طفل سوري ينذر نفسه لحماية أقرانه من الألغام

421

المكلا (المندب نيوز) البيان

متحمّلاً تعب السير على عكازه الصغير، يسير الطفل علي العوض متجهاً إلى إحدى مدارس ريف حماة وسط سوريا، ليقدم نصائح توعية في مجال تجنب الألغام وكيفية التصرف في حال مصادفة أي جسم غريب، ولا يبخل ابن العاشرة في تقديم كل ما يملك من خبراته العلمية المتواضعة، ومعاناته الطويلة مع الألم، بتشجيع من إحدى المنظمات التي اضطلعت بالتوعية بكيفية تجنب الألغام.

علي فقد إحدى ساقيه بسبب انفجار لغم أثناء رعيه الأغنام بريف حماة الشرقي، ويقول بتصميم إنه لم يفقد الأمل واستمر في حياته وهو يذهب لمدرسته ويلعب مع رفاقه، وينصح الأولاد عدم الاقتراب من الأجسام الغريبة.

وبعدما كانت لديه أحلام كثيرة في السابق، أصبح اليوم يحلم بقدم اصطناعية تساعده في الحركة والتنقل بشكل أفضل من العكازات، وتمكّن أخيراً من الوصول لإحدى الجمعيات التي تكفلت بمنحه هذا الطرف وتقديم العلاج الفيزيائي له. علي ليس الحالة الوحيدة في مسيرة الألغام التي التهمت أرجل الأطفال في سوريا، بل حالة من حالات منتشرة في كل المناطق السورية.

معاناة أخرى

وفي ريف دمشق خسر أحمد طرفيه السفليين نتيجة انفجار لغم أيضاً كان من مخلفات الحرب حينما عاد لقريته مع عائلته، وهو حالياً يتنقل على كرسي متحرك حصل عليه بعد انتظار لعدة أشهر، ولا يخفي سعادته رغم الألم بأنه سيتمكن أخيراً من العودة للمدرسة بعد انقطاع عدة أشهر، وهو يتدرب في الفترة الحالية على التنقل بواسطة كرسيه.

تقول والدة أحمد إنها لن تنسى ذلك اليوم ما حييت، إذ تحطمت فرحتهم بالعودة لمنزلهم بعد تشرد عدة سنوات، بعدما تعرض ابنها لهذا الحادث، وتبكي وهي تتذكر صراخ صغيرها وألمه وعجزها عن تقديم له أي شيء سوى المواساة، وتتابع بأن نفسية ابنها تدمرت بعد هذا الحادث وكان عليهم مساعدته بصعوبة لتقبل وضعه الجديد خاصة في الفترة الأولى قبل امتلاكهم لكرسي متحرك.

تعمل عدة منظمات وجهات أهلية في سوريا على نشر التوعية بمخاطر الألغام خاصة في المناطق التي استعادها الجيش السوري وبدأت العائلات ترجع لها، ويذكر محمد وحيد، وهو متطوع، أنهم يعملون بعدة أساليب في الغوطة لنشر هذه الثقافة والتي منها مسرح العرائس، الذي يغرس مفاهيم السلامة والأمان بطريقة سلسة ومبسّطة وتفاعلية.

ويتابع محمد أن رحلة الذهاب إلى المدرسة مشياً على الأقدام تعتبر مرعبة في المناطق الملوثة بمخلفات الحرب، وتعرض حياة التلاميذ للخطر؛ ليصبح مفروضاً عليهم الاختيار بين متابعة تعليمهم أو الحفاظ على حياتهم، ويضيف: «لهذا يكثف المتطوعون جلسات التوعية والتثقيف حول السلوك الأكثر أماناً، والتركيز على مشاركة خطوات السلامة مع الأهل والأصدقاء، كما يسعى المتطوعون للتعريف بأشكال وأنواع مخلفات الحرب الخطرة ونقل الوعي وفقاً لمفهوم المشاركة المجتمعية».

LEAVE A REPLY