تقرير خاص: حوار جدة الخيار “المُر” للحكومة .. ما بين التوقيع لتقليص النفوذ او الرفض لمواجهة التحالف والمجتمع الدولي

545

المكلا (المندب نيوز) تقرير خاص

وضع حوار جدة الذي تبنته المملكة العربية السعودية . الحكومة اليمنية او ما يطلق عليها ( الشرعية ) ما بين ( المرّ او العلقم ) وحشرها زاوية ضيقة وضعت نفسها فيها بمواقفها المشبوهة التي باتت جلية امام العالم أجمع.

واصبحت الشرعية ما بين خيارين إما الرضوخ للواقع في الجنوب وتقليص نفوذها بالتوقيع على وثيقة حوار جدة برعاية السعودية او رفض التوقيع والدخول في موقف لا تحسد عليه مع المجتمع الدولي وقبل ذلك مع السعودية الراعية والداعمة لتلك الشرعية.

وتعاني الشرعية اليمنية من انقسامات شديدة ومواقف جعلها في حالة مزرية حشرتها في زاوية ضيقة جعلت كل خيارات بقاء تلك الشرعية غير متوفرة بعد انكشاف ان من يمثل الشرعية هم مجرد جماعة تتاجر بالحرب وتزيد من معاناة الشعب اليمني وعاجزة او خائنة للتحالف العربي في مواجهة المليشيا الايرانية الحوثية.

مصير الشرعية في حال التوقيع او عدم التوقيع

أظهر حوار جدة مدى الهشاشة التي تدير بها الشرعية المعركة في اليمن وكذا اشباب فشل احداثها أي انجازات في المحافظات المحررة. حيث المؤكد ان الشرعية لا تسعى لأي استقرار ولا لإيقاف الحرب وكذا لا تسعى لاسقاط مليشيا الحوثي الايرانية.

ومن حوار جدة يتضح ان الشرعية ترفض التوقيع وتحاول وضع اشتراطات غير منطقية لابقاء مصالح الفاسدين الذين اعاقوا معركة التحالف منذ خمس سنوات وتسببوا في معاناة لا تنسى للشعب في جنوب اليمن وشماله.

لكن الشرعية اليوم واقعة في أسوأ حالة لم تمر عليها من قبل  حيث انها في حال وقعت على حوار جدة تصبح مجرد نصف شرعية وتكون في طريقها للزوال وفقا لرؤية دولية متفق عليها الجميع في هذا الجانب مثلما تتضمن اتفاقية حوار جدة الحقيقية التي لم تنشر بعد وتضمنت بنوداً تم التوافق عليها دوليا لتقليص سلطة الشرعية في الجنوب ومنحها للمجلس الانتقالي الجنوبي وليست تلك المسودة التي نشرتها وسائل اعلام الاخوان المسلمين والتي اوردت مزاعم انها حصلت على مسودة حوار جدة.

وفي اتجاه اخر ففي حال رفضت الشرعية التوقيع على نتائج حوار جدة فذلك يضعها في مواجهة المجتمع الدولي مباشرة . وقبل ذلك مواجهة مع المملكة العربية السعودية التي ترعى تلط الشرعية وتدعمها وتدافع عنها .

وتقول مصادر سعودية ان المملكة السعودية قادرة على ايجاد شرعية بدلية عن شرعية هادي الذي اصبح رئيس تتحكم به أمزجة وأهواء حزب الاصلاح الذي يعمل على طعن التحالف العرب وخيانته تلبية لأجندات قطر وتركيا والتيار الاخواني الموالي منذ القدم للمرجعيات الايرانية المتعاقبة على حكم ايرام.

حوار جدة يكشف حقائق عصابة وليس شرعية

حوار جدة اظهر للعالم حقيقة الشرعية الهشة التي تحولت الى عصابة للنهب والفساد واشعال حروب اخرى كلما بدأت مؤشرات السلام تبرز في اليمن وكلما حقق المجتمع الدولي اختراقاً لتثبيت وقف اطلاق النار وخوض مشاورات سلام حقيقية.

ففي حوار جدة لا تزال الشرعية تفكر بعقلية الربح والخسارة للقيادات والمسؤولين من حيث المصالح الشخصية وكم نصيب كل واحد منهم من الاموال . ولم تفكر بالحال التي يعيشها الشعب في المحافظات المحررة والمعاناة التي تطالهم نتيجة فشل الحكومة الشرعية في تقديم ابسط الخدمات للمواطن الذي يعيش حالة مجاعة كبيرة وانهيار اقتصادي مريع.

وترفض الشرعية ممثلة بـ( عبدربه منصور هادي) توقيع نتائج حوار جدة الذي اشرفت عليه وقادته السعودية وذلك ليس لسبب غير لان حزب الاصلاح ( اخوان اليمن) غير راضي عن ايقاف الحرب وغير مؤمن بعملية السلام أي كان نوعها وشكلها خاصة فيما يتعلق بالجنوب واستقرار الوضع فيه ونجاح مكافحة الارهاب.

الشرعية عدوة السلام

يتضح من خلال عرقلة الشرعية لحوار جدة انها اصبحت حجرة عثرة امام المساعي الدولية للسلام في اليمن سواء من حيث ايقاف الحرب الجارية منذ خمس سنوات. او معالجة وايقاف الأزمات في المحافظات المحررة بالجنوب.

ويؤكد موقف الشرعية اليمنية في حوار جدة أنها لا تسعى للسلام ولا يوجد ذلك في قاموس قياداتها الذين يرون من إطالة الحرب فرصة للنهب واخفاء الدعومات المختلفة المالية او الدعم بالسلاح والعتاد لأجل تحرير صنعاء، كما يرون ذلك فرضة للفساد  وتبديد اموال الشعب دون حسب او رقيب.

ويرى مراقبون ان الشرعية من اساسها لم تعد تمثل الشعب اليمني لا في شمال اليمن ولا جنوبه ولكن تمثل نفسها واحزاب انتهازية تتاجر بإطالة امد الحرب الشاملة باليمن بل وتسعى لفتح حروب داخل الحرب الشاملة وتعقيد الحلول وتفخيخها للمستقبل..

LEAVE A REPLY