ملف خاص: ما بعد الحسم العسكري، والحشد الشعبي، هل يوجه الانتقالي الضربة القاضية للإخوان ويعلن الاستقلال!

933

المكلا (المندب نيوز) خاص

خلال ليالي، حُسمت المعارك العسكرية لصالح قوات المقاومة الجنوبية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، ضد المعسكرات التي يسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين “حزب الإصلاح” في العاصمة عدن، عقب سنين من الانتهاكات والإساءات التي تورطت فيها القوات التي تمثل “الشرعية” والمختطفة من قبل الجماعة، لاسيما بعد استباقها للأحداث قبل عيد الأضحى ومحاولتها فرض السيطرة على عدن بوجه جديدة مستفيدةً من تواجد قوات المقاومة الجنوبية في جبهات القتال منها جبهة الضالع المشتعلة ضد مليشيات الحوثي، وتزامناً مع مقتل قائد قوات الدعم والإسناد الشهيد العميد منير اليافعي “أبواليمامة” وجنوده، في الهجوم الذي استهدف الاستعراض العسكري مطلع شهر أغسطس الجاري.

حسم عسكري:

انتصرت القوات الجنوبية، في غضون ساعات وتمكنت من السيطرة على جميع المعسكرات والالوية التي توالي جماعة الاخوان “حزب الإصلاح” وصولاً إلى السيطرة على قصر الرئاسة معاشيق -قصر اليمامة حاليا- رداً على استمرار تلك القوات في الاعتداء على الجنوبيين، اعتبارا بأن الشرعية مخترقة كلياً من قبل الإخوان، ولطالما سعت في خراب العاصمة عدن وخلخلة الاوضاع الامنية فيها.

لم تشمل الانتصارات العسكرية التي سيطرت عليها القوات الجنوبية فقط، بل أعلنت مناطق عسكرية جنوبية تأييدها الكامل للمجلس الانتقالي الجنوبي، منها المنطقة العسكرية الرابعة وكذا ألوية ووحدات عسكرية داخل وخارج عدن.

تشاورات:

دعا التحالف العربي بعد سيطرة القوات الجنوبية على كل المواقع العسكرية التي تتمركز فيها جماعة الاخوان المسلمين، إلى وقف إطلاق النار مع تسليم المواقع إلى التحالف العربي، وقبل المجلس الانتقالي الجنوبي بالدعوة كون التحالف شريك أساسي ومساهم رئيسي في تحرير الأراضي الجنوبية والشمالية من المد الإيراني والجماعات الإرهابية.

وسائل إعلامية دولية قالت إن قادة المجلس الانتقالي تبدي مرونة كبيرة لتسهيل تنفيذ المبادرة السعودية رغم أن قواتهم حققت تقدما سريعا وحاسما على الأرض، وهو ما يعكس وفق المتابعين، رغبة جدية في إعطاء دول التحالف العربي مقود القيادة لتحقيق سلام حقيقي وغير مفتعل في عدن بين مختلف مكونات المشهد، فضلا عن التأكيد على أن ما جرى في العاصمة عدن لا يجب أن يحول دون استمرار الحرب على المتمردين الحوثيين المرتبطين بإيران.

من جانبها أعلنت وزارة الخارجية السعودية، السبت، عن تشاورات دعت خلالها إلى اجتماع عاجل ووجهت دعوة رسمية إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، للمشاركة في السعودية بهدف “مناقشة الخلافات وتغليب الحكمة والحوار -كما جاء في بيانها- .

صحيفة العرب اللندنية أن الانتقالي خرج أكثر قوة ووزنا بعد الأحداث الأخيرة، ليس فقط كقوة عسكرية، ولكن وهذا الأهم كونه الطرف الأكثر استعدادا لقيادة مهمة تحجيم الحوثيين وطردهم من مواقع النفوذ التي سيطروا عليها بقوة السلاح، ما يجعله الواجهة الأقرب إلى التحالف العربي والأكثر مصداقية بعد تراجع أداء الحكومة وواجهاتها المختلفة والشكوك التي تثار حولها بشأن الأجندات التي باتت تنفذ باسمها.

قال أحمد بن فريد، ممثل المجلس الانتقالي في أوروبا، لصحيفة “الإندبندنت” إنه رغم حرصهم على المشاركة في محادثات السلام، فإنهم “لن يتراجعوا عن الدعوات بتقسيم اليمن”، مما يبدد الآمال بحل سريع للأزمة.

وقال السيد بن فريد يوم الثلاثاء “نحن نقبل الذهاب إلى الرياض لإجراء محادثات، وما زلنا ملتزمين بالتحالف، ونحن نحترم الرئيس هادي، لكننا متأكدين بأنه يخضع لسيطرة أعضاء حزب الإصلاح الإسلامي.

ويضيف” لن نتراجع عن مطالبتنا بالدولة. لن يقبل أحد اليمن الموحد. جنوب اليمن كان دولة مستقلة حتى وقت قريب جدا. لذلك نحن نريد العودة إلى بلادنا “.

حشد شعبي:

مواكبةً للانتصارات العسكرية، زحف الجنوبيين في حشود كبيرة من جميع محافظات الجنوب، والتي انطلقت الأربعاء، لعزمها المشاركة في فعالية مليونيه النصر التي تؤيد الانتصارات الاخيرة في عدن وتبارك الخطوات التي تقوم بها قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.

مسؤولي الحشد أكدوا لـ “المندب نيوز” أن هذه الحشود لأول مره تشارك بهذا العدد منذ طيلة السنوات الماضية، ففي محافظة حضرموت واجهت لجان الحشد شحة كبيرة في توفير المواصلات للثوار الجنوبيين.

وكإجراءات امنيه فإن المجلس الانتقالي اخذ الاحتياطات الأمنية العسكرية، والترتيب مع الأحزمة الامنية والنخب العسكرية في تأمين الحشود الجنوبية بساحة العروض، من أي هجوم أو ضرر سيلحق بهم من قبل المتربصين والأعداء للقضية الجنوبية.

كل الحشود الجنوبية، والآخرين الذين في المهجر يرون أن لا مستقبل ليمن موحد، بل المستقبل الوحيد هو اليمن المنقسم، وقد طالبوا بالعودة إلى حدود شمال وجنوب اليمن، قبل توحيد البلاد لأول مرة في عام 90.

وفي صباحية الخميس 15 أغسطس، هبّ الجنوبيين من كل المحافظات إلى ساحة العروض لتكتظ بالجماهير في ساعات الصباح الأولى، وهم يهتفون بهتافات شعبية جنوبية تريد الاستقلال وفك والارتباط عن اليمن الشمالي.

ضربة قاضية:

ما بعد إسقاط الاخوان في العاصمة عدن، يرى المراقبون ان الانتقالي قد وجه ضربة قاضية لجماعة الإصلاح في الجنوب انطلاقاً من كسر شوكتهم في عدن، وافشال مشروعهم الذي كانوا ينوون فيه السيطرة على الجنوب وذلك لاختراقهم شرعية “هادي” وامتلاكهم مناصب تمكنهم من الشروع في التحرك بصفة رسمية لتسهيل مهامهم الإرهابية.

فيما يرون آخرين ان الضربة القاضية لتدمير الإخوان قد بدأت من عدن، وستستمر في كل المحافظات الجنوبية عبر توقيف نشاطات الحزب كاملاً، وحظره من الاراضي الجنوبية، وكذا محاربة زعمائه الذين سيسعون إلى خلخلة الاوضاع عبر قواتهم المنخرطة في القوات الحكومية، وأخرى تنظيمات خارجة عن القانون ترعاها جماعة الإخوان.

استقلال:

ما بين كفاح سلمي وحراك شعبي، استمر الجنوبيين منذُ أعوام مطالبين باستقلال أراضيهم، حتى أثمر ذاك النضال مؤخراً بعد تفويض الانتقالي الجنوبي وإعلان عن بسط مجلسه الانتقالي نفوذه على مؤسساته السيادية التي اختطفت من قبل الإخوان.

أصدر الجنوبيين في صباحية الخميس، على غرار فعالية مليونية الثبات والتمكين بيانً طالب المجتمع الدولي ودول التحالف العربي، بتسليم إدارة الجنوب للجنوبيين ممثلاً بقيادته في المجلس الانتقالي الجنوبي، مطالبين باحترام إرادة شعب الجنوب كونه الشريك الأساسي في التحالف العربي في مجابهة المد الفارسي بالمنطقة ومكافحة الارهاب نحو تحقيق أهداف التحالف العربي واستقرار، معلنين عن تأييدهم المطلق لما قامت به المقاومة الجنوبية في حماية الشعب وبسط الأمن والاستقرار في ربوع العاصمة عدن باعتبار ذلك اجراء ضروري لابد منه لتطهير عدن من الإرهاب والعناصر المتطرفة.

وكما طالب الجنوبيين بسرعة تطهير المناطق التي يسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين، منها مناطق وادي حضرموت التي تشهد انفلاتاً امنياً غير مسبوق، وتسيطر فيها جماعة الإخوان المسلمين “المنطقة العسكرية الأولى” والتي تتلقى أوامرها من علي محسن الأحمر.

وفي حالة ترقب تحاط بالجميع، حول المرحلة القادمة مابعد القبول ببيان التحالف من قبل الانتقالي الجنوبي، وكذا المشاورات التي دعت اليها السعودية، تزامناً مع مليونية شعبية في العاصمة عدن، وماذا سيحدث، هل ستدعم الدول عزيمة الجنوبيين ومطالبهم في تحقيق أهدافهم التي يسعون اليها، ام ستقف مجدداً في وجه الشعب الجنوبي منفذةً رغبات الشمال الذي يسيطر عليه مليشيات الحوثي الإنقلابية.

LEAVE A REPLY