ترقب جنوبي لدق ساعة الصفر للحدث المرتقب في المكلا

657

المكلا (المندب نيوز ) خاص

يترقب الشارع الجنوبي بأسره، دق ساعة الصفر إيذاناً ببدء الحدث الجنوبي الكبير والمرتقب المتمثل بانعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، تحت شعار “استعادة الوطن وبناء الدولة الجنوبية المدنية الفيدرالية المستقلة”، والتي من المقرر أن تحتضنها مدينة المكلا حاضرة محافظة حضرموت، السبت المقبل الموافق الـ 16 من شهر فبراير الجاري.
واستكملت اللجان الإشرافية والتنظيمية مختلف التحضيرات الخاصة بانعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية في المكلا، كما تؤكد الحقائق والمؤشرات بأن الجمعية الوطنية تعد بمثابة مشروع وطني جنوبي شامل لمختلف قطاعات وجوانب الحياة التي تمس مصالح كافة فئات وشرائح المجتمع الجنوبي دون استثناء، ويهدف إلى طي صفحة المعاناة والحرمان وفتح صفحة جديدة نحو مستقبل مشرق للجنوب والجنوبيين، وفقاً للأسس الكفيلة ببناء الدولة الجنوبية المدنية الحديثة التي تتسع لجميع أبنائها ومبادئ التصالح والتسامح الجنوبي وأسس النظام والقانون والعدالة والمساواة وحرية الرأي والتعبير والتعددية.
ويأتي تواصل انعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية في المكلا لاستكمال ما بدأته الجمعية في دورتها الأولى في العاصمة عدن في الـ 8 من شهر يوليو من العام الماضي 2018م، واستناداً للعزيمة الصلبة والفولاذية التي يتسلح بها أبناء الجنوب من أجل تحقيق الهدف الأسمى المتمثل ببناء الدولة الجنوبية التي ناضل لأجلها الجنوبيين لترى النور على أرض الواقع، وجسدوا نضالهم بالتضحيات الكبيرة طوال مسيرة الثورة الجنوبية السلمية الممتدة لسنوات منذ انطلاق الشرارة الأولى للحراك الجنوبي في عام 2007، وقدموا في سبيل ذلك الهدف الأسمى قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين يمثلون خيّرة أبناء الجنوب.

_التحضيرات النهائية :

ناقشت الجمعية الوطنية في اجتماعها برئاسة أمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي أحمد حامد لملس ونائب رئيس الجمعية الوطنية الدكتور أنيس لقمان، يوم الإثنين الماضي، الترتيبات النهائية لانعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية في مدينة المكلا، وثمنت اهتمام رئاسة المجلس الانتقالي ممثلة بالقائد اللواء عيدروس الزُبيدي، بإنجاح انعقاد الدورة الثانية للجمعية في المكلا.
وأكد لملس، حرص قيادة المجلس ممثلة باللواء الزُبيدي، على نجاح الفعالية وتذليل أية صعوبات قد تواجه انعقاد دورة الجمعية في المكلا، كما أكد أن انعقاد دورة الجمعية في محافظة حضرموت له مدلولات غاية في الأهمية، لما لمحافظة حضرموت من مكانة في الجنوب، وجدد التأكيد أن الجنوب لن يكون إلا بحضرموت.
وتمحورت نقاشات أعضاء الجمعية حول إعداد القرارات والتوصيات ونتائج الدورة، والتركيز حول عدد من المحاور الهامة التي تستجيب لتطلعات الجنوبيين وحقهم في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم كاملة السيادة، ومقترحات جدول أعمال الدورة الثانية للجمعية، ومهام اللجان الخاصة، وتناول ملفات الفساد في قطاع الكهرباء والاستيلاء على أراضي الدولة على اعتبار مهام الجمعية التشريعية والرقابية وتناول الأوضاع في وادي حضرموت وشبوة و مكيراس وغيرها من الموضوعات.

_مسؤولية وطنية :

قال نائب رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي الدكتور أنيس لقمان، تنعقد الدورة الثانية للجمعية الوطنية في ظل التطورات التي تشهدها المرحلة الراهنة وهي مرحلة معقدة وبحاجة إلى تضافر الجهود من كافة شرائح المجتمع، وهذه مسؤولية كل جنوبي يحلم بالاستقرار الذي لن يتحقق إلا بإثبات وجود مقومات الدولة في بناء الوطن وتوحيد الصف الجنوبي من أجل تحقيق الهدف العظيم لشعب الجنوب وهو استعادة الوطن وبناء دولة النظام والقانون، الدولة الجنوبية الفيدرالية .. دولة حرة مستقلة كاملة السيادة.
وأضاف الدكتور لقمان، أن إقامة الدورة الاعتيادية الثانية في محافظة حضرموت هو دليل على ترابط كافة مناطق الجنوب تحت العلم الجنوبي وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، الحاضنة السياسية والمجتمعية لكل الجنوب، وفي أرض جنوبية هي المكلا عروسة بحر العرب ومنارة العِلم والمعرفة والسبّاقة بالتضحيات الجسام المعروفة للجميع.

_خارطة طريق :

من جانبه قال رئيس القيادة المحلية بالعاصمة عدن أ . د . عبدالناصر الوالي، تتجه انظارنا جميعاً هذه الأيام نحو المكلا عاصمة الجنوب الثانية وواحته الثقافية والحضارية، حيث من المقرر ان تنعقد الدورة الاعتيادية للجمعية بناءً على توجيهات السيد الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، وفِي هذه الأيام يعكف اللواء أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية وجميع قيادات الجمعية على التحضير الدقيق لأعمال الجمعية، وأضاف: أن انعقاد الجمعية في المكلا يعد بحد ذاته حدث ورسالة ذات دلالة، ستسلط فيه الجمعية وتناقش الكثير من القضايا ومنها تأييد جهود وقف الحرب وإحلال السلام.
وأشار إلى أن دورة الجمعية الوطنية ستعيد التأكيد على أن الحل بالعودة إلى حدود عام 90م لمصلحة البلدين الشقيقين الجارين ولمصلحة أمن الإقليم واستقرار المنطقة والعالم، كما ستؤكد أيضاً بأن ليس على الجنوب أن يظل بعد أن تحرر محروم من الأمن والاستقرار والتنمية، وذلك فقط لأن هناك قوى عسكرية وحزبية شمالية تريده رهينة بيدها حتى تتم التسوية النهائية.
وذكر أن تلك القوى الشمالية بعد أن فرطت في الشمال تريد تحويل الجنوب المحرر وكل عناصر القوة فيه إلى أوراق لعب بأيديها والاستفادة منها في الحصول على مكاسب اَنية تتمثل في الكم الهائل من الإعانات والدعم والإغاثة التي يقع بأيديها لكي تستخدمه عند الحاجة أو تجيره لأغراضها السياسية وأخرى بعيدة المدى من خلال المساومة مع القوى المتنفذة في الشمال واستجدائها للحصول على مكاسب مستقبلية منطلقة من أراضي الجنوب وتحاول أن يكون الثمن ثروات الجنوب وموارده.
ولفت الدكتور الوالي، إلى أن الجمعية الوطنية أيضاً ستعيد التذكير بأن حكومة وحدة وطنية توافقية في الجنوب تشرع في تنظيم أمور الجنوب واستغلال ثرواته الاستغلال الأمثل بعيداً عن العبث الحالي وتقود جهود استتباب الأمن والاستقرار ودوران عجلة الاعمار والتنمية هي الحل الأمثل في الوقت الحالي، في حين يتفرغ الجميع لمنع إيران من التوسع شمالاً وتقليص نفوذ حلفائها في اليمن الشمالي ومساعدة القوى الوطنية الشمالية على لملمة شملها وتحديد خياراتها المستقبلية بما تتوافق عليه.
وقال إذا استطاعت دورة الجمعية الوطنية أن تصل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية، ففي هذه الحالة تبدأ الحكومتين في الشمال والجنوب في خوض مفاوضات تفضي إلى استعادة الدولتين بلا ضرر ولا ضرار، وهذا الحل من وجهة نظرنا هو الحل الاَمن الوحيد الذي سيوفر الأمن والاستقرار والتنمية للشعبين في الشمال والجنوب، كما ستلفت الدورة الثانية للجمعية مرة أخرى أنظار العالم إلى أن شعبنا يتطلع إلى أن تضطلع الأمم المتحدة ودوّل الإقليم بدور محوري وهام في تحقيق هذا الهدف وتوفير كل عناصر نجاحه لما فيه مصلحة الإقليم والمنطقة والعالم ويمنع التأسيس لحروب قادمة وفوضى عارمة لا يمكن السيطرة عليها.
وأكد أن الجمعية الوطنية ستدعم كل الجهود التي تؤدي إلى تعزيز الوحدة الوطنية ورفع الوعي الوطني، وستبارك الحوار الوطني المستمر والمنفتح، وستؤكد العمل على المحافظة على العلاقات الأخوية المتينة التي تعمدت بالدم مع دول التحالف العربي الشقيقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، كما ستجدد التأكيد على الشراكة في مكافحة الاٍرهاب وحماية مصالح دول الجوار والإقليم والمنطقة والعالم مع عدم التفريط بالسيادة الوطنية، كما سيتم التطرق إلى الوضع في حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرة ومكيراس بكل جدية وبشكل خاص مع مناقشة كل السُبل والوسائل الكفيلة بحل كل المعضلات وتجاوز كل العقبات والعراقيل.
ونوه بأن الجمعية الوطنية ستجدد التأكيد على أن الجنوب جزء واحد لا يتجزأ مع الحفاظ على خصوصية ونمط عيش كل أهله وحقهم في المشاركة العادلة والكفؤة في السلطة والثروة والعيش في ظل النظام والدولة والحكم الذي يختاره كل أبناء الجنوب، كما ستعيد الجمعية التأكيد على أن المجلس الانتقالي سيقود المرحلة الانتقالية بالشراكة مع كل القوى الوطنية الجنوبية وسيبذل الغالي والرخيص لتأمين شعب الجنوب والحفاظ على أمنه واستقراره وسلامة أراضيه والاستغلال الأمثل لثرواته والإدارة الرشيدة لموارده.
وأوضح أن الجمعية الوطنية ستقف في دورتها الثانية أمام العلاقة مع حكومة الشرعية من منطلق الحرص على تسيير وتيسير عمل المكاتب والمرافق والمؤسسات المحلية من الجانبين الإداري والخدماتي بما يسهل حياة المواطنين مع التأكيد والتشديد على رفض ومنع التحركات السياسية المشبوهة لبعض عناصرها التي تحاول أن تنفذ مشروع سياسي وتسويقه بأساليب ملتوية لا تخفى على حليم أمر مدان وغير مقبول.
وأكد أن محاولة تسويق مخرجات ما يُسمى بالحوار الوطني والذي لم يتوافق عليه اليمنيين ولَم يقبله أبناء الجنوب أمر مرفوض وهو نهج يؤسس لفتنة ويعد استفزازاً صريحاً لشعب الجنوب، كما قال: إن ما يدور من حديث حول إدخال مخرجات ما يُسمى بالحوار الوطني في المناهج المدرسية يعد تجاوزاً خطيراً ومخالفاً للقانون ومحاولة فرض وجهات نظر قد تم رفضها والامتناع عن تأييدها في حينه وسيتحمل من يقوم بذلك أو يحرض عليه أو يشجعه كامل المسؤولية عن اأي تداعيات تمس أمن واستقرار المجتمع.
وأوضح أن الجمعية الوطنية ستناقش كيفية الإسهام في تعزيز جهود الأمن في المحافظات الجنوبية المحررة والمحافظة على اللحمة الوطنية ومحاسبة كل من تسول له نفسه بالعبث بالمرتكزات الاقتصادية الوطنية كالمصفاة والموانىء وستؤكد على إدانة كل من يعبث بملف الأراضي والمخططات الحضرية للمدن الجنوبية وفِي مقدمتها العاصمة عدن وستبذل كل الجهود لتحقيق محاسبته وردعه.
وأكد رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالعاصمة عدن الدكتور عبدالناصر الوالي، أن الجمعية الوطنية ستعطي ملف الإعلام الوطني أهمية قصوى لرفع مستوى كفاءته وتوسيع انتشاره وتنوع صنوفه وأنشطته، كما أوضح أن هناك الكثير من الملفات أمام الجمعية الوطنية لمناقشتها وتسليط الأضواء عليها لما فيه مصلحة شعب الجنوب وأمن واستقرار الإقليم والمنطقة، وقال: نحن على ثقة بأن خبرة وحنكة وشجاعة وإقدام أخي القائد الوطني أحمد سعيد بن بريك، لقادرة على الخروج من هذا الاجتماع الهام بأفضل النتائج وأنجع الحلول خاصة وأن الجمعية الوطنية تضم لفيف من خيرة كوادر ومفكري وقيادات الجنوب.

_مواصلة الانطلاقة :

من جهته أكد رئيس مركز عدن للرصد والدراسات والتدريب قاسم داؤود العمودي، أهمية انعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت وعاصمتها المكلا في الوقت الراهن والحرج، وقال: تكتسب دورة الجمعية الوطنية الثانية للمجلس الانتقالي أهمية استثنائية، ولها دلالاتها ورمزيتها خاصة لجهة انعقادها في حضرموت الخير والتاريخ والمستقبل.
وأشار إلى أنه بانعقاد الدورة في مدينة المكلا الباسلة وعلى شواطئ بحر العرب في المكلا مهد انطلاقة الثورة السلمية الجنوبية، ستستكمل الجمعية انطلاقتها وما كانت قد دشنته في دورتها السابقة في مدينة عدن قلب الجنوب النابض بقيم المدنية والتعايش والنهوض الحضاري، وأكد أن عدن وحضرموت هما الأعمدة الحاملة وباقتدار للمشروع الجنوبي وللكيان الجنوبي، وعليهما يتوقف مستقبل الجنوب مع كل التقدير لبقية مكونات الجنوب الجغرافية والمجتمعية وكل محافظاته ومدنه الأخرى.
واعتبر أن عقد دورة الجمعية الوطنية الثانية على أرض حضرموت ووسط شعبها هي رسالة اعتزاز ومحبة واعتراف بمكانة حضرموت التاريخية في الحاضر والمستقبل، وتقديراً للدور الذي اضطلع به أبناء حضرموت في مسيرة النضال الوطني الجنوبي، وكذا ما يأمل أن تضطلع به حضرموت في المستقبل من خلال استكمال التحرير وتشييد الجنوب الجديد الملبي لتطلعات الناس وحقهم في إدارة شؤونهم في ظل الدولة الجنوبية الفيدرالية.

_رسائل للداخل والخارج :

بدورها تحدثت رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية بالجمعية الوطنية الدكتورة جاكلين منصور البطاني بقولها: يأتي انعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت في ظل الصراعات والتجاذبات السياسية العقيمة ليوجه عدة رسائل للخارج والداخل أهمها أن الجنوب جسد واحد بكل محافظاته الست وأن حضرموت هي قلبه النابض بالحياة، وتأكيداً على حضور المجلس الانتقالي الجنوبي في عموم المحافظات الجنوبية، وفي هذا الخصوص ستناقش الدورة الثانية عدة تقارير منها تقرير عن ملامح الدولة الجنوبية المنشودة ومشروع تعديل اللائحة الداخلية للجمعية الوطنية والتقرير التقييمي لخطة موازنة عام 2018م وخطة موازنة عام 2019م ومواضيع عدة متفرقة تتعلق بقضايا الجنوب والتحديات التي تواجهه.

LEAVE A REPLY