( الطعن في ابين حرام ) مقال لــ م . جمال باهرمز

288

 

 

طالعتنا صحيفة واذاعة سماء نيوز في استطلاع حول م/ ابين عنوانه ماهي الأسباب التي جعلت ابين (خنجر في خاصرة الجنوب). وهي زلة قلم صحفيه من صحيفتنا الرائعة لا يجب ان تتكرر ورغم ما نكنه لها من احترام وحب ولمسئوليها الا انه يجب الوقوف وتوجيه النقد البناء.

 

– (ماهي الأسباب التي جعلت ابين خنجر في خاصرة الجنوب) هذا العنوان صادم وخادش للتسامح والتصالح. لأنه قد أكد في عقلية صاحبه على حقيقة ان ابين بالتعميم أصبحت خنجر إرهابي في خاصرة الجنوب وألصق خنجر الإرهاب بأبناء ابين. 

 

-ابين لم تكن يوما خنجرا او طاعنه لخاصرة الجنوب بل دوما مطعونة ولم تكن ظالمه بل مظلومة وهذه امثله بسيطة:

 

-انتصرت ابين على إرهاب صنعاء (امن قومي –حرس جمهوري-فرقه مدرع –مليشيات وغيرها) في معركة لودر عام 2011م بقيادة الشهيد البطل سالم قطن. واللجان الشعبية الجنوبية البطلة. لكنها طعنت حين تم اهمال جرحاها وشهدائها ومقاتليها وجعلهم فريسه لإرهاب صنعاء والذي أمعن في الانتقام من لجانها وقتل قائد المعركة الشهيد قطن.

 

-لكن قبل ذلك بعقود طعنت ابين حين قتل ابنها الرئيس الشهيد سالمين مؤسس دولة الجنوب القوية. وندمنا عليه وأصبحنا نتذكر مأثره.

 

-طعنت مره اخرى بسبب نتائج صراع الرفاق في احداث 13-يناير-86م وتحملت وزر الانتقامات ما بعد الاحداث من قبل الفريق المنتصر وبالذات الجبهة الوطنية الشمالية والتي وصل بطشها وقتلها وتشريدها لكل بيت في ابين وندمنا مره اخرى.

 

-طعنت مره ثالثه في عام تسعين حين لم يتحقق التسامح والتصالح من قبل الحكام في الجنوب. لإعادة النازحين الى الشمال قبل الوحدة الاندماجية والتي اشترطتها حكومة عدن كمكافأة لطرد قيادات هؤلاء النازحين. فندمنا أيضا

-طعنت مرة رابعه قبل حرب 94 م حين لم يتم التسامح والتصالح بين أبناء الجنوب (الطغمه-الزمره) حتى يتم عودة القوات النازحة في الشمال الى قراهم ومدنهم واعمالهم فلم يكن معهم طريق اخر غير الحرب الى جانب الشمال فانتصر الشمال على الجنوب بفضلهم وندمنا مره رابعه. ولكن حين تم التسامح والتصالح في 2007م عادت ابين ورجالها الابطال للقتال الى جانب اخوتهم فانتصر الجنوب في 2015م.

 

-الان تطعن حين يتم تلفيق التهم لأبطال مقاومة الجنوب من اصول ابينيه بتهم سابقه قبل الحرب لانتمائهم للحراك السلمي وتم إخراجها بأثر رجعي من ادراج ادوات عفاش. ويتم تلفيق التهم بالإرهاب لمطاردتهم من قبل من يعتبروا أنفسهم اوصياء لتوزيع صكوك الوطنية وشهادات التخوين.

 

-لم اكن يوما مناطقي او باحثا عن الاصول وكنت افتخر بكل جنوبي من اي محافظه واعتز بوجوده في عاصمتنا عدن مسقط راسي .ولكن حدثت حادثه هزت مشاعري وغيرتي الجنوبية وجعلتني ازداد فضول لمعرفة من يخلخل النسيج الاجتماعي الجنوبي حين تم تهديد طفله لا تتجاوز الثامنة من قبل امراه وزوجها من ابناء الشمال من الذين استجلابهم حزب الاصلاح لتوطينهم في الجنوب بعد الوحدة  في منطقة الخساف وهم من سيئ السمعة والاسر الرثة .هذه الطفلة الصغيرة والدها من ابناء كريتر واصله من ابين وبطل من ابطال المقاومة ومن رجال الحراك ولازال يقاتل في الجبهة .هزتني كلمات التهديد التي ارعبوا بها الطفلة (برع يا بدو بانطردكم من عدن ) والغريبة ان هذه اللغة انتشرت في نفس اليوم في اماكن متفرقه في كريت مثل العي دروس والقطيع والرزميت والطويلة  في نفس اللحظة لأبناء كريتر الذين ابائهم من اصول ابينيه.

 

-ومن يومها تعمدت انزل الى بعض جبهات المقاومة ان أمكن واسال عن المقاومين وقادتهم ومن اين اصول ابائهم فاستغربت كثيرا مما ظهر لي. فسالت اولا في مدينتي كريتر ووجدت من توالى على قيادة الجبهات وايضا افراد المقاومة هم من ابناء عدن والذين ينحدر ابائهم من اصول ابينيه. مثل باقي أبناء الجنوب.

 

-ثم عرجت على باقي المديريات فاتضح لي ان أبناء عدن من أصول ابينيه يقودوا كثير من جبهات المقاومة ولازال يستشهدوا ويجرحوا بدون أي ضجيج اعلامي شانهم في ذلك شان اخوتهم من كل محافظات الجنوب.

 

-يجب ان نعمم ان ابين تعرضت لمؤامرة كبيره من قبل الوحدة حتى اللحظة نسجت خيوطها في عاصمة المركز الزيدية المقدس صنعاء ولازالت. لسببين اولا موقعها الجغرافي المتميز ثانيا شدة باس رجالها وشجاعتهم.

 

-ان التسامح والتصالح ليس فقط كلام يتردد ولكنه سلوك نعيشه في كل افعالنا وانفاسنا ويجب ان نحافظ عليه مثل الحفاظ على حدقات اعيننا. وان لم نفعل فلن يعود الجنوب لأهله. 

 

-هل هذا جزاء ابين التي انجبت شيخ الشهداء علي ناصر هادي. وانجبت من أشعل شرارة الكفاح المسلح والذي غير وجه التاريخ بذلك الشهيد الصمدي. وانجبت المعاق المقاوم الأسطورة ذو الرجل الخشبية الميسري وغيرهم كثير وماذا نخبر الأجيال عن هذه المحافظة البطلة التي قدمت ولازالت أكثر الشهداء والجرحى .

 

-هل هذا جزاء ابين التي قدمت ثلاثة رؤساء اولهم الشهيد سالمين مؤسس دولة الجنوب القوية وثانيهم من كانت في عهده أفضل مرحلة استقرار وثالثهم الدنبوع العظيم الذي رفض الاستسلام والخضوع لصنعاء وأعاد الجنوب لأهله ودمر مركز الشر الزيدي المقدس ولازال.

 

  فمتى سنكون عونا لأبين وبالتالي للجنوب وليس ابواق للأعلام الحربي لعصابات الشمال بقصد او بدون قصد.

-نحن نطعن ابين في الظهر بإعلامنا وها هي الان تنتصر للجنوب وتطرد كلاب النار التابعين لصنعاء من مدنها وقراها بإمكانيات ذاتيه فقط.

 

ويأويل صنعاء من دثينه   .

 

 (اوطاننا عذاب / مسجد يفجر…كنيسة تدمر / ولا نعرف الأسباب / يتوالد الحكام باستمرار / ولا يولد العدل / في بلد منبع الاعراب / ولاتنا شرعوا الإرهاب / واعراف الجاهلية / كالريح بيننا ينثروها / وكلما نسد نافذه / يفتحوا ألف باب / قطعان من الشباب / جموع تسير حافيه / تنتعل عقول فاضيه / وتفخر بشرع الغاب / ثقافة الجمود والركود والسراب / ثقافة الموت والالام / جاءت الينا … من كهوف الظلام / ومن تدليس الكذاب / مرشدهم الأعلى / او مرشدهم العام / او من قصة السرداب)

LEAVE A REPLY