تقرير خاص: «الإنتقالي» “نجاح كبير”.. من ساحات الجنوب، حتى طاولة الملوك

3367

الرياض (المندب نيوز) خاص

حقق المجلس الانتقالي الجنوبي نجاحا كبيرا على الصعيد السياسي رغم حداثة ولادته، وذلك عقب إجراء مراسيم توقيع الرياض الذي دعت اليه الشقيقة المملكة العربية السعودية، بحضور دول عربية وأجنبية على رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة.

التوقيع الرسمي الذي تم يوم الثلاثاء الماضي بين الحكومة اليمنية، و “المجلس الانتقالي الجنوبي”، بعد تأجيلها مرتين، إذ وقع الاتفاق من جانب الحكومة اليمنية سالم الخنبشي نائب رئيس الوزراء، ومن جانب المجلس الانتقالي الجنوبي العضو في هيئة رئاسته ناصر الخبجي، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وعدد من سفراء الدول، والمبعوث الأممي لدى اليمن.

إنتصار:

يقول المواطنون لـ”المندب نيوز” أن اتفاق الرياض، يعد انتصاراً استراتيجياً للقضية الجنوبية، مشيرين بأن هذا الحدث التاريخي أعطى للمجلس الانتقالي حق تمثيل الشعب الجنوبي في المحافل الدولية وبموجب مخرجات اتفاقية الرياض يتمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من قيادة وإدارة المحافظات الجنوبية وانتزاع حقوق الجنوبيين.

وعبر المواطنون عن فرحتهم بما يعتبرونه انتصارا عظيما للقضية الجنوبية و تمهيدا لخطوات قادمة تصل بشعبنا وقيادتنا الى فك الارتباط و استعادة الدولة الجنوبية و الخلاص من الوحدة المشؤمة التي عانى منها شعبنا العربي الجنوبي طوال سنوات من الظلم و الاضطهاد و القتل و سلب حقوقهم من قبل قوى النفوذ والاحتلال اليمني.

من جانبه يعلق رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت الدكتور محمد جعفر لـ”المندب نيوز” على نجاح افاق الرياض مؤكداً بأن الانتقالي منذ البداية، يقارب المشهد الجنوبي من زاوية منفتحة واسعة غير منغلقة، تحدد النظرة إلى أي مكون او هيئة أو مجلس من خلال الموقف من قضية الوطن الجنوبي والدولة الجنوبية المستقلة، مشيراً بأن لا خلاف مع من يعمل على تحقيق هذا الهدف المعبر عن الإرادة الجمعية لشعب الجنوب الحر ، دون أي التفاف عليها بالمناورات والمغالطات والمخادعات السياسية لإعادة الجنوب إلى باب اليمن تحت أي صيغة من الصيغ التي تريد تحسين شروط البقاء تحت الاستلاب السياسي والاقتصادي والثقافي.

حدث تاريخيا خالدا:

وصف الباحث والمحلل العسكري العميد ركن ثابت حسين صالح أن اتفاق الرياض حدث تاريخي في مسار الحرب والسلام باليمن، لافتاً إلى أن التأييد والحضور العربي والدولي أسهم في نجاح هذا الحدث المفصلي والذي سيدفع نحو تحقيق السلام الذين ينشده أبناء اليمن منذ سنوات طويلة.

وأضاف أن «توقيع اتفاق الرياض يؤسس لشراكة قوية بين المجلس الانتقالي وسلطة الشرعية والتحالف لتأمين استقرار الجنوب ومواجهة استحقاقات الخدمات والرواتب والإغاثة وإعادة البناء، وفي نفس الوقت تنسيق الجهود باتجاه استعادة الشرعية اليمنية في الشمال الذي لا يزال تحت سيطرة الحوثيين».

وقال العقيد ثابت إن نجاح اتفاق الرياض على أرض الميدان سيمكن وسيدفع بشكل كبيرة نحو الحل النهائي للحرب التي لا تزال تطحن في أبناء اليمن وتدمر كل مقدراته ومكتسباته.

فيما أكد محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء ركن فرج سالمين البحسني أن توقيع الاتفاق يعد يوماً تاريخياً خالداً في ذاكرة الشعب اليمني، كونه خطوة متقدمة لتحقيق العدل والمساواة وسيسجل في صفحات التاريخ السياسي في رأب الصدع الداخلي في الوطن.

وحول الدور الإماراتي في إنجاح الاتفاق قال “البحسني”: إن «الأشقاء في الإمارات يثبتون أنهم حليف استراتيجي وعضد قوي مع المملكة العربية السعودية في تحالفهما العربي الأصيل لنصرة الحق».

ترحيب دولي:

ولاقى اتفاق الرياض، ترحيبا دوليًا كبيرًا، حيث أشاد به المبعوث الأممي مارتن غريفث، والجامعة العربية، والحكومات في كل من الكويت ومصر والبحرين.

من جانبه، قال الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، في تغريدة له على تويتر رصدها “المندب نيوز”، إنه يثمن “الجهود الكبيرة التي قامت بها الشقيقة المملكة العربية السعودية في توحيد الصف اليمني ودورها المحوري في التوصل إلى اتفاق الرياض”، معربا عن امنياته في أن “يعم الخير والسلام ربوع اليمن وأن ينعم شعبه بالأمن والاستقرار والتنمية”.

كما عبر خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي، في تغريدة له على تويتر، عن تقدير بلاده لـ”التجاوب المثمر من فخامة الرئيس اليمني ووفد الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذين وضعوا مصلحة الشعب اليمني فوق كل اعتبار، وللدور الإيجابي للأشقاء في الإمارات للتوصل إلى اتفاق الرياض”.

مؤملين بان يكون هذا الاتفاق فاتحة خير لبدء التعاطي الايجابي مع قضية شعب الجنوب من قبل دول الاقليم والعالم خصوصا وان “الشرعية اليمنية ” المعترف بها دوليا قد اعترفت بهذا التوقيع بالمجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لشعبنا في اية خطوات قادمة تستوجب حضور الجنوب كطرف اساسي في معادلة الحرب والسلام بهذه المنطقة.

وأشاد رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي باتفاق الرياض قائلاً ان اتفاق الرياض خطوة عظيمة في مسار حل الأزمة اليمنية”، مؤكدا على أن “الاتفاق يرسخ الاستقرار والسلام في المنطقة”​​​.

مكاسب جنوبية:

نجح المجلس الانتقالي الجنوبي من تحقيق مكاسب عدة من اتفاق الرياض بغض النظر عن بعض النقاط الغير مهمة في سياق إتفاق جدة، والتي لا يعتد بها بمقابل ما حققه المجلس الانتقالي الجنوبي في اتفاق الرياض.

فهناك مكاسب جوهرية حققها المجلس الانتقالي الجنوبي، وتحسب له رغم عمره السياسي البسيط جداً، والتي حققها بفضل الله، ثم بفضل تضحيات شهداء الجنوب قيادة وجنود، وكذا بفضل قيادة الانتقالي المخلصة ممثلة برئيس المجلس الانتقالي القائد البطل عيدروس الزبيدي وشراكته الفعالة مع التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات.

ومن هذه المكاسب التي حققها الإنتقالي ، فرض شكل الحوار بين طرفين وليس بين مكونات يمنية وجعل الجنوب طرف واتفاق الرياض يختص بشؤون الجنوب كما تضمن الاتفاق أنهى حصار الشمال على الجنوب سياسياً وخارجياً و جعل الجنوب طرف سياسي معترف به إقليمياً والانتقالي شريك اساسي في مكافحة الارهاب الدولي وتاتي المكاسب بضمانات دولية دون تقديمه أي تنازل يمس بثوابت القضية الجنوبية وتطلعات الشعب الجنوبي.

وفي الاتفاق فرض الانتقالي رؤيته في ضرورة اعادة بناء المؤسسات الجنوبية و فرض نفسه كطرف سياسي له مكانته وانتزع اعتراف دولي به وتثبيت رؤية محاربة الفساد وانهاء عبث تجار الحروب والناهبين للمال العام والايرادات، فيما تم تقزيم الشرعية اليمنية وأظهرها بمظهر الضعيف سياسيا وانتزع منها نصف شرعيتها.

احتفالات جنوبية:

احتفلت عدة مدن جنوبية عقب الاعلان عن التوقيع الرسمي بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وشهدت مدن وادي حضرموت “تريم وسيئون والقطن” احتفالات جماهيرية كبيرة دعت اليها القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمديرية حيث بدأت بعد صلاة المغرب بإطلاق العاب نارية بعد انقطاع التيار الكهربائي عن اجزاء كبيرة من المدينة، وتواصلت الاحتفالات بعد صلاة العشاء بمسيرات جماهيرية حاشدة حاملة أعلام دولة الجنوب وأعلام دول الاشقاء في التحالف العربي.

وقد انطلقت المسيرات الراجلة والدراجات النارية والسيارات من ساحة الحرية مرورا بشوارع المدينة الرئيسية والفرعية، وسط هتافات شكر وعرفان لدول التحالف وتأييد المجلس الانتقالي الجنوبي بتوقيع الاتفاق المبارك.

واحتفلت مدن الساحل” المكلا والشحر وغيل باوزير” مساء يوم الثلاثاء بتوقيع طرفي المعادلة الحكومة والمجلس الانتقالي، حيث بدأ الاحتفال بإطلاق الالعاب النارية من فوق المباني، ثم خرجت الجماهير الى الشوارع الرئيسية بمسيرات راجلة معبرين عن فرحتهم بهذا التوقيع.

الى ذلك احتفل أبناء مدينة حورة بمديرية وادي العين وحورة، بمناسبة توقيع اتفاقية الرياض بين المجلس الإنتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية.

وشهدت محافظة المهرة أفراحا وابتهاج منقطع النظير حيث ارتفعت أصوات الزغاريد و التكبيرات و الألعاب النارية و الأغاني الثورية الحماسية بمكبرات الصوت في أكثر من حارة.

وبهذا اليوم التاريخي العظيم استقبلت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي محافظة المهرة ممثلة بنائب رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي محافظة المهرة “القائم بأعمال رئيس المجلس” اتصالات مكثفة من مشائخ واعيان وشخصيات اعتبارية تزف احر تهانيها وتبريكاتها بهذه المناسبة العظيمة معلنة ولائها ووقوفها مع الانتقالي الذي اثبت بشعبيته انه الأجدر بقيادة السفينة وبخطأ ثابته لإيصالها إلى بر الأمان.

وجاب المحتفلون بدرجاتهم النارية شوارع واحياء المدينة، وهم يحملون الإعلام الجنوبية ويرددون الأناشيد الوطنية، وتم خلال المسيرة إطلاق الألعاب النارية.

هذا وعبر المشاركون في المسيرة عن فرحتهم بالتوقيع على الاتفاق الذي يرون أنه إنجاز مهم يحسب للمجلس الانتقالي الجنوبي وخطوة مهمه من خطوات التحرير والاستقلال.

LEAVE A REPLY