الحرب الوهمية بين الحوثي والشرعية مقال لـ وليد بامرحول

415

عندما نعود بالذاكرة للوراء ونتذكر أحداث الماضي وحوادثه يتضح لنا ماهية هذه الحرب التي طال أمدها وتحول هدفها، وكيف ومتى تم ذلك التحول.
عندما كانت الشرعية (شرعية) وقبل أن يتم الإلتفاف حولها والتسلق عليها من قبل قيادات في حزب الإصلاح، كانت هناك تحركات على الأرض وكانت تحقق إنتصارات حقيقية حيث وصلت إلى مشارف صنعاء فكانت فيه حرب حقيقة تدور رحاها بين الحوثي والشرعية في الشمال والحوثي والمقاومة الجنوبية في الجنوب، نتحدث عن تلك الشرعية في حقبة نائب رئيس الجمهورية الأستاذ خالد بحاح، ولكن عندما تسلق الإخوان على الشرعية تحولت هذه الحرب في الشمال إلى حرب لإستنزاف التحالف بإتفاق حوثي إخواني وتحت غطاء الشرعية، فالشرعية ليست هي الشرعية التي كانت عليه عند قيام عاصفة الحزم بل تم الإنقلاب عليها بأقالة خالد بحاح وتعيين علي محسن الأحمر نائبًا للرئيس، فكانت نتائج هذا الإنقلاب توقف وتعطل الجبهات في الشمال بينما أكملت المقاومة الجنوبية مسيرها حتى حققت النصر وحررت الأرض.
فمكثت قوات الشرعية في التباب والهضاب في نهم وصرواح ولم تتقدم شبر واحد باتجاه صنعاء بحجة عدم السماح لهم من قبل قيادة التحالف.
ظلت المملكة والإمارات تبني جيش يمني في مأرب ودعمته بكل وسائل الدعم ولمدة خمس سنوات وكان الهدف من كل ذلك الدعم هو عودة صنعاء لحاضنها العربي التي كانت عليه قبل إجتياحها.
نعم هي حرب وهمية بين الحوثي والشرعية المخترقة من قبل حزب الإصلاح، فعندما كانت القوات الإمارتية متواجدة في مأرب حصل تواطئ من قبل بعض قيادات الشرعية المحسوبة على الإصلاح وبدعم قطري حيث تم إرسال إحداثيات لمواقع تواجد قوات التحالف وحدث ما حدث في حادثة 4 سبتمر 2105  الشهيرة وراح ضحيتها مايقارب 45 شهيد إماراتي.
ظلت الميليشيات الحوثية تضرب عدة مواقع في مأرب بصواريخ بالستية وكان لتواجد الباتريوت الإماراتي دور كبير في صد الكثير من هذه الصواريخ، وعند رحيل الباتريوت الإماراتي لم نسمع أن الحوثي استهدف مأرب ولو بطمش مما يدل على التنسيق مابين الحوثي وقيادات الإصلاح للضغط على الإمارات من أجل رحيلها من مأرب.
وبينما كنا نسمع الحجج الواهية التي تتعذر بها الشرعية للتقدم نحو صنعاء إذا بنا نرى تلك القوات وهذا الجيش العرمرم الذي تم تشكيل وحداته وتدريبه وتجهيزه في خمس سنوات نراه يجتاح الأراضي الجنوبية ووصل إلى مشارف أبين في دلالة واضحة على أن هذه القوات لم تشكل لتحرير صنعاء بل لحماية مايسمى بالوحدة، فطالما والحوثي لم يهدد وحدة اليمن فلسان حال الشرعية يقول (لماذا نقاتل الحوثي الذي يشترك معنا في الهدف وهو وحدة اليمن ونترك قوات المجلس الإنتقالي الجنوبي تتمدد في الجنوب وربما تعلن الإستقلال).
فالحرب ليست حرب بين الحوثي والشرعية بقدر ماهي حرب لإستنزاف التحالف من جهة وإستنزاف القدر الأكبر من ثروات الجنوب من جهة أخرى، هذه الحرب دخلت فيها أطراف دولية كتركيا وقطر لدعم حلفائهم في حزب الإصلاح، فهل يعي التحالف ذلك؟
نتمنّى من قيادة التحالف أن تدرك الخطر الذي يحيط بها ومن قوى لاتزال تقدم لها الدعم اللوجستي تحت غطاء الشرعية، ونتمني كذلك أن لا يصل التحالف العربي للمرحلة التي وصلت لها القوات الأمريكية في العراق حيث سلمت بغداد لقوى موالية لإيران التي أصبحت تشكل تهديد للمصالح الأمريكية في المنطقة، وحتى يتم إستعادة بغداد مرة أخرى فتحتاج أمريكا لميزانية تعادل تلك الميزانية التي أسقطت بها بغداد من يد صدام حسين ونظامه.
فهل يدرك التحالف ذلك الأمر؟
فلو استمر التحالف بالسير في الطريق الذي يسير عليه الآن ودعمه للشرعية المختطفة والتي لاترى من السعودية إلا عدو تريد إستنزافه والاستفادة منه لتنفيذ مخططات قطرية تركية سيجه نفسه أمام واقع مر في المرحلة القادمة، واقع قد يفرض نفسه ويعيد الأمور إلى نقطة البداية وكأن شيء لم يكن.
هناك مخطط قطري تركي بتعاون إصلاحي لتشكيل تحالف يوازي ذلك التحالف العربي، وقد يتطور إلى إنشاء قواعد عسكرية تركية في اليمن ومياهه الإقليمية في السواحل الجنوبية.
ومن أجل تدارك هذا الأمر لابد أن تتواجد قناعة لدى دول التحالف بإعادة هيكلة الشرعية وتغييرها تغيير جذري وإبعاد بعض المتنفذين فيها خصوصًا من لهم إرتباط بحزب الإصلاح الإخواني، ولابد من إشراك قيادات المؤتمر الشعبي العام واعطائهم دور كبير وصلاحيات واسعة تجحم من دور قيادات الإصلاح في حال بقائهم في هذه الشرعية.
وكذلك تسليم الجنوب للمجلس الإنتقالي وقواته لإدارته والحفاظ على أمنه وإستقراره والقضاء على عناصر تنظيم القاعدة فيه، لحين تحرير صنعاء وبعدها يتم الدخول في حوار حقيقي براعية التحالف العربي لإيجاد حل جذري للقضية الجنوبية التي تعتبر أهم قضية في المنقطة في الوقت الراهن.
أن الإنتصارات التي يقوم بها أبطال القوات المسلحة الجنوبية هذه الأيام في جبهات شمال الضالع وصولًا إلى عمق محافظة إب اليمنية ترسل رسالة للتحالف العربي مفادها أن الحوثي أضعف مما يتصوره الجميع وأن قوته الوهمية إستمدها من مواقف الشرعية المتخبطة التي أوقفت جبهات القتال معه، وأوهمت التحالف أن الحوثي قوة لا يمكن مواجهتها بشكل مباشر حيث أنه يمتلك منظومة قتالية عالية ومتطورة، ولكن أبطال القوات الجنوبية أثبتوا للعالم كذب إدعى الشرعية وأن الحوثي لايستطيع أن يصمد ساعات قليلة أمام أي قوة يواجهها في حرب حقيقية وليس وهمية، هذه الإنتصارات لقواتنا الجنوبية وضعت الشرعية في موقف محرج جداً أمام التحالف العربي وأمام المجتمع الدولي إذ كيف سيكون موقفها وهي تشاهد من توهم نفسها وغيرها فيه أنه جيش يمتلك منظومات متطورة وهو يتقهقر أمام قوات جنوبية وصفوها بأنها (ميليشيات) وبأدوات بسيطة لا يمكن مقارنتها بتلك الأدوات والقوات التي يمتلكها الحوثي ويمتلك مايسمى بالجيش الوطني.

LEAVE A REPLY