تقرير : لهذا السبب يتحد الثلاثي “الشرعية ، والإخوان ، والحوثي” لاستهداف الجنوب ؟

323

عدن (المندب نيوز) خاص

“أنا عدو ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب” ، هذه المقولة قد تكون صائبة أحياناً إلى أنها ليست صائبة مع قوى النفوذ الشمالية ، فهي لا تعادي بعضها وانما تصنع عداء وهمي وتتحد وتتفق ضد من يختلف معها ، والدليل أن كل المراحل أثبتت إتفاق تلك القوى ضد الجنوب، والواقع الراهن يبين توحد واتفاق الحوثي والشرعية والإخوان ضد الجنوب واستهدافه .. فلماذا يستهدفون الجنوب .. وبما يستهدفونه؟

حروب وقتل وإرهاب وفوضى

 أحداث عدن الإرهابية الدامية الخميس الماضي ، والتي تندرج – حسب ما كشف عنه نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك – ضمن مخطط كان يستهدف اسقاط عدن والجنوب بيد الشرعية والإخوان ، وبتنسيق حوثي ، لن تكون الأخيرة وسبقتها الكثير من الأحداث المؤكدة على توحد الثلاثي “الشرعية ، والإخوان ، والحوثي” في استهداف الجنوب.

إذ أن استهداف قادة الجنوب وجنود الجيش والأمن ، والتي كان آخرها معسكر الجلاء واستشهاد القائد البطل العميد منير اليافعي (ابو اليمامة) ، وقبلها استهداف معسكر العند ، هي أبرز الجرائم التي ويقف خلفها الحوثي والشرعية والإخوان ، واذرعهم الإرهابية ، وتستهدف الجنوب وقادته ، ويضاف إليها الإغتيالات للقادة والكوادر الجنوبية ، وقبل ذلك شن الحروب تجاه الجنوب ، في محاولة منه لتعطيل بناء الجيش الجنوبي.

وخلال الأعوام الماضية تتصاعد الحرب العسكرية الحوثية باتجاه الجنوب ، لاستهداف امنه واستقراره من قبل الشرعية والإخوان واذرعهم الإرهابية ، من خلال التفجيرات الإرهابية ، والقصف ، والاغتيالات ونشر قوات محسوبة عليهم ، في محاولة منهم لخلق فوضى أمنية وانفلات أمني كما هو حاصل في وادي حضرموت ، ويسعون لتعميم تلك التجربة في كل محافظات الجنوب ، وهي التي يمكن أن نطلق عليها حرب أمنية تحاول إفشال البناء الأمني.

حرب الخدمات وزرع الفتن

ويأتي مسلسل الحرب الخدمية الذي تقف خلفه الشرعية والإخوان بدرجة رئيسية ، واستخدامها كعقاب ضد الشعب في الجنوب ، ليضيف جريمة أخرى إلى جرائم الثلاثي ضد أبناء الجنوب ، وذلك في محاولة لزرع اليأس واجبار الشعب على الخضوع لسياسياتهم وترك ثرواته لينهبوها ، فخلال الأعوام السابقة لم يمضي شهر دون وجود أزمة مفتعله بالمشتقات النفطية والكهرباء والماء والصرف الصحي ، وتدهور العملة وغلاء الأسعار ، وكلها مجتمعة وسائل عقاب جماعي تستخدمها الشرعية لاستهداف شعب الجنوب.

ولا تقل الحرب الإعلامية الممنهجة التي يتفق فيها الحوثي والإخوان والشرعية في خطورتها من حيث استهداف الجنوب عن الحروب الأخرى ، حيث يسخر الثلاثي منظومات إعلامية ضخمة لزرع الفتن والخلافات بين أبناء الجنوب وتأجيج الصراع بينهم ، في محاولة منهم لزرع الانشقاق والفرقة واشعال صراع جنوبي جنوبي ، يفتح الطريق أمامهم لاستمرار الهيمنة على الجنوب.

لهذا السبب يستهدفون الجنوب ؟

مرحلة ما بعد عاصفة الحزم وتدخل التحالف العربي ، أفرزت نتغيرات واحدثت تحولات كبيرة ، تبين فيها الحق من الباطل وعرف ذلك التحالف والمجتمع الدولي ، وتحقق فيها انتصارات جنوبا واخفاق شمالاً ، لتوجد جنوب محرر وقوى عسكرية وسياسية فاعلة على الأرض ، وشمال انتهازي لا يزال تحت سيطرة الحوثي إلا بعض المديريات المتواطئة .

هذه المتغيرات رجحت كفة القوى الجنوبية على حساب القوى الشمالية بما فيها التي تتواجد تحت مظلة الشرعية ، وبدأ الجنوبيين الانطلاق نحو بناء مؤسساتهم والاستفادة من ثرواتهم ، للمضي نحو تحقيق الاستقلال الناجز ، وهو الأمر الذي أزعج قوى الشمال ، وبالتالي عملوا ويعملوا منذ سنوات لاستهداف الجنوب ، بل ويتحدوا في استهداف الجنوب في أعمالهم وعبر وسائلهم الإعلامية.

القوى الشمالية التي اتبعت مخطط أضعاف وتفتيت الجنوب وتسخيريه وثرواته لخدمتها كغنيمة تنهبها منذ الوحدة وغزو الجنوب العام 1994م ، وجدت – مع المتغيرات الأخيرة – مصالحها قد تقلصت وباتت بقية المصالح التي تحرسها بقواتها العسكرية في شبوة وحضرموت مهددة ، وبالتالي تعمد إلى استهداف الجنوب وأمنه واستقراره وتجاربه بالإرهاب والعدوان والاغتيالات والفوضى والخدمات عبر الثلاثي الحوثي والحكومة والإخوان ، وذلك بهدف ابقاءه مفتت ومتناحر وبدون أمن واستقرار واضعافه ليسهل عليها ابتلاعه وهضمه والاستمرار في نهب ثرواتها ، ولهذا السبب يستهدفون الجنوب وتلتقي مصالحهم فيه.

LEAVE A REPLY