ملف خاص: من مرجعية الى رجعية.. كيف سيطر الأخوان على ما تسمى مرجعية قبائل وادي حضرموت؟

1095

المكلا (المندب نيوز) خاص – غرفة التحرير

على وقع خلاف مع مؤتمر حضرموت الجامع تشكلت مرجعية حلف قبائل وادي حضرموت، لتعطي نفسها وشخوصها أشبه ما يكون بالصفات الرسمية، وأخذت تستمد حضورها الباهت من علاقات قياداتها الذين كانوا يوما ما في حضن صنعاء، فتارة يتقدمون اجتماعات السلطة المحلية وأخرى لقاءات هامشية لحفظ ماء الوجه واعطاء انطباع الوجود لدى الرأي العام.

توجه وسيطرة اخوانية:

استطاعت جماعة الإخوان المسلمين من التوغل مبكرا في مرجعية حلف قبائل وادي حضرموت عبر دعمها لعدد من الأشخاص المنتمين لحزب الاصلاح في قوام القيادة، ومنذ التأسيس عملت الجماعة جاهدة للوصول الى صنع قرار المرجعية حتى أعلن مؤخرا عن تعيين شخصين من ألد أعداء الجنوب في مناصب قيادية لتقضي على ما تبقى وتحرك المرجعية كيفما شاءت، وابعدت عدّة شخصيات واخرها الشيخ خالد محسن العامري من منصب الامانة العامة، وفقا لأهداف وأجندة تنظيم الإخوان المدعومين من قطر وإيران والذين تربطهم علاقة وطيدة مع جماعة الإخوان المسلمين.

ومما يدعم ذلك القول، تلك اللقاءات المتكررة في مأرب والوديعة والرياض بالجنرال علي محسن الأحمر القيادي في الجماعة الإرهابية التي حاربت وتحارب الجنوب بشكل عام وحضرموت على وجه الخصوص عبر تكوين ودعم عناصر إرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار وإبقاء سيطرته على الأرض الحضرمية خصوصا منابع النفط التي ينهبها منذ قيام الوحدة الغادرة ، وتُثبث هذه اللقاءات المتكررة مدى الترابط الوثيق والعلاقة الحميمية التي تربط قيادات المرجعية بالجنرال العجوز وأن قرارات المرجعية خارج قناعاتهم وأصبح التنظيم الإخواني الإرهابي يتحكم بكل سهولة في توجيه المرجعية أينما شاء وكيفما شاء.

مرجعية العنصرية:

تهدف ما تسمى بمرجعية حلف قبائل وادي حضرموت الى إعادة التمييز الطبقي والعرقي والعنصري في المجتمع الحضرمي الذي عانى منه خلال عصور قديمة والذي كان سببا في القتل والجهل حتى تلاشى في دولة الجنوب العربي التي أعادت للدولة هيبتها وأصبح التعليم والشهادة معيار الوظيفة والقيادة آنذاك.

أما اليوم وفي ظل الأزمات التي يعاني منها الوطن عادت تلك النبرة بتلك القيادة الرجعية فنراهم ثائرين عندما يتعلق الأمر بأحد من ينتمي لهم، وتغشاهم السكينة والصمت المطبق عندما ينتهك ويعتدى على الأطياف المجتمعية الأخرى والأغرب من ذلك التحدث باسم حضرموت الأرض والإنسان وكأنهم أوصياء الله على خلقه، وقد ساد الحضارم حالة من السخط من تلك السياسة التي تقودنا الى التخلف عبر مسميات جديدة وبمباركة رسمية من السلطة المحلية في وادي وصحراء حضرموت المتمثلة بالوكيل عصام حبريش ومساعديه.

تواري واختفاء:

الانفلات الأمني في مناطق وادي حضرموت وعمليات الاغتيال التي تحصل بين الفنية والأخرى لخيرة شباب حضرموت بما فيهم جنود النخبة الحضرمية التابعين للمنطقة العسكرية الثانية، لم تدينها بيانات المرجعية ولاتصريحات قياداتها، بينما ينادي نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بتحديد مواقف المرجعية مما يحصل في وادي حضرموت.

تساؤلات جمّة تعصف بأبناء وادي حضرموت من الصمت المطبق للمرجعية، إزاء الاغتيالات التي تحدث بوادي حضرموت، بينما الوقائع تثبت عن التحول الكبير من المرجعية المنشقة، الى رجعية لجماعة الإخوان المسلمين لتنفيذ مساعيهم وتسهيل تحركاتهم حدود نشأته.

خلافات:

لم تهدأ حدة خلافات قيادات المرجعية مع وكيل أول حضرموت ورئيس حلف القبائل ورئيس مؤتمر حضرموت الجامع عمرو بن حبريش، بالرغم من عدم اعلان ذلك الخلاف من كلا الطرفين بيد أن الوكيل حجّم كثيرا معارضيه وأعطى آخرين مجالا لمرافقته والحضور الرسمي والقبلي، ويرى مطلعون على الشؤون القبلية أن سبب هذه الفجوة بين الشيوخ القبليين هو انفراد بن حبريش بالكثير من قرارات الحلف وقبوله بمنصب الوكيل الأول الأمر الذي أغاض حلفاءه .

هكذا يبدو مشهد مرجعية حلف قبائل وادي حضرموت، ويرى مراقبون أن يشهد العام 2020م انحراف ذلك المكون وفق توجه الممولين والداعمين للإرهاب ضد التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وما الصمت لما يحصل من انفلات أمني في مناطق وادي حضرموت إلا دليل ذلك التوجه.

LEAVE A REPLY