ملف خاص: بعد التحشيد العسكري “لجماعات الإرهاب “.. «اتفاق الرياض» هل لتحرير صنعاء، إم لاحتلال عدن؟

820

المكلا (المندب نيوز) خاص – غرفة التحرير

تبدو المؤشرات سلبية تجاه أراضي الجنوب، بعد توقيع “اتفاق الرياض” في 5 نوفمبر 2019م بين المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة والحكومة اليمنية من جهة أخرى الذي رعاه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكان يُعتبر بصيص أمل قادم لحل أزمة وتوحيد الجهود ورص الصفوف ضد العدو المشترك وتطهير الشمال من مليشيات الحوثي، ولكن التفتت أيادي الغدر المنتمية لجماعة الإخوان والمتمكنة في الشرعية  لمحاولة تقويض جهود المجلس الانتقالي واستغلال النوايا الطيبة  التي ابداها لإيجاد حل سريع ينهي الأزمة، حيث وجهت تلك الأطراف قواها المنهزمة أمام الحوثي لتغزو من جديد الأراضي الجنوبية واحتلالها، بدلاً من تحرير صنعاء الذي عُقد الاتفاق لأجله.

 في الآونة الاخيرة تزايد قلق الكثير من السياسيين على الصعيدين الدولي والجنوبي من مخطط عسكري تسعى لتنفيذه مليشيات حزب الإصلاح لاقتحام العاصمة الجنوبية عدن من عدة محاور، محذرين قيادة التحالف العربي من مغبة تجاهل التحشيد العسكري على مشارف بعض محافظات الجنوب من قبل تلك المليشيات   لتفجير الوضع العسكري فيها وزعزعة استقرارها.

بنت الأطراف مخاوفها من اجتياح جديد قد يطال الجنوب بعد مراوغة قيادات عسكرية وسياسية نافذة في الحكومة تابعة لحزب الإصلاح في عدم تنفيذ “اتفاق الرياض” الذي ابرم بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

موقف الانتقالي:

اعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي أن التحشيد العسكري لمليشيات الاصلاح وتقدمها نحو أبين والعاصمة عدن استفزاز علني وتصعيد خطير غير مبرر.

وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي “نزار هيثم”: أن الزحف الذي تقوم به وحدات عسكرية موالية للإخوان في الجيش اليمني باتجاه مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين دليل واضح على عدم جدية قيادة تلك القوات بتنفيذ “اتفاق الرياض”، وهروب مخز من واقع الهزائم المتكررة التي منيت بها في جبهات الشمال.

استفزاز الجنوبيين:

مؤشرات كثيرة جعلت الجنوبيين اليوم أكثر إدراكاً لواقع الأحداث المستفزة والمخاطر المحدقة بالأراضي الجنوبية، لاسيما خطر أخوان اليمن “حزب الاصلاح” الذي لا يزال يرهق كاهل المجتمعين اليمني والجنوبي.

يبدو أن الاستفزازات المتكررة التي يتعرض لها الجنوبيون من قبل الإخوان ونافذين موالين لهم في الحكومة الشرعية , واخر تلك الاستفزازات اعتقال  رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة الشيخ علي السليماني يوم الاربعاء من قبل قيادات عسكرية محسوبة على تنظيم الاخوان في الشرعية اليمنية ,تلك الاستفزازات التي  ستقضي على أية اعتبارات سياسية أو بصيص أمل لحل الأزمة، خصوصا بعد أن توعدت وحدات عسكرية موالية لحزب الإصلاح في أبين بتحرير باقي المحافظات الجنوبية – حد قولها- في إشارة منها إلى قوات الانتقالي والعاصمة عدن، التي تعتبر مُحررة، دون الاتجاه إلى المعركة الحقيقية وهي ” تحرير صنعاء”.

بات الإخوان “حزب الاصلاح” أكثر تبجحاً من ذي قبل بإعلان نواياهم العدائية تجاه الجنوب وجيشه المغوار من داخل بعض معسكرات الشرعية في محافظة أبين الجنوبية.

يبدو أن طبول الحرب بدأت تدق، هذا ما تسعى له مليشيات الإخوان في محافظة أبين، آخرها الوعود التي قطعها العقيد “الرهوة” قائد ما تسمى بالقوات المشتركة التابعة للرئيس هادي في أبين، بتحرير ما تبقى من المحافظة والعاصمة عدن، خلال عرض عسكري لقوات الأمن الخاصة والأمن العام في مديرية شقرة، بحضور عدد من القيادات العسكرية، الذي أكد بدوره جاهزيتهم لتأمين زنجبار والمناطق المحيطة بها.

استياء جنوبي:

وأثارت تصريحات “الرهوة والكازمي” استياءً واسعا بين أوساط الجنوبيين وقيادات الانتقالي الجنوبي، كونها تعد مخالفة لاتفاق الرياض الموقع بين الطرفين مطلع شهر نوفمبر الماضي.

وطالب نشطاء جنوبيون قيادة التحالف العربي في عدن القيام بدورها الإشرافي على تطبيق الاتفاق، والذي يقضي بانسحاب قوات الطرفين إلى مواقع ما قبل أغسطس 2019م.

واتهم النشطاء أطرافا في الحكومة الشرعية والتحالف بالسعي إلى تقويض نفوذ الانتقالي الجنوبي وبسط نفوذ جماعة الاخوان على المحافظات الجنوبية المحررة.

الإعلامي الجنوبي “صلاح بن لغبر”، حذر كافة القوى الجنوبية الوطنية، من غزو جديد تخطط له قوى الشمال، وخاطب “بن لغبر” في تغريدة له على “تويتر” الجنوبيين قائلاً: ” أيها الجنوبيون إن دماءكم تسفك منذ 94م، بالغزوة تلو الغزوة، وأن غزوا جديدا على الأبواب فاستعدوا وابقوا أيديكم على الزناد “

وأضاف بن لغبر: ” وإن الخونة أولى بالقتال فالحذر الحذر، وأن النصر بإذن الله حليفكم لأنكم أصحاب حق ولاحق لهم، أنكم أصحاب قضية ولا قضية لهم، والله معكم، انتصروا لأرضكم ولمستقبلكم”.

هذا التصعيد المتسلسل والتحشيد العسكري المتواصل لمليشيات الإخوان في المحافظات الجنوبية يضع الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي أمام تحديات كبيرة، وإجراءات جريئة توقف الطيش العسكري لحزب الإصلاح في الجنوب.

LEAVE A REPLY