في الذكرى الـ4 لخيانة التحالف.. قطر و«الإخوان» والحوثيون أضلاع الغدر في «صافر»

543

المكلا (المندب نيوز) الخليج

سيظل يوم الرابع من سبتمبر /‏ أيلول 2015 شاهداً حياً على خيانة تعرض لها معسكر التحالف العربي في منطقة «صافر» بمحافظة مأرب. ولكن ذلك الحادث الأليم كان دافعاً قوياً لاستمرار التحالف في مهمته السامية وإصراره على تحرير المناطق من ميليشيات الحوثي الانقلابية وعناصر تنظيم القاعدة. ومع مرور السنوات بدأت تتكشف بعض خيوط تلك الخيانة ومنها تورط إخوان اليمن، ممثلين في حزب «الإصلاح» المدعوم من قطر التي كانت في ذلك الوقت ضمن التحالف قبل طردها منه.

الحادثة المفاجئة في آن واحد، استشهد فيها 45 جندياً إماراتياً و10 سعوديين و5 بحرينيين، و32 جندياً يمنياً، مثلت ضربة غادرة للتحالف العربي، وذهبت عدد من المواقف والتعليقات إلى التوهم بأن التحالف وبعد أشهر من انطلاقه، مارس 2015، ربما سيغير من استراتيجيته أو تكتيكاته لجهة خفض التعاطي من الانقلاب على الشرعية، غير أن كل تلك الأوهام سقطت وخابت، إذ سرعان ما مضى التحالف، بعد تشييع شهدائه وتطبيب جرحاه، إلى هدفه الذي لبى نداء اليمنيين من أجله.

وتالياً للهجوم الصاروخي الغادر استعرت «العاصفة» بوجه الانقلابيين الذين تعرضوا إلى ضغط عسكري غير مسبوق عبر قصف طيران التحالف العربي ونشاط المقاومة على الأرض، وهو ما أوقع في صفوفهم خسائر كبيرة، بدت واضحة خلال الأيام التالية، عقب الهجوم الغادر.

وعند مراجعة الوقائع والأحداث في مسيرة «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، منذ الانطلاق حتى الآن نجد أن حادثة «صافر» مثلت أكبر خيانة تعرضت لها قوات التحالف، ليس لجهة سقوط عدد من الشهداء فحسب، في دلالة المكان المستهدف والمحافظة، التي كان من المؤمل أن تكون المنطلق السريع لاستهداف رأس الانقلاب في العاصمة اليمنية صنعاء، فمأرب هي الأقرب ومثلت مركز تجمع عسكري ميداني مهماً لقوات التحالف العربي والشرعية، وأجزاء كبيرة منها لم تكن بيد الانقلابيين.

صبيحة يوم ال 4 سبتمبر 2015م دوى انفجار كبير في معسكر اللواء 107 مشاة بمنطقة «صافر» في محافظة مأرب شمالي اليمن، عقب قصف مخزن الأسلحة من قبل الانقلابيين بصاروخ أرض – أرض نوع توشكا أطلق من صحراء محافظة شبوة، طبقاً للأنباء حينها.

ومعسكر «صافر» كان التحالف العربي قد أوصل إليه دعماً عسكرياً كبيراً، مؤلفاً من مئات المدرعات والدبابات ومختلف التجهيزات العسكرية، فضلاً عن آلاف اليمنيين الذين جرى تدريبهم في معسكر بمحافظة شرورة السعودية، في منطقة نجران.

في اليوم التالي للحادث مباشرة، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، أن ما وصفتها ب «خيانة عسكرية» كانت وراء الهجوم الصاروخي على معسكر التحالف في «صافر»، مصدرها محافظة شبوة.

وقال بيان للوزارة حينها، إن «الهجوم الصاروخي على المعسكر ومخازن الأسلحة ب «صافر»، كان بسبب خيانة من قبل أفراد وضباط أعلنوا ولاءهم للشرعية، ولكنهم ما زالوا يدينون بالولاء للحوثيين». واعترف البيان ب «وجود خطأ» في تقدير الموقف بالنسبة لتحرير شبوة التي اتضح أن الصاروخ انطلق منها، وليس من محافظة مأرب، موضحاً أن هذه الحادثة تؤكد أن محافظة شبوة لم تحرر بعد.

الخيانة التي استهدفت قوات التحالف العربي، لم تمحَ بعدُ من الذاكرة، ولأهمية المكان الذي جمع فيه أبرز الوحدات والأسلحة النوعية للاستمرار في محاربة الانقلابيين، ومع كل ذكرى سنوية لهذه الواقعة، تصب القراءات في تأكيد خيانة أطراف محسوبة على قوات الشرعية ودويلة قطر، التي كانت ضمن التحالف وطردت عقب الواقعة، وهو ما يدلل على ما أنجزته معاودة الانطلاق في مهمة التحالف عقب طرد قطر من قوامه.

حادثة معسكر «صافر» وطبقاً لقراءات الكثير من الخبراء كشفت للجميع عن خيانة قطر، وحقيقة الدور القذر الذي لعبته خلال مشاركتها في التحالف العربي، وكان لطرد الأخيرة منه أثر سلبي واضح في ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً، بعد أن فقدت مصدراً مهماً في الحصول على معلومات مسربة من أروقة التحالف، واستخدامها لتحقيق مكاسب ميدانية، فضلاً عن تعزيز كبير لقدرات التحالف العربي على صعيد العمليات العسكرية، الأمر الذي تسبب في توالي هزائم ميليشيات الحوثي، وتحرير ما يقارب ال 80% من الأراضي اليمنية من قبضتها. ولم يكن غريباً أن تعمل قطر ضد التحالف والشرعية في اليمن، طالما أنها تدعم في الخفاء في ذلك الوقت، الحوثيين. وترتبط بعلاقات وثيقة مع حزب الإصلاح وقياداته السياسية والعسكرية في اليمن عموماً ومأرب خاصة، والتي مثلت وما زالت تمثل معقلاً للحزب ولعناصر وقيادات تنظيم القاعدة، التي يرعاها في المحافظة، منذ ما قبل الحرب، وهو أمر ليس خافياً على أحد.

كان واضحاً منذ العام الأول للحرب، أن حزب الإصلاح يريد الإبقاء على محافظة مأرب مركزاً سياسياً وعسكرياً وأمنياً له، حيث تتوافر فيه الأرضية الملائمة لتحركاته ولتشديد قبضته على قوات جيش الشرعية المرابط فيها، من دون حراك لمواجهة الانقلابيين الحوثيين، بينما يشغل جبهة صرواح غرب المحافظة بالمناوشات المتقطعة من دون تحقيق تقدم ميداني فاعل.

وطبقاً لذلك، فإن حزب الإصلاح لم ولن يسمح بتواجد مؤثر لقيادة وقوات التحالف العربي في مأرب، أو على الأقل الإبقاء على واقع الحراك القيادي والميداني العسكري مراوحاً في مكانه، والتحرك وفق شروطه ومصالحه الآنية والمستقبلية، في سياق رسم وتسوية الملعب حالياً والأهم لما بعد انتهاء الحرب، في انتهازية واضحة غير قابلة للشك، أثبتتها الأحداث المتلاحقة خلال سنوات الحرب، وكانت حادثة «صافر» إحدى دلالاتها، ليبقى الإصلاح متسيداً هناك، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.

خيانة «صافر» لم تفت في عضد التحالف، بل زادها ذلك الحادث الأليم تماسكاً وحزماً في دعم الشرعية باليمن. كما لم تفلح تلك الخيانة في تشتيت جهوده ليحيد عن مواجهة الهدف الأصلي، وهو القضاء على الانقلاب، غير أن قراءات المحللين والكتاب والمتابعين، فضلاً عن نشطاء المجتمع في مواقع التواصل الاجتماعي، كانت اللافتة الكبرى للحديث والبحث عن الخيانة وتسديد السهام لمن يقف خلفها.

وفي قراءة لتلك التحليلات وردود الفعل على خيانة التحالف، سنجد أن الأدلة تتجه في الأغلب وبالتأكيد إلى تورط قطر وإخوان اليمن في الوقوف خلف استهداف معسكر «صافر»، آنذاك، لاستهداف قوات التحالف والحد من تحركها انطلاقاً من مأرب بالقوة اللازمة.

وبالقدر الذي سجلت ساحات اليمن بطولات وتضحيات قوات التحالف العربي، وفي المقدمة منها بطولات القوات الإماراتية، انكشفت فيها الخيانة والمكر من قبل قطر وإخوان اليمن والمواقف السلبية لنخب يمنية لها أجنداتها المختلفة، تسببت كلها في إطالة أمد الحرب، إلى جانب الرابحين من الأزمات في البلاد، وهو الأمر الذي يقتضي كشف المستور وإجلاء الحقائق لرسم مستقبل أمام لليمنيين، بعد الكارثة التي حلت بهم جراء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، ثم بسبب طاعون «الإصلاح» المدعوم من قطر.

LEAVE A REPLY