فجوة التعليم وركوده.. منظومة تعليمية تحتاج إلى إعادة بناء

817

 المندب نيوز(المكلا) بقلم:مريم أحمد

التعليم الذي يقاس من خلاله تقدم أي دولة أو تراجعها ,التعليم الذي تكون مخرجاته السنوية قادرة على العطاء سنة بعد سنة فيصلك أثرها وتغييرها الإيجابي الذي يكون قادر على البناء في المجتمع خطوة بخطوة فعلى مستوى الثقافه العامة يحدث تغيير إيجابي وعلى مستوى ثقافته البيئية الإجتماعية والأسرية بل والنفسية والسلوكية والإبداعية تلاحظ ذاك التغيير لأن التعليم شمل كل نواحي الحياة فتكون المخرجات قادرة على مواكبة العصر وملبية لإحتياجات البلاد العملية المهنية.
فهل تعليمنا تنطبق عليه هذه الصفات؟

ترتكز العملية التعليمية على منظومة متكاملة من العناصر كل واحد منها يكمل الآخر فتكون منظومة تعليمية متوازنة ومرتبطة ومحققة للهدف. فلا المنهج الدراسي وحده يشكل كامل العقدة ولا البيئة المدرسية بل كل المنظومة تفتقر للمعالجة وتكمن في المناهج,البيئة التعليمية,المعلم,الأسرة.

أصبح الطلاب اليوم ينظرون إلى المدرسة على أنها مكان يقيد حريتهم فلا يصل إليهم الشعور بمعنى الكلمة المقالة: إن المدرسة بيتك الثاني؟ بل أصبح ذكر كلمات كمقعد الدراسة والصف والواجب المنزلي وبداية سنة دراسية جديدة حمل على كاهلهم ولكن مجبرون على تحمله. فبيئتنا المدرسية تفتقر إلى الشغف وروح التنوع في الأعمال والتجديد كي يشعر الطالب أن وجوده داخل أسوارها لتلقي العلم ولتفريغ طاقته إيجابيا وإخراج مواهبه وتعليمه سلوكيات أفضل بطرق عملية مختلفة.

أمابالنسبة للمعلم وهنا قد لا ألقي باللوم على المعلم كفرد- ففي الدول المتقدمة يتم أخذ مجموعة من المعلمين بين فترات متقاربة لتأهيلهم وتدريبهم وأعتقد أن السبب هنا حتى يكتسب المعلم في كل مرة طرق جديدة للتدريس فتتطور مهاراته التدريسية.هنا في مجتمعنا يعتمد المعلم على عملية التلقين والسرد غالبا ..أتساءل كثيرا ماذا لو استبدلت الطريقة من التدريس إلى مهارة التدريب فتصبح المادة الدراسية مادة تفاعلية تحفيزية بها الأساليب المختلفة التي يستخدمها المعلم ليصل إلى بلوغ هدفه ألا وهي مهارة إكساب المعلومة بالمشاركة والتنوع في طرق الطرح فيستفيد الطالب من المعلومة تطبيقا في حياته لا على ورقة الإمتحان فقط.

وفي سياق الحديث عن المناهج الدراسية والتي يتحدث عنها الجميع بإنها سبب في إنخفاض مستوى التعليم لدينا .المنهج ليس كتيب به دروس منوعة بل منهج حياة وتعاني مناهجنا اليوم من الضعف في الأسلوب الرتم الذي مله الطلبة وتعاني من كثرة الحديث اللازم الذي فاق حد القدرة على إستيعابه وفي نفس الوقت لا يقدم فائدة مختصرة .فبقدر مايحتاج الطالب إلى علوم ورياضيات وغيرها من تلك المواد  بقدر مايحتاج إلى مناهج ترتبط بالسلوك الحياتي وتساعد الطالب على التعامل مع الحياة العامة.
ومما يرد أيضا في مناهجنا التي يصفها البعض بالعقيمة التي أصبحت غير قادرة على إستيعاب مختلف مستويات الفهم لدى الطلبة نقطة ألا وهي التدرج في طرح المعلومة من سنة دراسية إلى أخرى ,لكن لدينا من العجب مايجعل الطالب يصل لدرجة الكره بينه وبين المادة الدراسية التي يبغضه كثرة نزول المعلومات كسيل ممطر عليه جارف.
وأخيرا لا أنسى دور الأسرة الكريمة الكيان الأول الي يكتسب منه الفرد العادات والسلوكيات والقيم وهي مكملة لما يتلاقاه الطالب من المنهج والمعلم والبيئة المدرسية فسؤال أوجهه لكل أب وأم هل يتلقى أطفالكم المتابعة والمباشرة بالسؤال عن مستواه داخل المدرسة ؟هل تم غرس مفهوم حب التعليم والقراءة مهما كانت صعاب التعليم والعيش مع طموحاته على أنها قابلة للتحقق فينغرس في ذهنه حب الوصول لها؟أعتقد أن الطفل إذا شعر بوجودكم سندا في تعليمه سيحدث فرقا فلا تقع المهمة على عاتق الأم دون الأب بل عملية يكمل كل منهم الآخر فيها.
نحتاج إلى مناهج تربط التعليم بالمهارات الحياتية السلوكية وتكون عونا لا عدوا للطالب وتربي النفس وتهذبها وتواكب متطلبات العصر , نحتاج إلى أن يشعر طلابنا أن البيئة المدرسية بكل مكوناتها بيت يحتضن مواهبهم ,أفكارهم ولبنة أولى للسير نحو الأحلام, وإلى تغيير في طرق التدريس واكتساب المعلومة وذلك يحتاج إلى الوقوف سندا إلى جانب المعلم في تأهيله دائما.

نحتاج إلى تعليم يرسخ لبلادنا قيمه الثقافية وموروثه ويعيد الأنتماء لدى أجيالنا القادمة بموطنها ثانيا وبدينها وعقيدتها أولا ,إلى تعليم نكون به أفضل وبسلام.

LEAVE A REPLY