ملف خاص: “المندب نيوز” يسلط الضوء على ما بعد اتفاق الرياض

3040
الكاتب : وليد بامرحول

المكلا (المندب نيوز) خاص

اتفاق الرياض والذي تم برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبحضور سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وسمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي إلى جانب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي يعد خطوة أولى في مسار تحقيق السلام ورسم خارطة طريق من شأنها نبذ الخلافات وتوحيد الجهود لمواجهة المد الفارسي المتمثل بجماعة الحوثي الإنقلابية.

هذا الإتفاق لم يكن إنتصاراً لطرف على الأخر ولم يحقق مطالب الطرفين بنسبة 100% ولا الإضرار بهم بمقدار تلك النسبة، ففي مثل هذه الحوارات لا بد من تقديم بعض التنازلات كون هناك هدف مهم يسعى الجميع لتحقيقه وأتى التحالف العربي من أجله وهو عودة صنعاء إلى حضنها العربي، وأن التمسك بالحد الأعلى من المطالب لن يوصل الأطراف إلى حل حقيقي أو بالأصح سيشكل عائق أمام إنجاح هذا الحوار والذي لابد له أن ينجح لإنقاذ مايمكن إنقاذه ووضع حد لإراقة المزيد من الدماء.

مابعد إتفاق الرياض يجب أن تتواجد حسن النوايا وأن يتحلى الجميع بالمصداقية والجدية في تنفيذ ما تم التوقيع عليه، فلا يوجد ما يدعو للخوف طالما وأن الضامن لهذا الإتفاق هي الشقيقة الكبرى وحليفها الأول الإمارات العربية المتحدة وهذا بحد ذاته يبعث بالاطمئنان لجميع الأطراف.

مابعد إتفاق الرياض سيجعلنا نمر بأربع مراحل هامة وربما تكون ضرورية من أجل الوصل إلى حل شامل للقضايا العالقة وفي مقدمتها الإنقلاب الحوثي ثم القضية الجنوبية، كل ذلك من أجل التوصل لسلام شامل يضمن للجميع حقوقهم وحقهم في إدارة مناطقهم.

وهذه المراحل هي:-

المرحلة الأولى: مرحلة الشراكة

وهذه المرحلة تم وضع لبنتها الأولى من خلال حوار جدة وتم إعتمادها رسميًا بمجرد التوقيع على إتفاق الرياض، هذه المرحلة تهدف إلى تأسيس شراكة وطنية حقيقية ما بين المجلس الإنتقالي الجنوبي والشرعية اليمنية، وهذه الشراكة إذا وجدت المصداقية فإنها تستهم بشكل كبير في حلحلة بعض نقاط الخلاف على كافة المستويات المدنية والخدمية والأمنية والعسكرية.

فمن الناحية المدنية والخدمية فإن إعادة تشكيل حكومة كفاءات مناصفة ما بين الجنوب والشمال ووجودها في العاصمة عدن سيسهم في تذليل الكثير الصعوبات التي يواجهها الشعب سوءًا في مسألة صرف الرواتب أو حتى في الأمور الخدمية الأخرى كالمتعلقة بالكهرباء والماء وغيرها.

ومن الناحية الأمنية والعسكرية سيحدد نفوذ وسيطرة القوات الأمنية لكل طرف بعد ترقيم كل القوات وضمها لوزارتي الداخلية والدفاع، وسحب كل القوات العسكرية من المدن والدفع بها نحو الجبهات.

هذه الشراكة ستساهم كذلك في التنسيق ما بين القيادات العسكرية المختلفة في الساحل الغربي وجهة شمال الضالع بالإضافة إلى جبهات نهم وصرواح وصعدة، بعدما كانت كل جبهة تعمل بمفردها وبدون أي تنسيق مابين تلك الجبهات كل ذلك من أجل إتمام مهمة هذه المرحلة المتمثلة في القضاء على التمرد الحوثي وعودة مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية للحكومة الشرعية وعودة صنعاء لحاضنها العربي.

المرحلة الثانية: مرحلة الفيدرالية

هذه المرحلة لن تتم ولن يتم الوصول إليها إلا إذا وجدت الجدية والمصداقية في إتمام المرحلة السابقة المتمثلة بالشراكة وتوحيد الجهود في القضاء على الميليشيات الحوثية، ومن ثم الذهاب لحوار جاد مابين الحكومة اليمنية والمجلس الإنتقالي الجنوبي للتحضير لمرحلة جديدة وهي مرحلة مابعد الحوثي ووضع حلول مؤقتة للقضية وهذه الحلول تتمثل في الفيدرالية مابين الجنوب والشمال، كون البلد دخل في وحدة اندماجية ورأى الجميع أنها فشلت ودليل فشلها هو مطالبة الشعب الجنوبي بتقرير مصيره وإستقلال دولته، لذا لن يمانع الشعبين في الجنوب والشمال من خوض تجربة جديدة من الوحدة وهي الوحدة الفيدرالية، وفيها يتم إعطى الجنوب حكم ذاتي ولمدة يتم الإتفاق عليها تتراوح مابين سنتين إلى خمس سنوات.

المرحلة الثالثة : مرحلة التقييم

بعد إنقضاء المدة المتفق عليها لمرحلة الفيدرالية يتم تشكيل لجنة رقابية توافقية من الطرفين جنوبًا وشمالًا، مهمة هذه اللجنة هي القيام بالمقارنة مابين ماتم التخطيط له ليتم تنفيذه خلال الفترة وبين ماتم تنفيذه فعليًا على الأرض، وتقوم هذه اللجنة بتقييم تلك المرحلة من خلال التحليل الدقيق لتصل إلى قائمة بإيجابيات وسلبيات تلك الفترة وماقدمه من خدمة للشعبين في الإقليمين الجنوبي والشمالي.

المرحلة الرابعة : الإستفتاء

وهي مرحلة تقرير المصير وإنهاء الفترة الانتقالية بإستفتاء شعبي لشعب الجنوب لأنه المعني بالقضية، ومن خلال هذا الإستفتاء سيحدد الشعب الجنوبي خياره للمرحلة المقبلة إما في البقاء بوحدة فيدرالية من إقليمين أو يقرر يقرر مصيره بفك الإرتباط، ونتيجة هذا الإستفتاء وتحديدًا إذا كانت تتجه إلى فك الإرتباط ستكون مرضية للطرفين سيما وأن الجميع خصوصًا الشعب الجنوبي قد إستنفذ كل الخيارات المتاحة ووصل إلى قناعة تامة أن عودة الدولة الجنوبية أمر لابد منه.

كل تلك المراحل هي قراءة وتحليل للمشهد السياسي مابعد إتفاق الرياض ولمصلحة الجميع يجب أن تتم من أجل الوصول إلى سلام مستدام وإنهاء لمعاناة شعب ظل يناضل من أجل قضيته طيلة مايقارب ثلاث عقود من الزمن.

LEAVE A REPLY