في حوار خاص.. «الشامسي» يروي بصمات الإمارات الإنسانية منذُ التسعينات، ويكشف سبب تمييز حضرموت

703

الشامسي: بصماتنا الإنسانية منذُ التسعينات، وقيادتنا الإماراتية مستمرة في عطائها، ولهذا السبب حضرموت لها مكانة خاصة 

 

” المساعدات الإنسانية“ ليست مجرد عناوين حكاية تروى في كُتب، وليست مجرد أخبار تُذاع في سطور، بل هي كلمات تحمل المعنى نفسها دون تجرد، كما هو الحال في خُطى سير دولة الإمارات العربية المتحدة، بذراعها الإنساني الأيمن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، عندما ركبت سفينة المساعدات وسط أعاصير البلاد التي تعصف بها الأزمات تارةً، وتارة تصنعها أيادي الخراب، لتصنع من الحقائق أكاذيب، ومن الأكاذيب قصص، غرضها تدمير كل الجهود الإنسانية التي تبذلها الهيئة لمكاسب سياسية، في الوقت الذي تخلى الجميع عن الشعب حينما كانوا يحتاجون بشكل مُلِّح إلى من يوفر المواد الغذائية وإلى الرعاية الصحية والحصول الآمن لمياه الشرب وبناء المرافق وتحسين الخدمات، واستمرار الوضع المعيشي الذي دمره النزاع الراهن، استطاع فريق الهلال الإماراتي مواجهة كل تلك العقبات بيدٌ تطعم المسكين، وأخرى تبني البلد، يروي لنا رئيس فريق الهلال الأحمر بحضرموت، مستشار التنمية والتعاون الدولي بالهيئة السيد “حميد الشامسي”، تفاصيل مشوارهم الدقيق في هذا الحوار الخاص على صحيفة “المندب نيوز”، وكيف تمكن الفريق من تحسين الوضع الإنساني وانقاذ البلد بعد أن كان مهدداً بالدمار، ولأهمية الحوار ننشر لكم نصه كاملاً:-

حاوره: رئيس التحرير

المندب نيوز: كيف مر عليكم العام المنصرم؟

الشامسي: بداية نشكر صحيفة “المندب نيوز” على الاستضافة، فقد مرّ العام المنصرم بعدّة أشكال وأنواع ما بين المشاريع الإنسانية والخيرية والانشائية فقد كان عام حفيل بالنجاح ومسيرة مكللة بالجهد الإنساني كرّسها الهلال الأحمر الإماراتي لخدمة هذه البلد، فكيف لا نعمل ونحن خلفنا قيادة تحثنا على العمل الإنساني والخيري ممثلة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ورعاه وتعليمات من صاحب السمو الشيخ محمد بن  زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية ومتابعته حثيثة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم بمنطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وهذه الأعمال نحن لا نفتخر بها وكل ما نقدمه ليس منّة على أحد، ونعتبر كل ما قدمناه أننا نقدمه لأهلنا وأولادنا وأصدقائنا وأحبابنا وأمهاتنا وأباءنا.

وتوجهت بعدها هيئة الهلال إلى عملية دعم قطاع الصحة والتعليم والمياه، والقطاعات الأخرى للبنية التحتية التي لا نغفلها، فمسألة قطاع الصحة بدأت بعملية تأهيل وصيانة 8 مستشفيات رئيسية في عدة مديريات، أكبرها دعم صيانة وإنشاء مستشفى الأربعين شقة في المكلا، والتي إن شاء الله ستجهز انشائيا، وسيتم رفدها بالمعدات الطبية، وكذا الحال لبقية المستشفيات التي ستأخذ نصيبها من الدعم، إضافة الى حملات أخرى، كدعم المدارس وذوي الاحتياجات الخاصة وإتمام الأعراس الجماعية.

فيما البنية التحتية للكهرباء والماء تم دعمهم بمادة المازوت والمحروقات التي تستخدم في توليد الطاقة الكهربائية، وكذا خلال العام المنصرم قمنا بفتح مدينة الشيخ خليفة وتسليم الأهالي المنازل، بعد استكمال البنية التحتية للشوارع والصرف الصحي وايضاً تمديد شبكة المياه إلى هذه المدينة، ناهيك أن المدينة تعمل بنظامين الطاقة الشمسية والكهرباء الاعتيادية التي تولدها السلطة المحلية.

تعامل الجميع كان بحزم ومسؤولية وتم تسهيل لنا كافة الإجراءات سوى من الجانب الحكومي في المديريات، وكل مديرية يتعاون معنا فيها الجميع من الأهالي والسلطة لتصلهم مساعداتنا وخدماتنا الإنسانية.

”2020م، امتدادا لعطاءنا في حضرموت“

المندب نيوز: حدثنا عن تجربتكم الإنسانية في حضرموت؟

الشامسي: التجربة الإنسانية مختلفة، تصل إلينا حالات مختلفة على الناحية الطبية، سوى كانت أمراض مستعصية أو أمراض مزمنة لدى الأشخاص، يتم معالجتهم عقب دراسة الحالة من خلال لجنة طبية متواجدة لدينا، والدراسة تشمل الوقوف على مدى إمكانية علاجها سوى داخل البلد من خلال المستشفيات المتواجدة أو إذا تفاقمت يتم إخراجهم إلى خارج اليمن وعلاجه هناك في مستشفيات متخصصة، وهناك حالات كثيرة تم علاجها في الداخل وأخرى تم تسفيرها للخارج سوى في الهند أو مصر أو الأردن أو عدة أماكن أخرى.

المندب نيوز: الزواجات الجماعية كان آخرها السادس بحضرموت، كيف هي تجربة هذه الأعراس وطقوسها التي رسمت في محياها الفرح بقلوب الحضارم، واختتمت مؤخراً بإكمال 1200 عريس وعروسة؟

الشامسي: تجربة الأعراس الجماعية لاقينا منها استحسان كبير لدى الشارع اليمني، وهذا بعد ما أخبرونا به أهل الخير إن هناك شباب لديهم عزوف عن الزواج وآخرين متقدمين بالخطوبة منذُ فترة، ولكن لظروف خاصة لم تتم مراسيم الزواج، فمن هذا المنطلق تم دراسة الموضوع وبدينا بالزواجات الجماعية فكل مراسيم تتم فيه 200 عريس وعروس، وفق مراسيم وطقوس حضرمية ويكون حفل زفاف متكامل ينطلق من الصباح حتى منتصف الليل، وجميع التكاليف كلها منوط فيها هيئة الهلال، بالإضافة إلى الحفلات وكل ما يخص الزواج تتكفل به الهيئة، ناهيك عن أن العريس والعروس يحصلوا على هدايا إضافية.

العرس الجماعي السادس لديه طابع خاص، حيث شملنا فيه كبار السن تتفاوت أعمارهم ما بين 30 سنة إلى 35 سنة، إضافة الى وجود ذوي الإعاقة أو كما نسميهم في الإمارات -ذوي الهمم-، ونثق كهيئة أن هؤلاء لديهم فكر أعطاهم الله اياه وميزهم عن الجميع تتعدى اعاقتهم، فوجب علينا ان نقف معهم ونساعدهم ونوصلهم إلى الهدف الذي يريدون الوصول إليه، سوى كالزواج أو دعم المؤسسة التي ترعاهم، ولدينا دراسات لدعم هذه الفيئة التي سنستهدفها في عامنا الحالي بكل ما نستطيع أن نعمله لأجلهم.

”مدينة خليفة من المشاريع الكبيرة التي سُلِّمت لأهالي حضرموت في العام المنصر“

المندب نيوز: السيد الشامسي، ذات مرة صرّحت بأن حضرموت لها مكانة خاصة بقلبك، لماذا حضرموت؟

الشامسي: كل المحافظات لها معزة وكرامة في قلوبنا ونفوسنا، لكن ميّزت حضرموت كوني أشعر إني أحد أبناء هذه المحافظة، بديت أعمالي في هذه المحافظة منذُ 2008م وليس وليدة السنه هذه، فكان لنا بصمات في الفيضانات التي اجتاحت حضرموت والحمد لله كنتُ أحد أعضاء الفريق الذي أشرف على إنشاء مدينة الشيخ خليفة، سوى في الوادي أو الساحل، بعد دراسة الوضع والنزول إلى أرض الواقع من المهندسين، كنا نعمل بقدم وساق لأجل إنشاء مساكن تعويض للناس التي تضررت مساكنهم، فهذه المدينة قُسِّمت على عدّة أجزاء وعدة أنماط وبإمكان المستفيد مستقبلا تعمير فيها وصمم على هذا الأساس، بدأت من غرفتين وثلاث غرف إلى أربع وست غرف بمنافعها ناهيك عن المطبخ والحمام والصالة، حسب تعداد الأسرة يتم توزيع المنازل، والكشوفات أعدت وتم التوزيع بناء على خطة مسبقة لهذا الموضوع.

”المكلا على موعد مع أكبر المستشفيات التي ستضم أكثر من 200 سرير وأجهزة حديثه“

المندب نيوز: لكل سنة خطط، ماخططكم لـ 2020م.؟

الشامسي: العام الحالي هو عام استمراري لـ 2019م، سوى من مشاريع إنشائية وصيانة أو دعم كالمستشفيات فالبعض تم الإنتهاء من صيانتها وتقديم الدعم من معدات طبية، وبعض المشاريع استمرت لحد الان والتوقيع منذ العام الماضي، كما بعض المستشفيات سيتم افتتاحها خلال الأشهر القادمة، ومشروع الـ 40 شقة سيتأخر كون المستشفى يتسع الى 200 سرير وسيكون كبير ويحتاج إلى وقت للإنتهاء من إنشاؤه، وتوريد المعدات الطبية لهذا المستشفى لابد يكون تخصصات معينة حسب الجهاز، ونحن لا تتوقف مهمتنا عند جلب الأجهزة فقط، فلدينا إلتزام أيضا للصيانة لمدة عام وتدريب الطاقم الطبي الذي سيعمل على الجهاز لمدة 3 شهور قابلة للتمديد على حسب رؤية إدارة المستشفى والمنطقة الطبية.

فنحن نضع لكل سنة خطة معينة، على حسب الوضع المناسب في الساحة والأعمال التي نعملها للسنة تكون رؤيتنا خلال السنة المقبلة.

المندب نيوز: هل لديكم خطة تنفيذية رافده للصحة والسلطة لمواجهة فيروس كورونا بعد إعلان الطوارئ.

الشامسي: طبعاً مرض كورونا، الله يجيركم منه ويبعد الشر عن الجميع، بعد أن إجتاح العالم نحن خططنا وسنبدأ بالتوعية المجتمعية لهذا المرض، وفي حالة طلبت منّا وزارة الصحة التدخل بجزيئة معينة سندخل بإذن الله بعد دراسته، ناهيك عن إستضافة العالقين في الصين من قبل دولة الامارات، ووضعهم في الحجر الصحي بالإمارات تحديداً المدينة الانسانية، والتي تعتبر الوحيدة في العالم متكاملة، تشعر الجميع بأنهم عائشين في بيوتهم لديهم شقه وكل المستلزمات.

المندب نيوز: روايات عن انسحاب فريق الهلال الاحمر الإماراتي من وادي حضرموت، ما ردكم؟

الشامسي: أولاً، لا يوجد انسحاب لإننا لسنا قوات مقاتله، نحن عملنا إنساني ولا ننظر إلى زيد وعبيد أو هذا وذاك، لإننا لدينا مبادئ إنسانية نعمل بها لا نتحيز لإنسان أو نميز أحد على آخر، والعمل الإنساني لا يشمل هذا فكل شخص يحتاجنا، ستصل أيدينا اليه وسنقدم له الخدمة بغظ النظر عن عرقه ودينه وجنسه فهذا لا نتدخل فيه أبداً، لإننا ننظر للإنسان كإنسان فقط.

ومسألة الوادي هناك تنسيق مسبق بين المنظمات الدولية ونحن كخليجين تم التنسيق بيننا وبين مركز الملك سلمان على أنه لديه خططه في الوادي ونحن لنا جزئية في الوادي لتوزيع المساعدات بهذا المكان، ونحن فريق متكامل متواجدين منذُ التسعينات في اليمن وليس من الان فقط في الحرب كما يدعي البعض، فلنا مكتب قائم بذاته كان في صنعاء ونتيجة الأحداث لم نتمكن من التواجد بمكتبنا، وكان لدينا فرع بحضرموت هنا بمنطقة الشحر تحديدا، ونتابع مشاريع كثيرة من خلال ذات المكتب.

”مستعدون لعمل الخير في شهر رمضان الفضيل“

المندب نيوز: يفصلنا أسابيع عن رمضان، كيف تستقبل الهيئة هذا الشهر الفضيل؟

الشامسي: نستقبل شهر رمضان كل سنه على حسب الخطة السنوية الموضوعة، سوى بالمير الرمضاني أو إفطار الصائم أم بكسوة العيد أو زكاة الفطر، وخلال الشهر يكون مقسم على 4 أجزاء وفق الخطة المتبعة، وأعدت الخطة ونحن جاهزين وتم الاتفاق على كل المواضيع وإن شاء الله سيتم العمل من بداية الشهر رمضان بإذن الله.

المندب نيوز: رسالتك للحضارم؟

الشامسي: رسالتي إلى أبنائي وأهلي وإخواني وأبتي وأمي وجميع القاطنين في هذه البلدة أوصيهم بالعلم، فهو أساس كل شيء، فالأجيال لا تبنى إلا بالعلم والتعليم، والبلد لا يبنى إلا بالعلم، وكل من فاته قطار التعليم يجب أن يبحث في ذاته ويعمل بقطار الحرف وإنشاء نفسه بنفسه، ويعمل في عدة مجالات لكي يبني ويساهم على إعمار بلده، هذه رسالتي، ونحن سنعمل جاهدين طالما استطعنا وقدرنا الله على فعل الخير، سنسعى جاهدين على توفير بيئة ملائمة لأصحاب المشاريع الصغيرة والوقوف معهم، وسنقف مع دعم المرحلة التعليمية والصحية، فهذا كله مدروس وفق خططنا المستمرة من السابق وليس وليدة اليوم ونحن متواجدين منذُ سنوات طويلة ببصماتنا الإنسانية كما علمنا الشيخ زايد طيب الله ثراه.

LEAVE A REPLY