ومن هذا المنطلق هناك مسؤولية على الأمم المتحدة لتطبيق الاتفاق من أجل الانتقال إلى الشق الآخر. الميليشيا وافقت على الاتفاق تحت الضغط العسكري، وحالياً تتهرب من التطبيق.

التدخلات الإيرانية

وبخصوص الملف الإيراني، قال معالي الدكتور أنور قرقاش «إن الإمارات ملتزمة بالعقوبات على إيران، وهناك ضغط على الاقتصاد الإيراني، وتصريح وزير الخارجية في البرلمان الإيراني انعكاس لذلك.

مؤكداً أن الفارق بين توقيع الاتفاق قبل سنوات، والوقت الحالي، هو المشهد الإيراني. فالاقتصاد هش أكثر بكثير قبل ثلاث أو أربع سنوات. ضغط العقوبات بدأ يؤثر على العملية الإيرانية، وهذا التأثير الذي نراه اليوم».

وأضاف معاليه: «هناك اتفاق بين كل الأطراف الدولية، أوروبية أو أمريكية، بأن السياسة الإيرانية في المنطقة هي أحد أسباب رئيسية لعدم الاستقرار.

أعتقد لو أن هناك تبايناً فهو متعلق بطريقة المعالجة. المعالجة الناعمة لم تؤدِ إلى نتائج، والاستراتيجية الحالية أقوى، وتأثيره أكبر، برأيي ستفعل فعلها، وهذا لمصلحة إيران، أن تكون دولة متصالحة مع نفسها وجيرانها، وبالتالي، الطرح التوسعي الطائفي الذي عهدناه من إيران يضر إيران قبل المنطقة».

وأردف معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية: نترقب أن تكون هناك مراجعة إيرانية ومن خلال ذلك معالجة عوامل القلق الثلاثة: البرنامج النووي والصاروخي والتدخلات الخارجية. إيران تزعم أن برنامجها الصاروخي ردعي، فكيف تصل إلى اليمن مثلاً؟

بخصوص اجتماع وارسو حول إيران، قال معاليه إنه مهم لأنه يبحث الاستقرار في المنطقة، ووجودنا مهم جداً، حيث ستكون هناك رباعية حول اليمن، فهناك فرص عديد للقاءات جانبية، لكن الهدف الأساسي دعم مسار التنمية والاستقرار في المنطقة، وأيضاً تعزيز الموقف الدولي تجاه الملف الإيراني.

سوريا والأكراد

وحول الملف السوري، قال معالي الدكتور أنور قرقاش، إن مسألة إعادة العلاقة مع سوريا كان يبحث منذ أكثر من سنة، لسببين: ان الموقف الذي اتخذناه في 2011 جماعياً لا يتناسب مع تطور الأزمة في سوريا.

لا يجب أن تكون هناك فجوة بين الموقف السياسي وبين الواقع على الأرض. النقطة الأخرى، الإمارات ترى أنه ليس لدينا أي نوع من التأثير مع ملف أزمة عربية أساسية، وقطع الصلة في 2011 وضع الصوت العربي في الهامش، رأينا الأزمة السورية تدار من دول إقليمية من دون وجود عربي.

لكن معاليه أوضح أنه لا بد من التمييز بين إعادة العلاقة مع دمشق وبين الموقف السياسي. فتح السفارة هو لإعادة نوع من التواصل، أما الموقف السياسي لم يتغير، دعم مسار جنيف، واجتماع اللجنة الدستورية، وإيجاد إطار دستوري لحل سياسي. وجود موطئ عربي مهم، لأن ترك الساحة دون وجود عربي مضاره أكثر بكثير من دونه، وهذه تجربتنا في العراق أيضاً.

وبخصوص التهديدات التركية والملف الكردي، قال معاليه: «لدينا تعاطف كبير مع الأكراد. وأعتقد التعاطف مصدره أنهم أبلوا بلاءً حسناً في هزيمة داعش وضحوا تضحيات كبيرة، لذا حماية الأكراد ضمن سوريا موحدة موقفنا المعلن، وأعتقد أن هناك تخوفاً وقلقاً حقيقياً من التهديدات التركية، هذا القلق موجود لدينا ولدى واشنطن، لذا لا بد من النظر في خطوات واضحة لحماية من حارب على الأرض وضحى».

وأردف معاليه: «أي تدخل غير عربي في أراضٍ غير عربية سلبي. هذا كان موقفنا من الوجود التركي في شمال العراق، والوجود الإيراني في العراق وسوريا، وهذا موقفنا من الوجود التركي في سوريا».

وشدد معاليه على أن الإمارات ملتزمة بقرار المجتمع الدولي بعدم المساهمة في إعادة الإعمار في سوريا قبل تحقيق التسوية السياسية.

وبخصوص المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، قال معاليه: «نحن نقف مع سوريا الموحدة، العربية، المتمكنة. لكن حقيقة هذه المواجهة نراها جزءاً من تبعات التدخل الإيراني. فإيران تدرك أن هناك بعداً إعلامياً لوجودها في سوريا، وتريد استخدام هذا البعد لشرعنة وجودها. لذلك نرى أنه يجب ألا يكون لإيران هذا الوجود في سوريا».

سلسلة تغريدات

وفي سلسلة تغريدات له باللغة الانجليزية عبر تويتر، أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، أنه للحفاظ على وقف إطلاق النار وأي أمل في العملية السياسية في اليمن، يجب على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الضغط على الحوثيين لوقف الانتهاكات، وتسهيل قوافل المساعدات، والمضي قدماً في الانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة كما هو متفق عليه.

وأضاف قرقاش، أنه جرى في واشنطن والأمم المتحدة هذا الأسبوع، العمل على الحفاظ على اتفاق ستوكهولم على الطريق الصحيح، مؤكداً أنه من المهم أن تتخذ الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إجراءات عاجلة للضغط على الحوثيين للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.

وتابع أنه بعد 6 أسابيع منذ بدء وقف إطلاق النار في الحديدة، وصلت الانتهاكات الحوثية إلى ما يقارب 1000 انتهاك، وقتل 71 من اليمنيين و534 جريحاً، مشيراً إلى هجمات بقذائف الهاون ضد الإمدادات الغذائية والأسواق العامة خلال الأسبوع الماضي.

وأكد معاليه أنه لا يزال الحوثي في مدينة وموانئ الحديدة، والميليشيا تمنع قوافل المساعدات من مغادرة الحديدة، ومنع السفن من دخول الموانئ، ما يشكّل عائقاً حقيقياً أمام عملية السلام.

وقال معالي الوزير قرقاش إن التحالف العربي مستعد لاستخدام قوة أكثر دقة لتشجيع الحوثيين على الالتزام باتفاق السلام في الحديدة، مشيراً إلى أن قوات التحالف قامت أمس، بقصف عشرة مواقع تدريب تابعة للميليشيا الحوثية خارج محافظة الحديدة، حيث يسري وقف لإطلاق النار بموجب الاتفاقات.

LEAVE A REPLY