ثلاث ملاحظات في دعوة اللواء الزبيدي

396

 

 

 

بقلم : علي بن شنظور ،،،ابوخالد
بقلم : علي بن شنظور ،،،ابوخالد

في البداية كل عام وانتم بألف خير بمناسبة عيد الاضحى المبارك اعاده الله علينا وعليكم بالخير والسداد.

 

وبالعودة للعنوان اعلاه فأننا نضع ثلاث ملاحظات للأخ المحافظ وبقية من يعنيهم امر دعوة اللواء عيدروس الزُبيدي لتشكيل الكيان السياسي الجنوبي.

 

1/نؤكد اننا مع كل دعوة تهدف لتوحيد الصف الجنوبي المبعثر ومنها دعوة الاخ اللواء عيدروس الزُبيدي كما سبق أن رحبنا بالدعوات السابقة باعتبار دعوة اللواء عيدروس ليست الاولى ولن تكون الاخيرة اذا لم تنجح في الواقع، فالعبرة باي دعوة مدى نجاحها في الواقع ،وبالتالي نرى ان هناك من حاول المبالغة في الحديث عن الدعوة واظهار تمجيد كبير للوا عيدروس الى درجة قد يمقتها ولا يحبها المحافظ نفسه ،فالتمجيد الشخصي يضر بنجاح الدعوة وقد لا يعجب البعض لأنه يحول الامر كسباق على الزعامة..

 

 وكذلك العكس فهناك من حاول التقليل من اهمية الدعوة والتشكيك بها، بينما الامر يحتاج منا للوسطية بحيث يتم اخذ الايجابيات للدعوة واهميتها والابتعاد عن السباحة في الاعماق والتفتيش في ما خلف الكواليس، فالتشكيك لا يخدم الوصول لوحدة الصف بل يخدم استمرار الانقسام الجنوبي ،وبالتالي علينا ان نأخذ بظاهر الدعوة وايجابياتها للتسريع بإعلان كيان يمثل الجميع، بغض النظر عن اعلان الدعوة في مؤتمر صحفي خاص بانقطاع الكهرباء..

 

 لذلك اعتقد ان اللواء عيدروس الزبيدي لا يريد منا تطبيل

بل يريد منا المساهمة من خلال هذه الدعوة بارئ واقعية للخروج من الوضع الجنوبي المشتت الى بر الاجماع للوصول الى كيان سياسي متحدث باسم قضية الجنوب.

 

فمع تأكيدنا على اهمية نجاح قيام الكيان السياسي، فأننا نامل ان لا ينشغل المحافظ عيدروس الزبيدي بالدعوة السياسية على حساب مهامه كمحافظ تنفيذي لاهم محافظة في الجنوب، واهمية بحثه عن حلول لمشاكل الكهرباء والخدمات الضرورية لأبناء عدن في  ظل استمرار موسم الحر الشديد والمعاناة اليومية لأبناء عدن ، وهو نجاح ان تحقق سيكون محسوب للمحافظ باعتباره المسؤول الاول عن عدن..

 

2/لقد جاءت هذه الدعوة بعد سلسلة من الدعوات والمقترحات للعديد من القيادات والشخصيات الوطنية الجنوبية الذين حاولوا خلال الاعوام الماضية السعي لقيام كيان جنوبي واحد لكل القوى الجنوبية ،ولكن للأسف كانت تلك الدعوات تصطدم بمعوقات غياب عناصر النجاح في ظل انعدام الامكانيات وعدم رغبة البعض ايجاد كيان سياسي جامع للجميع والخلاف حول توصيفات سياسية للقضية الجنوبية،

 

فهل هذه الدعوة ستتجاوز تلك المعوقات لأنها اتت من شخص قيادي في السلطة وحليف اساسي للشرعية ودول التحالف وقيادي في الحراك الجنوبي.؟ خاصة بعد معرفة كل من لديهم فقه في السياسة ان دول التحالف العربي وعلى وجه الخصوص السعودية والامارات لن يمانعوا بقيام مثل هذا الكيان الجنوبي في الوقت الراهن اذا لم يتعارض مع اهداف التحالف ،بعد ان فرض تحالف القوى السياسية بصنعاء مجلسهم السياسي كأمر واقع احرج دول التحالف وشرعية الرئيس هادي..

 

كما ان ما يميز هذه الدعوة انها لم تحدد شروط معينة للكيان وهي سمة ايجابية سوف تساعد على نجاح الكيان، مع احتمال ظهور من سيعارض المشروع عند اعلان أسس الكيان السياسي واهدافه الوطنية وليس الان في حال تهميش بعض القوى من المشاركة في المجلس الجديد..

 

 فمن الواضح ان اغلب المكونات هي الأن مع الدعوة لتأسيس الكيان الجنوبي من حيث المبدأ ،ولكن يظل الترقب لما ستفرزه نتائج المشاورات في قادم الايام في ظل وجود جهود سابقة للعديد من القيادات تحت مسمى لجنة التنسيق برئاسة العميد علي الشيبة ولجنة التواصل برئاسة المهندس علي المصعبي لتشكيل مجلس سياسي كان من المتوقع  الاعلان عنه في عيد الاضحى المبارك…

 

 

بالمقابل فانه من المؤسف ان لا يتحلى البعض بسعة الصدر واحترام الرأي الأخر تجاه من لهم تحفظات على الدعوة، حيث نتابع اندفاع البعض للتشكيك بمن لا يؤيدوا الدعوة أو ضد من لم يتفاعل معها ووصفهم بالتخاذل والمماطلة او التشكيك بوطنيتهم، مع معرفة الجميع ان التحفظ على اي دعوة هو حق مكفول في السياسة والعمل الوطني، وخاصة ان الدعوة لم تحدد ماهي أسس تشكيل الكيان السياسي الجنوبي واليات عمله..

 

 

٣/من المهم ان نعيد تذكير من ينسئ سريعاً ،ان المساعي لتأسيس الكيان الجنوبي ليست وليدة اليوم، بل كانت منذ سنوات طويلة.

وبالتالي نرجوا من بعض اخواننا الذين يتصدروا المشهد اليوم عبر الفضائيات أو الكتابات ويعتبروا ان اي تردد عن تأييد دعوة اللواء الزبيدي انما هو تخاذل،  نقول لهم مع كل الاحترام ،تذكروا مواقف اخوانكم خلال السنوات الماضية وحتى الى ما قبل اشهر فقط حينما تم عقد الورشة الوطنية الجنوبية في عدن والموقف السلبي للبعض ممن كانوا يعتبرون أي تقارب مع السطلة تحت مظلة كيان واحد غير مقبول نهائياً، ولعلي اقول هذا من واقع تجربة خلال السنوات الماضية حيث كنا ممن شارك في تبني العديد من المبادرات خاصة منذ 2011 وكنا نلمس رفض البعض لأي تقارب جنوبي جنوبي على اساس القواسم المشتركة للجميع،

 

أو من خلال مشاركتنا في الورشة الوطنية الجنوبية بعدن قبل عدة اشهر بهدف بحث كيفية الوصول لرؤية جنوبية موحدة للجميع ،فقد لمسنا بعد الورشة ان البعض كان يشكك في تلك الجهود والدعوات والورش الوطنية لأنها تبنت شعار الجنوب للجميع والتقارب مع قوى السلطة ورفعت صور الرئيس هادي ونائبه السابق المهندس بحاح وصور بعض قيادات الجنوب في قاعة واحدة. وهو ما افشل الكثير من المساعي السابقة..

 

 

ومع هذا الحمد لله اننا نرى اليوم اغلب القوى قد اقتنعوا بتأسيس الكيان الجنوبي الشامل للجميع باعتباره الطريق الوحيد الكافل لإخراج الجنوب الى بر الامان ليضم قوى الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية وقوى الفدرالية وتقرير المصير ومن هم مع الشرعية دون تمييز، فهل سينجح اللواء عيدروس الزبيدي والاخوة في لجنتي التنسيق والتواصل في اقناع الجميع  بالمشاركة في تأسيس المجلس السياسي وتجاوز الشروط السابقة،،التي تقول ايهما اولى، الجنوب العربي  أم اليمن الجنوبي، وايهما افضل توصيف التحرير والاستقلال أم استعادة وبناء الدولة ام تقرير المصير، أم انه سيتم الجمع بين كل الخيارات بما فيها تقرير المصير والفدرالية في قالب واحد..؟

 

 

3/ ان علينا ان نقدر الوضع الذي يمر به الجنوب ومن اطلقوا الدعوة الجديدة القديمة لتشكيل الكيان للسياسي الجنوبي، بحيث لا يتم المبالغة في وضع شروط قد تعرقل نجاح الدعوة من خلال وضع مصطلحات سياسية لن يقبل بها التحالف والعالم، ويدخل الجنوب بسببها في خلافات مع دول التحالف والعالم ، او التفريط ببعض المسائل الضرورية بحجة المرونة في الخطاب الجنوبي ،فلابد من الجمع بين متطلبات واهداف حل قضية الجنوب، ومتطلبات العملية السياسية الاخرى الجارية في اليمن.

 

اذ ما يزال الجنوب تحت الشرعية اليمنية والتحالف العربي وقرارات الشرعية الدولية والفصل السابع المجمّد حتى الان، وعلى الجميع ان يقدروا الوضع الذي يحيط بالجنوب والحرب الدائرة في اليمن، وكيفية الخروج من هذا الوضع باقل الخسائر والتكلفة وبالحكمة والبصيرة،

 

 كما ننبه الى خطورة ان يتم تجاهل قضية الجنوب من قبل دول التحالف واعتباره كورقة ضغط سياسي على صنعاء وليس شريك في الحل السياسي الشامل للازمة والبحث عن حل دائم لقضية شعب الجنوب بعد اعلان المجلس السياسي الجنوبي..

 

 

والله من ورا القصد

علي بن شنظور

LEAVE A REPLY