نقطة “دوفس” بأبين المصيدة التي أفشلت خطط المهربين (تقرير)

520

تقرير (المندب نيوز) هويد الكلدي

يقول قائد نقطة دوفس محمود الكلدي: “إن العصابات المتاجرة بالحبوب والمخدرات بأنواعها وأصنافها تجتاز كافة الممرات إلا إنها عاجزة من المرور صوب عدن من محافظة أبين”.

وأضاف الكلدي “إن نقطة دوفس بجنودها المحنكين استطاعوا منذ العام 2017 حتى اللحظة من إفشال مئات العمليات الخارجة عن النظام والقانون في لحظة وقوف مع التفتيش والاشتباه”.

وتابع: “وجودنا في هذه المنطقة تعد مهمة صعبة وبنفس الوقت فإن العاصمة عدن كلها تراهن علينا نحن، فإما أن نترك المجال للعابثين لتخريب عدن ومجتمعها من خلال أخطر سلاح يستخدمه العدو أيا كان.. وإما تحقيق الربط والضبط ورفع الجاهزية القصوى في التصدي لأي سلوكيات سلبية وتثبيت الأمن والاستقرار في عدن من هنا من نقطة دوفس”.

واستطرد: “إن الذي يريد معرفة ما يدور في عدن عليه أن يتابع كل جديد لنقطة دوفس (أطنان من المواد المخربة والقاتلة، مخدرات وحبوب وحشيش وهروين بأصنافها) جميعها تم ضبطها في نقطة دوفس من قبل جنود أصبح فكرهم يستوعب مكافحة المواد المخدرة، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على الاستمرار الدائم في قبض واحتجاز المهربين.. هذا فيما يخص المخدرات، أما السلاح فذلك لم يكن أمرًا غريباً علينا، فكل يوم – على مدار العام – ونحن نعثر على سلاح متنوع وذخائر وهاون وقذائف ومسدسات كاتم صوت وعبوات ومتفجرات.. أما في الأعوام الأخيرة حتى قبل أيام ونحن نقبض على أسلحة معظمها يراد إدخالها إلى عدن لجماعات وعصابات وجهات خارجة عن القانون، وكل تلك المقبوضات تأتي من مأرب والمحافظات الأخرى”.

ويشير الكلدي إلى أنهُ: “منذ أن تولينا مهامنا في نقطة دوفس تعرفنا على عصابات خطيرة تدير هذا العمل في إطار نوعين (سلاح – مخدرات) يتم تمريرها وتهريبها في مركبات (دينات وهيلوكسات وقاطرات وباصات) وتلك النوعية من الوسائل يتم ترصدها والاشتباه بها من خلال الحجم والغرض المحمول ومن خلال الأسلوب والتصرفات الذي يقوم بها السائق”.

وكان للكلدي موقف الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على كل ما قدمته للنقطة وبذلته تجاههم ونظرة قيادة تلك الدولة للجنود بحزم وعزم ومصداقية.

وتمنى الكلدي من قائدة التحالف العربي (المملكة العربية السعودية) أن تسير على نهج سلفها الإمارات بدعم الجنوب وخصوصا نقطة دوفس.

ويتساءل القائد محمود الكلدي عن كيفية مرور المخدرات والسلاح من مناطق سيطرة حكومة الشرعية حتى يتم ضبطها في الجنوب?

ويوجه الكلدي رسالة إلى الجهات والعصابات التي تقف خلف تلك المحاولات بقوله: “الأرض اليوم لم تعد ملك شريك كان لكم ما قبل 2015، فاليوم إن أردتم إحراق وإتلاف قاذوراتكم فنقطة دوفس خير من يكون في ذلك وهي بالمرصاد”.

ووجه رسالة لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على رأسها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بضرورة النظر لحال النقطة، فهي – بحسب قوله – “جزء من المنظومة الأمنية في الميدان”.

واختتم الكلدي حديثه بالقول: “نقطة دوفس كشفت خيوط وأوراق وعصابات داخلية وخارجية تقف خلف فوضى عدن في إطار المخدرات وهم يسعون دائما بإفصاح القول لكن المرحلة ليست كفيلة بذلك الأمر حاليا”.

أخطر عصابات وشبكات التهريب

مهرب يعد من أخطر عصابات وشبكات التهريب، ألقي القبض عليه في نقطة (دوفس) منتصف العام 2018م وبحوزته كمية من المخدرات.

بعد أيام من التحقيق يروي لنا عنه بقوله: “إنه منذ 12 سنة وهو يعمل بهذا المجال في السعودية واليمن، لم يحدث له أي اشتباه أو قُبض عليه من قبل نقاط وجنود وكلاب متخصصة في محاربة وعثور المخدرات منذ تلك الفترة، إلا أنه عاجز

عن التعبير بحق نقطةٍ جنودها في عمر العشرينات لم يتلقوا تدريبًا واحدًا في الجيش ومحاربة المخدرات، ومع ذلك إلا أنني وقعت بقبضتهم أنا وسيارتي التي قطعت سطحتها – قاعدة (القعادة) – لأخبئ بذلك المكان مهرباتي، إلا أنني انذهلت من حسهم الذي من خلاله استطاعوا من فكفكة قطع السيارة والعثور على المخدرات”.

ويشير مهرب آخر بالقول: “بالنسبة لهذا العمل نحن مدمنون عليه كالذي يتناول مخدراتنا، ونحن لسنا إلا مهربين ولسنا أصحاب المنتج”.

ويقول: “قبل أن أنطلق من محافظة المهرة بمركبة (دينا) أحد شبكة تلك المواد ومن الأشخاص المهمين قال لي هذا الكلام (أنت تعرف كافة المحافظات ونقاطها وخطوطها ونحن واثقون بعبورك وقد نطمئن معك في كافة اليمن إلا أننا الآن وفي هذه المهمة نتخوف ولا يخيفنا غير النقطة الأمنية دوفس أبين)”.

ما قاله ذلك المهرب يشير إلى العزم والحزم لنقطة أمنية صار يتخوف منها كبار تجار الحروب والحشيش والمخدرات.

عصابات تنطوي تحت أجندة عالمية وشخصيات تدير حكومات، وقد نقول أن هناك مسؤولين يقفون وراء تلك الممنوعات باستيرادها حتى وصولها عدن يواجهون منذ أعوام صعوبات بالغة بعدم استطاعتهم مواجهة نقطة دوفس التي أصبحت عائقا أمام مهرباتهم وتجاراتهم.

منذ العام 2016 بعد أن أصبحت تلك النقطة مفصلًا هامًا بالنسبة للجنوبيين استطاع القائد محمود الكلدي وأفراده الذين لا يتجاوز سنهم الـ (28 عاما) من تكوين النقطة كرقم صعب في الحس الأمني والمصداقية بعيدا عن الإتاوات والرشاوي وغض النظر.

عمليات فاشلة

تعد (نقطة دوفس) من أهم وأبرز النقاط الأمنية في محافظات الجنوب، حيث أفشلت عمليات تهريب وقبضت على عناصر إرهابية مطلوبة وخلايا تجسس وأفراد في صف الحوثيين.

وتذكر الإحصائية ما يقارب أربعة طن من الحشيش تم القبض عليها في النقطة خلال عامين وما يعادل 55 كيلو هيروين ناهيك عن العملات المزورة التي قبض عليها.

وقبل أيام قلائل من الشهر الجاري تم القبض على 20 كيلو و150 شريطاً من الحبوب المخدر كانت في طريقها إلى عدن.

وفي الـ30 من نوفمبر العام الجاري قبضت النقطة على عناصر بحوزتهم عبوات ناسفة على متن سيارة صالون كانت متجهة إلى العاصمة عدن.

الشرعية تنهب الممتلكات

تلك النقطة المتواضعة برجالها تقع في منطق دوفس بمحافظة أبين على مدخل العاصمة عدن على بعد (50 كم) تعرضت مؤخرا خلال أحداث أغسطس العام الجاري إلى عملية نهب من قبل قوات حزب الإصلاح اليمني (الشرعية) التي قدمت من محافظة مأرب.

يقول جنود في النقطة: “إن الأحداث الأخيرة صنعت من قوات مأرب ناهبي شاشات وكاميرات مراقبة وأواني مطبخ وثلاجات وأجهزة كمبيوتر وفرش ومولدات وغيرها.. إلا أن نقطة دوفس ما زالت كما كانت تشمخ بهيبة رجالها”.

صمود رغم المعاناة

في الزيارة الميدانية التي أجرتها “الأمناء” إلى نقطة دوفس لاحظنا حجم الجدية في العمل والمهمة نحو تطبيع حياة الأمن والاستقرار لمحافظتي عدن وأبين، حيث يرونها من مسؤولياتهم الأولية في مواجهة التحديات.

يعيش أفراد وجنود النقطة في حالة تركٍ وتخلٍ من قبل الجهات المسؤولة في السلطة، حيث يروي جنود أن تلك الأساليب والأفاعيل تأتي من خلال قطع المرتبات من قبل حكومة الشرعية كحرب باردة ومن الصدمات النفسية لأجل إجبار الجنود على التخلي عن مهامهم الأمنية.

وضع مأزوم عقب التطورات الأخيرة التي جعلت من دولة الإمارات بعيدا عن التدخلات وعقب اتفاقية الرياض جعلت من هذه النقطة مسودة حرمان والتفريط فيها عمدا دون استحقاقات مالية.. حيث يعتبر خروج دولة الإمارات العربية من مشهد الأرض في الجنوب سببا لتردي الوضع المعيشي لدى جميع القوة العسكرية وهذه النقطة نموذجا.

LEAVE A REPLY