التحالف العربي يؤكد التزامه بالتهدئة في جنوب اليمن

330

رحّبت السعودية والإمارات باستجابة الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي لدعوة المملكة للحوار، لما سيضمنه الحوار من خطوات عملية ستفضي إلى إنهاء الأزمة في محافظات عدن وأبين وشبوة. كما دعا البلدان الراعيان للحوار الطرفين المتنازعين إلى أهمية التوقف عن القيام بأي تحركات أو نشاطات عسكرية أو القيام بأي ممارسات أو انتهاكات ضد المكونات الأخرى أو الممتلكات العامة والخاصة.

المكلا (المندب نيوز) صحف

 وصف سياسيون يمنيون البيان المشترك الصادر عن السعودية والإمارات، الأحد، حول تطورات حوار جدة، بأنه يفضح الخطاب المتشنج لبعض الأطراف في الحكومة اليمنية التي دأبت على نفي وجود أي حوار بين الانتقالي والحكومة بأي شكل من الأشكال.

واعتبر مراقبون البيان تأكيدا على واحدية الرؤية السياسية لدول التحالف العربي تجاه الملف اليمني والتداعيات الأخيرة التي شهدتها عدن وأبين وشبوة، بالرغم من محاولات الإعلام الإخواني إظهار وجود تباين في الموقفين السعودي والإماراتي.

وأكد البيان المشترك الصادر عن حكومتي السعودية والإمارات استمرار كافة جهودهما السياسية والعسكرية لاحتواء تلك الأحداث، والإشارة إلى عملهما المشترك “وبتنسيق وثيق مع مختلف الأطراف على متابعة الالتزام بالتهدئة ووقف إطلاق النار، والتهيئة لانطلاق الحوار بشكل بناء يساهم في إنهاء الخلاف ومعالجة آثار الأزمة”.

وأعرب البيان عن ترحيب الدولتين “باستجابة الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي لدعوة المملكة للحوار”، وتشديدهما “على ضرورة استمرار هذه الأجواء الإيجابية والتحلي بروح الأخوة ونبذ الفرقة والانقسام، لما يمثله ذلك من خطوة رئيسية وإيجابية لإنهاء أزمة الأحداث الأخيرة في محافظات (عدن، أبين، شبوة)”.

ترحيب السعودية والإمارات باستجابة الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي للحوار يؤكد تطابق الرؤية السياسية لدول التحالف

كما أكد البيان على “أهمية التوقف بشكل كامل عن القيام بأي تحركات أو نشاطات عسكرية أو القيام بأي ممارسات أو انتهاكات ضد المكونات الأخرى أو الممتلكات العامة والخاصة، والعمل بجدية مع اللجنة المشتركة التي شُكلت من التحالف (المملكة والإمارات) والأطراف التي نشبت بينهما الفتنة، لمراقبة وتثبيت وقف الأعمال والنشاطات العسكرية وأي نشاطات أخرى تقلق السكينة العامة ووقف التصعيد الإعلامي الذي يُذكي الفتنة ويؤجج الخلاف بجميع أشكاله ووسائله، والتعاطي بمسؤولية كاملة لتجاوز هذه الأزمة وآثارها وتغليب مصلحة الشعب اليمني الذي ينشد الأمن والاستقرار وتوحيد الصف”.

وفيما سارع المجلس الانتقالي الجنوبي للترحيب بالبيان، لم يصدر أي موقف حتى ساعة كتابة الخبر عن موقف الحكومة اليمنية التي طغت على مواقفها حالة الارتباك التي كشفت عن حالة تجاذب وصراع داخل مراكز القوى في الشرعية وهيمنة الخطاب الرافض لحوار جدة الذي يصدره حزب الإصلاح من داخل مؤسسات الشرعية.

وعلق الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي على البيان المشترك بالقول: “طالما كان الحوار والسلام هو المسار الذي طالب به المجلس الانتقالي الجنوبي منذ اليوم الأول، إيماناً بأنه الوسيلة الأفضل والأقوى للوصول إلى حلول عادلة لكافة الملفات والقضايا العالقة، بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، والمصالح العليا لشعبنا الجنوبي”.

وفي تصريح لـ”العرب” وصف القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح، البيان بالمتزن والعقلاني، مشيرا إلى أنه يعكس اهتمام وحرص دول التحالف (المملكة والإمارات) على التهدئة وتوحيد الجبهة لمواجهة الخصم الأساسي المتمثل بجماعة الحوثي.

وأضاف: “الأشقاء في التحالف بذلوا جهداً كبيرا للوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة وعلى كل الأطراف أن تقدر ذلك وأن تعمل بجدية لتجاوز المشكلات القائمة واحترام إرادة المجتمعات المحلية في تقرير مصيرها ونعتقد أن الأهم هو التزام الشرعية وأجنحتها بما جاء في البيان والانخراط في حوار هادف وبناء ووقف التصعيد على الأرض”.

ولفت صالح إلى أن الانتقالي استجاب لدعوة الحوار دون شروط ولا توجد لديه إشكالية في مناقشة أي قضايا كما أنه ملتزم بوقف التصعيد على الأرض، وأن الكرة الآن في ملعب الشرعية التي ينبغي عليها أن تبدي نوايا صادقة لإنجاح الحوار وبالتالي إنجاح جهود التحالف ومعركتهم في مواجهة الميليشيات الحوثية. حد قوله.

وكشفت مصادر مطلعة لـ“العرب” عن مساع يقوم بها التحالف العربي بقيادة السعودية لتطبيع الأوضاع في المحافظات الجنوبية المتوترة، بهدف تهيئة المشهد لحوار مباشر بين الحكومة والمجلس الانتقالي.

وفي هذا السياق أكدت المصادر دخول قوة من التحالف العربي ترافقها أطقم وعربات تابعة لقوات النخبة الشبوانية إلى عتق عاصمة محافظة شبوة خلال اليومين الماضيين قبل أن تتجه هذه القوات إلى معسكر العلم شرقي عتق التابع للتحالف العربي.

وقبل الخطوة الجديدة، أفادت الكثير من المراجع السياسية بأن الوفد الحكومي الذي يسيطر عليه حزب الإصلاح الإخواني كان يسعى، قبل مد يده للحوار، إلى إعادة المواقع التي خسرها في المعارك الأخيرة في محافظات عدن وأبين وشبوة. وأنه كان يخطط، عبر محاولة إملائه عدة شروط، لمواصلة تشديد قبضته على المؤسسات الحكومية.

LEAVE A REPLY