“حــوار ” وزير الإعلام : غريفيث يناقض نفسه وكل الاحتمالات في شأن صنعاء مفتوحة

860

الرياض (المندب نيوز) محمد الطفيل

طالب وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ موقف واضح من الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيا الحوثية في محافظة حجة بقصف المناطق السكنية وترويع النساء والأطفال وتهجيرهم، مشيراً إلى أن الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه الفريق علي محسن صالح يتابعان بشكل مستمر مجريات الأمور وتطورات الأحداث في حجور والمناطق المجاورة لها، واعتبر ما يقوم به الحوثيون من حصار وقصف على القرى وتدمير للمنازل «جرائم حرب وإبادة جماعية»، موضحاً أنها امتداد لمسلسل الجرائم والانتهاكات المرتكبة ضد الإنسانية التي مارستها الميليشيا منذ انقلابها على الدولة في حق المواطنين في مناطق سيطرتها.

وقال الأرياني في حوار مع «الحياة»: «التنسيق قائم مع تحالف دعم الشرعية لإسناد المقاومين الأبطال، ونفّذ التحالف بالفعل عمليات إنزال جوي للمؤن والمواد الطبية على مناطق حجور المحاصرة من قبل الميليشيات الحوثية، كما أن طيران التحالف يقوم بدور مهم كبير».

وأضاف: «‏سياسة الكيل بمكيالين تتضح في الصمت الدولي، وتجاهل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية في حقوق الإنسان جرائم الحرب التي ترتكبها هذا الميليشيا في حق المواطنين في حجور، وتثير علامات الاستفهام مقارنة بصوتها العالي والحديث عن الكلفة الإنسانية بعد إطلاق عملية تحرير مدينة الحديدة».

وأشار إلى أن الهجمة التي تديرها إيران وقطر ضد جهود التحالف والمملكة العربية السعودية خصوصاً، مكشوفة الأهداف، مشدداً على أنها لن تغيّر في المسار على الأرض، مبيناً أن كل الاحتمالات مفتوحة، بما في ذلك «معركة صنعاء» مهما كانت الخسائر، وشدد على أن الحوثيين معروفون عبر التاريخ بالخيانة وعدم التزام المواثيق والاتفاقات خلال الحروب الست.

وفتح الأرياني النار على إيران وقطر بقوله إن كل مساعيهما نحو الإضرار بجهود قوات التحالف والشرعية على الأرض لن تتحقق، مشيراً إلى أن الحكومة اليمنية تسيطر على كل المناطق المحررة بالكامل، وأعمالها على الأرض تطورت بشكل كبير.

الأرياني أحد أعضاء المؤتمر الشعبي العام، الذي يعرف عبر تاريخه باهتمامه في القضايا الوطنية، وتعزيز دور الشباب اليمني في التنمية، تحدث لـ«الحياة» من العاصمة الرياض، موضحاً أن الإعلام اليمني في حاجة ماسة إلى الدعم داخلياً، مشيداً بما حققته الوزارة من نتائج مثمرة بعد دعم دول التحالف والمملكة على وجه الخصوص، فإلى الحوار:

* كيف ترى تعامل المنظمات الدولية مع الأزمة اليمنية؟

– هناك حالة ضبابية واضحة في مواقف المنظمات الأممية أو الكثير منها، فيما يتعلق في اليمن، والموقف من الميليشيات الحوثية وانتهاكاتها المستمرة، وشهدنا تحسناً طفيفاً خلال الأيام الماضية، من خلال إدانات دولية تجاه الممارسات الحوثية، وتحديداً في الجانب الإنساني والإغاثي وسرقة المساعدات، ولكن ما يزال الأمر غير كافٍ، ولا يتناسب مع حجم الكارثة الحوثية في اليمن، وما لحق من ضرر فادح في مناحي الحياة كافة؛ الصحة، والتعليم، والطفولة، والحقوق، والحريات، وكنا نتوقع مواقف أكثر حسماً وجدية ووضوحاً من المنظمات الدولية، خصوصاً العاملة ضمن الأمم المتحدة.

والبيان المشترك الصادر من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن والوكيل للشؤون الإنسانية حول الأوضاع في اليمن يناقض التصريحات السابقة لمارك لوكوك، الذي حمّل الميليشيا الحوثية المسؤولية عن منع تفريغ مخزون القمح في مطاحن البحر الأحمر، وعرقلة فتح خطوط آمنه للإمدادات الغذائية، وهذا انحياز واضح وفاضح لا يجب السكوت عنه، كونه يخالف الواقع على الأرض، إذ تستمر الميليشيا الحوثية منذ شهرين في تعطيل تنفيذ اتفاق السويد في شأن الوضع في الحديدة، وإعاقة إعادة الانتشار، كما أنه يتجاهل كل الجهود والتنازلات التي قدمتها الحكومة والتحالف لتنفيذ الاتفاق، ‏ويؤكد رضوخ المبعوث الأممي لليمن لابتزاز وضغوط الميليشيا الحوثية، التي تمنع حتى اللحظة وصول الإمدادات الإغاثية للمواطنين، وتهدد بتفخيخ الميناء ونسفه، وتجاهله التزام الحكومة تنفيذ الاتقاق، وبذلها الجهود كافة لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية، استشعاراً لمعاناة المواطنين، ونجدد التأكيد على أنه للتعامل الحازم مع هذه الميليشيا يجب قيام المبعوث الخاص لليمن وفريق الرقابة الأممية بتحديد الطرف المعرقل تنفيذ اتفاق السويد في شأن إعادة الانتشار في موانئ ومدينة الحديدة، وصبر الحكومة على هذا التلاعب لن يطول.

* بصفتك وزيراً؛ هل أدى الإعلام اليمني دوره في المعركة الدائرة الآن؟ وهل سلاح الإعلام فاعل؟

– يأتي الإعلام في طليعة أدوات ووسائل مواجهة ومجابهة المشروع الحوثي الإيراني في اليمن، وكان دور وزارة الإعلام اليمنية على رغم شح الإمكانات مهماً في تعريف اليمنيين والعرب والعالم أجمع بالتجاوزات والانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات الحوثية الإيرانية في اليمن. ولا ننسى هنا شكر الأشقاء في التحالف، وفي مقدمتهم المملكة على ما قدمته للإعلام الرسمي اليمني من إسناد ودعم ساهم في تشغيل عدد من مؤسسات الحكومة الشرعية الإعلامية، مثل التلفزيون والإذاعة ووكالة الأنباء اليمنية «سبأ» وصحيفة الثورة الرسمية.

* يبذل الحوثيون جهداً إعلامياً لافتاً، كيف تصفونه؟ وما السبل التي ستتبعونها لمواجهته؟

– يقوم الإعلام الحوثي على التضليل وبث الدعاية السوداء، ونشر الإشاعات، ومحاولة تزييف الحقائق، وهي سمة يتميز بها الإعلام الميليشياوي حول العالم، الذي يفتقر للحقيقة ولا يدافع عن قضية نبيلة.

وسعينا في الإعلام الحكومي لكشف وفكفكة عناصر الخطاب الإعلامي الحوثي وتعريتها أمام العالم والمجتمع الدولي، من خلال نشر الحقائق الموثقة، وفضح التجاوزات والانتهاكات والممارسات الحوثية التي ألحقت الأذى في اليمن أرضاً وإنساناً، واستطاعت وزارة الإعلام في هذا الاتجاه أن تحيي عدد من المؤسسات الإعلامية التي تم السطو عليها من الميليشيات الحوثية عقب الانقلاب، وساهمت وسائل الإعلام هذه في إعادة التوازن للمشهد الإعلامي، وكشفت النقاب عن قبح الميليشيات المدعومة من إيران.

* ما وجهة نظرك تجاه اتفاق استوكهولم؟ وما أبرز عيوبه؟

– كانت الحكومة اليمنية دائماً حريصة على التقليل من الخسائر وإنهاء الحرب وإعادة الشرعية والدولة وبأقل الخسائر، وقدمت في مشاورات بيل السويسرية والكويت الكثير من التنازلات، ووافقت على عدد من المبادرات على رغم تجربتها الطويلة مع الميليشيات الحوثية التي لم تلتزم قط أي اتفاق سلام.

ومن هذا المنطلق وافقت الحكومة على اتفاقات ستوكهولم التي رأى البعض إنها مجحفة في حق الشرعية وتتنافى حتى مع القرارات الأممية، ولكن الالتزام الأخلاقي والدستوري وحرص الرئيس عبدربه منصور هادي على الوصول إلى السلام العادل والشامل، وتخفيف المعاناة على الشعب اليمني دفعت باتجاه التوقيع على الاتفاقات بانتظار تنفيذها من الميليشيات الحوثية، وهو ما لم يحدث حتى الآن، إذ ترفض الميليشيات الانسحاب من الحديدة وموانئها، وماطلت في تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى، وكل ذلك يؤدي في نهاية المطاف لإفشال اتفاق السويد، وهو ما يضع المجتمع الدولي والأمم المتحدة أمام مسؤوليات كبيرة لإنقاذ الاتفاق والضغط على الميلشيات الحوثية لتنفيذ بنوده من دون مماطلة أو تسويف أو حتى تجزئة كما يحدث الآن.

* هل كنت تتوقع أن يتم تنفيذ اتفاق ستوكهولم؟

– كما أشرت في السؤال السابق تجربتنا مع الحوثيين في مجال الاتفاقيات سيئة للغاية، حيث لم يلتزموا بأي اتفاقية موقعة معهم منذ حروب صعدة الست، مروراً بمؤتمر الحوار الوطني، ووصولاً إلى اتفاقية السلم والشراكة، التي تم بموجبها إشراك الحوثيين بعدد ست حقائب وزارية، وما تلته من اتفاقات، وما يجري اليوم في كواليس مباحثات تنفيذ اتفاقات السويد يؤكد هواجسنا المتعلقة في المراوغة الحوثية وعدم الرغبة في تنفيذ الاتفاقات، ومحاولة استثمارها لكسب المزيد من الوقت من أجل جولة جديدة من الصراع المسلح.

* ما قراءاتك لمستقبل الصراع في اليمن؟

– ما يحدث في اليمن هو صراع بين دولة شرعية رئيسها منتخب من الشعب، وبين ميليشيات مسلحة مدعومة من إيران، وفي تاريخ الحروب والصراعات عبر التاريخ لم تستطع ميليشيا عقائدية متطرفة ومرفوضة شعبياً أن تفرض إرادتها، وذلك ما نتوقعه في اليمن، طال الزمن أو قصر لا مستقبل للحوثيين في اليمن، حتى وإن كانت الخسائر كبيرة وباهظة، واليمنيون بالفطرة يرفضون المشروع الإيراني المتطرف في بلادهم، الذي يريد أن يحجبهم عن محيطهم العربي، وكل المؤشرات تؤكد أن حال الرفض والغضب الشعبي تتصاعد في مختلف مناطق اليمن، وأن أيام الحوثيين باتت معدودة.

* بعض وسائل الإعلام والمتابعين للشأن اليمني يرى أن الحكومة الشرعية تواجه أزمة في إدارة المناطق المحررة، وأنها تحتاج إلى تعزيز حضور الدولة وإعادة هيكلة أمورها؟ بما يساهم في نجاحها في الصراع الدائر؟

– الحكومة الشرعية بدعم من تحالف دعم الشرعية استطاعت أن تستعيد 80 في المئة من مساحة اليمن بعد الانقلاب الحوثي، ومن الطبيعي أن يكون هناك خلل جراء الفراغ الذي أحدثه الانقلاب عقب سيطرته على مؤسسات الدولة في صنعاء ومعظم المحافظات، ونهبه موارد الدولة، بما في ذلك البنك المركزي اليمني، ولكن أعتقد شخصياً أن الوضع اليوم في الحكومة الشرعية أفضل من الأمس، ونتوقع أن يتحسن الأداء ونتجاوز الكثير من العثرات التي كانت نتيجة مباشرة للانقلاب والحرب التي أحدثتها الميليشيات الحوثية المسلحة بدعم من إيران.

* دخول صنعاء لا يبدو خياراً مرجحاً خلال المرحلة الحالية، هل تعتقد أن الصراع سيصل إلى مرحلة «معركة صنعاء»؟

– كل الخيارات مفتوحة لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، ولكن لا ننسى أن هناك عوامل داخلية وخارجية لها تأثير بالغ في تحديد مجريات الحرب، وفي مقدمة ذلك الضغوط الدولية، وتحويل الميليشيات الحوثية المدن إلى متارس، إضافة إلى تعلل بعض القوى الدولية بضرورة إتاحة الفرصة للخيارات السياسية، وهو ما يحدث اليوم في الحديدة على سبيل المثال، التي كانت قاب قوسين من استكمال تحريرها.

* تشهد التغطيات الإعلامية لوسائل الإعلام الكبرى أداءً متفاوتاً يتجه نحو الانحراف عن فهم الحقائق في بعض المواقف، من المقصّر؟ وكيف يمكن علاج ذلك؟

– وسائل الإعلام حول العالم أو الكثير منها يتعرض لعملية تضليل ممنهجة حول ما يدور في اليمن، وجزء كبير من ذلك راجع للاختراق والنفوذ الإيراني والقطري وبعض التيارات العربية التي تدور في فلك “حزب الله” اللبناني، إضافة إلى ممارسة الكثير من وسائل الإعلام الدولية نوعاً من أنواع الابتزاز في الملف اليمني، لتحقيق غايات وأهداف سياسية لبعض الدول والتوجهات الساعية لاستعادة نفوذها في المنطقة.

وباعتقادي أن التعامل مع هذه الحال يتطلب الحضور والوجود في المحافل الدولية، وعقد اللقاءات المتواصلة مع المعنيين، والاستمرار في توضيح الحقائق للرأي العام الدولي، وكشف الزيف الحوثي، وإماطة اللثام عن الانتهاكات الكبيرة التي تمارسها الميليشيات الحوثية، التي تعمل بعض وسائل الإعلام الغربية على غض الطرف عنها.

* ما أبرز المعوقات التي تواجهها وزارة الإعلام اليمنية؟

– من أكبر الصعوبات التي واجهتها وزارة الإعلام اليمنية عدم توافّر الموازنات الخاصة في الأنشطة والتشغيل، وكذلك سيطرة الميليشيات الحوثية بعد الانقلاب في أيلول (سبتمبر) 2014 على مؤسسات وزارة الإعلام المختلفة، إذ تم السطو على المنابر الإعلامية العامة والخاصة وتحويلها إلى منابر حوثية للتضليل، وتمكنا بفضل الدعم من الأشقاء في المملكة من تجاوز القسم الأكبر من هذه العقبة، عبر تشغيل وإحياء المؤسسات الإعلامية الرسمية مجدداً، وإعادة افتتاح قنوات اليمن وعدن ووكالة سبأ للأنباء وصحيفة الثورة بنسختها الإلكترونية وإذاعة صنعاء كذلك، كما نسعى لتشغيل منابر إعلامية جديدة لتعرية الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران وكشف ممارساته وانتهاكاته، وإيصال الحقائق إلى الشعب اليمني والعربي والرأي العام الدولي.

* هناك من يشوّه جهود دول التحالف بما في  ذلك السعودية، خصوصاً بما تنشره وسائل الإعلام في محافظة المهرة عن وجود أطماع سعودية هناك، بماذا ترد على ذلك كونك أحد أبناء اليمن؟

– ما تثيره بعض وسائل الإعلام المعادية لليمن وتحالف دعم الشرعية محاولة لتشويه الدور الكبير الذي يقوم به التحالف بقيادة السعودية، لدعم ومساندة الشعب اليمني في التغلب على آثار الانقلاب وتداعياته الكارثية، ومن ذلك ما تنشره بعض الوسائل عما يدور في محافظة المهرة، من وجود مطامع سعودية وما دون ذلك، بينما الحقيقة أن الدور السعودي في مناطق اليمن كافة، ومن بينها المهرة، دور ساطع، ويتم بالتنسيق مع قيادة الشرعية من أجل تخفيف الأعباء الناتجة من الحرب والكوارث الطبيعية التي تعرضت لها عدد من المحافظات اليمنية. إضافة إلى الإسهام الفاعل في تثبيت الأمن ومنع التهريب وإعادة تأهيل البنية التحتية.

وكل محاولات الإساءة إلى السعودية أو التقليل أو التشكيك في دورها في اليمن باعتقادي لن تجد أي صدى بالنظر للعلاقات التاريخية الاستراتيجية بين اليمن والمملكة، والدور التاريخي المشهود للسعودية باعتباره عامل استقرار وسند لليمن في كل المراحل الصعبة والحاسمة، والمنعطفات التاريخية، إذ ظلت المملكة وقيادتها السند الأول لليمن، أرضاً وإنساناً ودولة، والأحداث الأخيرة منذ العام 2011 أكدت تلك العلاقة، من خلال دور السعودية في حفظ اليمن، ومنعه من الانزلاق إلى الفوضى عبر المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وما تلا ذلك من إعلان “عاصفة الحزم” التي شكلت طوق نجاة لليمنيين من الانقلاب الإيراني وأذياله في اليمن.

* ما الخطر الحقيقي اليوم الذي يستهدف اليمن ومستقبله؟ وهل نتائج الحرب مخيفة لكم؟

– الخطر الحقيقي الذي يستهدف اليمن ومستقبله يتمثل في الفكر الحوثي، المستمد من الثقافة الإيرانية المنافية لتقاليد وقيم المجتمع اليمني والعربي عموماً، ويظل التحدي الأبرز خلال المرحلة المقبلة وحتى ما بعد إنهاء الانقلاب الحوثي هو كيفية عكس نتائج الفكر الحوثي الذي يقوم على التضليل وغسل أدمغة الأطفال في المدارس والمراكز الصيفية، بهدف صنع قنابل بشرية موقوتة في اليمن والمنطقة، وبدأ عملياً تجنيد الأطفال من الميليشيات الحوثية منذ وقت مبكر جداً في منطقة مران صعدة، إذ كانت هناك نقطة حوثية للاستقطاب والتجنيد، وصنع نواة الجماعة المسلحة، وظلت هذه البؤرة على صلة ثقافية قوية في قم وطهران، وكانت تهدف لخلق حال ثقافية منافية لتسامح المجتمع اليمني وعلاقاته مع محيطه العربي، من خلال خلق مسار جديد مرتبط في مشروع الخرافة الإيرانية أو ما يسمى الثورة الخمينية، التي كانت مركزاً عالمياً لتصدير الإرهاب والفكر المتطرف، ووصل تأثيرها مطلع الثمانينات إلى اليمن، وشهدنا آثاره الكارثية والتدميرية لاحقاً في تسعينات القرن الماضي، من خلال نمو تيار الخرافة والكهنوت جيلاً بعد جيل، عبر التغرير بالأطفال والجهلة والحمقى، وجعلهم وقوداً لمعاركهم العبثية، ومحاولة فرض مشروعهم الطائفي الدخيل على قيم ومعتقدات اليمنيين بقوة السلاح، وهدم قيم الدولة والمجتمع خدمة للأجندة الفوضوية لأسيادهم في طهران.

* من وجهة نظرك ما الهدف من الهجوم على السعودية كلما اقتربت من إنهاء الملف اليمني على الأرض؟ ومن يقف خلف ذلك؟ وهل أثر فعلياً على جهود قوات التحالف؟

– الهجوم الذي تتعرض له المملكة من بعض وسائل الإعلام المتأثرة في الخطاب الإيراني أو تلك التي تقف خلفها أجندات سياسية مشبوهة، هو نتيجة طبيعية للأهمية الاستراتيجية المتصاعدة التي تلعبها المملكة في العالم، والدور الكبير الذي تقوم به، الذي أثار خشية وحنق بعض الأطراف والدول التي لا ترغب في أن تضطلع المملكة بدورها الريادي قائدا للعالم العربي والإسلامي، في ظل قيادة المملكة التي أعلنت عن ملامح نهضة جديدة وغير مسبوقة ستنقل السعودية والعرب جميعاً إلى مصاف الدول التي تصنع التحولات في العالم.

وتم توظيف الكثير من الملفات والقضايا للتشويش على رؤية السعودية الاقتصادية والسياسية والثقافية العملاقة، ومن ذلك قضية خاشقجي التي تسعى بعض الدول لحرف مسارها واستخدامها للإساءة إلى المملكة وقيادتها، وهي محاولات مفضوحة ومكشوفة أتت بنتائج عكسية برأيي، إذ زادت إصرار قيادة المملكة على التغيير، وزادت من شعبيتها والالتفاف حولها عربياً وإسلامياً في ردة فعل على المؤامرات والدسائس التي تقف خلفها أطراف ودول وأجندات مشبوهة.

وبالتالي فهي لم تؤثر ولن تؤثر، بل هي في صالح التحالف والمملكة على وجه الخصوص التي حملت الأمانة بكل شجاعة.

* هل هناك خلافات داخل المؤتمر الشعبي العام؟

– المؤتمر الشعبي العام يعمل حالياً على ترتيب صفوفه ولملمة جراحه تحت قيادة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ولا توجد خلافات حقيقية داخل المؤتمر، وهي مجرد تباينات في وجهات النظر ستنتهي قريباً من خلال الالتفاف حول قيادة الشرعية وتوحيد الأهداف والرؤى، وتركيز الجهود باتجاه مواجهة الانقلاب المدعوم من إيران، والشعب اليمني بات متوحداً بمختلف فئاته حول هذا الهدف السامي، وقيادة المؤتمر ليست بعيدة عن هذا التوجه الذي سنشهد ثماره قريباً من خلال خطوات عملية تعيد للمؤتمر دوره الريادي باعتباره حزباً رائداً ووطنياً في المشهد اليمني يحظى بتأييد شعبي كبير، وسيتم تجاوز الآثار الناتجة من الانقلاب الحوثي، التي ألقت بظلالها على مناحي الحياة السياسية في اليمن، وفي مقدمتها الأحزاب والتنظيمات السياسية.

 

LEAVE A REPLY