دعوا العملاق يحرر الحديده فلا تخذلوه! مقال لـ : راجح العمُري

437

 التطورات الأخيرة والمتسارعة   التي شهدتها  الساحة اليمنية من صراعات مستمرة منذ عقود  جعلت الأنسان اليمني يتسأل عن مصيره وأصبح  في دوامة الخوف والهلع والاكتئاب لما سيحدث له في الأعوام القادمة  خوفاً من مصير محتوم وسابق   يعرقل تفكيره للحياة ومفهومها وما يتأثر عنه من أبعاد اقتصادية وسياسية في المستقبل من خلال حلمه بالحصول على حياة آمنة ومستقرة كباقي البلدان الأخرى  التي يسودها النظام والقانون كحق شرعي لحياة الأنسان للعيش على الكرة الأرضية بسلام  وينحمل متاعبها ومشاغبها فعلى الرغم من استمرار الصراعات والحروب والدمار الذي  عصف في البلد  شماله وجنوبه وما خلفته تلك الحروب المدمرة بحياة الأنسان اليمني الذي بات حلمه أبسط مما يكون  ليس بطلوع الفضاء ونزوله بل في استقرار الوطن وسكونه وأن كان لسنوات معدودة

لذلك فأن الحرب التي شنتها المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا على الشعب اليمني ومحافظاته بعد أنقلاب٢١ ديسمبر الذي أهدى  المخلوع  صالح اليمن لإيران على طبقاً من ذهب بانقلاب مكتمل أركانه  على الرئيس والحكومة بالعاصمة اليمنية صنعاء  فكانت مهمة ذلك الانقلاب مكلفة وباهضه الثمن قادها المخلوع ضد الشعب اليمني.. ليس فقط   الانتقام من حلفاء الأمس وتسليم الوطن لحلفاء اليوم وهم الحوثيين بل أنتقاماً بعد رحيله عن الحكم وشراكة حزب الإصلاح اليمني بالحكم  والذي قاد الواهمون خلف الشعارات الرنانة والكاذبة  لثورة ما تسمى ب١١من فبراير والتي  لم تجني معها للوطن غير الدمار والحرب والقتل والتشريد وإعادة الوطن  للوراء لسنوات

 فعند انطلاقة عاصفة الحزم في  ٢٥مارس٢٠١٥م  بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات ونجدة الأشقاء العرب للشعب اليمني بتحديد مصيره المحتوم من منظومته الخليجية العربية   تمكن أبطال المقاومة وبدعم قوات التحالف العربي من محاربة الحوثيين و تحرير أجزاء واسعة من المحافظات اليمنية لاسيما المحافظات الجنوبية والتي تمكن أبطالها من المقاومة الجنوبية والعمالقة بتحرير محافظات الجنوب كاملهً من المليشيات الحوثية التي أغرقت الوطن بالفساد والقتل والإرهاب

 استكمال تحرير الوطن لم يتوقف عند حاجز أو حدود بين دولتين سابقتين بعد أن  قاد الشماليون حرباً مدمره   على الجنوب وشعبه بفرض الوحدة اليمنية في صيف ٩٤ م  بالقوة العسكرية  فتم خلالها نهب الثروات وتسريح الجنوبيين من وظائفهم وحقوقهم بل أستمر ليعم التحرير من المليشيات الحوثية  مناطق ومحافظات استراتيجية عدة على شريط بحر العرب

قوات العمالقة وهي قوات شكلها القيادي أبو زرعة المحرمي أحد القيادات الجنوبية البارزة التي قاتلت الحوثيين في عدن ودحرهم.  فتمكن المحرمي من دمج قوات وفصائل متعددة من  المقاومة الجنوبية  وضمها لألوية وقوات  نظامية  تطلق على نفسها قوات ألوية العمالقة والتي تتلقى الدعم الكامل  من التحالف العربي

 استطاعت تلك القوات ان تطلق عمليات عسكرية واسعه في الشريط الساحلي لليمن  ابتداء من منطقة  باب المندب وهي الحدود السابقة لدولة ما باتت تعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أنداك وتمكنت القوات ومشاركة طيران التحالف العربي ان تحرير مدن عديدة  من محافظتي تعز والحديدة الشماليتين بسقوط أول مدينة خاضعه للمليشيات الحوثية  وهي  مدينة “المخا” ومينائها الاستراتيجي التي  كانت المليشيات تعتمد  عليه في تهريب الدعم التي تتلقاه من إيران عبر البحر  وإمداد قواتها  بالسلاح للمشاركة في قتال الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية

 

.قوات العمالقة بقيادة قائد تحرير الساحل الغربي أبو زرعة المحرمي لم تتوقف في منطقة واحده وتستقر فيها بل استمرت في عمليات التحرير ليشمل معظم مدن الحديدة  من المليشيات الإنقلابية الحوثية من خلال تقديم المئات من شهداء الوطن في سبيل التحرير من كهنوت الإمام  حتى وصلت  قوات العمالقة  لمدينة الحديدة الإستراتيجية وعلى بعد مايقارب 8كيلوا من ميناء الحديدة الإستراتيجي و التي تتلقى المليشيات الحوثية عبره دعماً آخر من إيران لكون الميناء يمد اليمن بحاجاته حيث أن سقوط الميناء بيد أبنائه يعد  آخر شريان للحوثيين لأنتهاء مشروعهم الكهنوتي الإيراني  الفاشل في  اليمن

  التطورات المتسارعة لسير المعارك العسكرية  في الحديدة  ووصول قوات العمالقة للمدينة  جعلت من العدو الحوثي في محل الارتباك والخوف لما سيحدث له في قادم الأيام   فأدرك خطورة المرحلة وجعل من نفسه طرف أساسي في عمليات السلام وتم أجبراه لضغوطات سياسية لتسليم الحديدة ومينائها  دون حرب وهذا مالم يحدث في كل الجولات التي قادتها الأمم المتحدة عبر مبعوثيها لليمن لتحقيق سلام شامل يكفل للمواطن اليمني حقة في العيش في وطنه بأمن واستقرار

 استمرار المليشيات الحوثية في أطلاق النار العشوائي والقذائف والصواريخ على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات العمالقة  وعدم التزام المليشيات  لمخرجات السويد والقرار الأممي الذي يقضي بوقف كلي لأطلاق النار في الحديدة فمنذ سريان الهدنة والتي أخرقتها المليشيات منذ أول يوم من سريانها بقصف واستهداف مباشر للمدنيين ومنازلهم  والذي لايزال يستمر نزيف الدم بالحديدة  حتى اللحظة ولم تحرك الأمم المتحدة والعالم ساكناً لما يحدث للمدنيين من جرائم متواصلة وأن كان بإدانة المليشيات وفضح جرائمها بحق الشعب اليمني

يتسأل المتابع للشأن اليمني ولسير العمليات العسكرية في الحديدة عن أي هدنة أقرتها الأمم المتحدة لإيقاف الحرب بالحديدة ولاتزال المليشيات الحوثية تطلق  قذائف الموت والدمار على المواطن اليمني دون استثناء؟ عن أي مفاوضات سلام تتحدث بها الأمم المتحدة   والعالم يدرك ان المليشيات الحوثية لم تأتي للحكم عبر صندوق الانتخابات بل من كهوف تم تعبئة مليشياتها الإرهابية بالفكر الإيراني الكهنوتي لتدخل اليمن وشعبها في حرب فرضت بالقوة فلا يكاد منزل أو مواطن يمني حتى اشتكى من مرارة وصعوبة الحياة وفقدان الأحبة  في وطن يأن بجراح أبنائه المستمر  ؟

 نصيحة اوجهها  من قلب مواطن يمني يريد أن يعيش في وطنه بحرية وكرامة وأمن واستقرار للعالم ودول الجوار دعوا العملاق يحرر الحديدة فلا تخذلوه! .. لقد صبر الشعب اليمني  5 سنوات عجاف قادتها المليشيات الحوثية الشعب للقتل والتشريد والإرهاب والدمار إلا يكفي لما قد مضى لم يعد الشعب يحتمل المزيد  من الجراح ؟

LEAVE A REPLY