مغاني.. تحفة حوارية تراثية، مقال لـ عدنان باسويد

797

يعتبر “التراث الشعبي” ثروة كبيرة من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية والفنون التشكيلية والموسيقية، فهو جمال الماضي وروعته، ومن لا ماضي له فلا له حاضر ولا مستقبل، ومن هنا فإن الاهتمام به من الأولويات الملحة، فهو خلاصة ما خلّفته وورثته الأجيال السالفة لأجيال اليوم والغد.

من تقديم المبدع سعيد الحاج وإعداد وإشراف الأستاذ محمد سالم بن بريك ومتابعة وتنسيق أيمن محمد العود ومن إخراج صاحب اللمسات الجميلة المبدعة أيوب بريك، تم صناعة برنامج تلفزيوني رائع، يتكون من سبع حلقات، ستبث على تلفزيون حضرموت الفضائي “الرسمية”، طيلة أيام عيد الفطر المبارك، يحمل عنوان “مغاني” وبقالب حواري تراثي تاريخي فني تشويقي، اشتمل على البساطة وطرح مواد تراثية هامة وغنية، غاب وإنقرض بعضها على الكثير من الناس، خاصة فيما يخص التراث البحري الذي تكتنزه محافظة حضرموت، موطن منبع فنون الجزيرة العربية، والمنهل الذي يستقي منه رجال الفن والموروث الشعبي الأصيل.

الكاسر والصوت والدربوكة، وأهازيج الصيادين كالزعايمي والتجلوب والبانوش، وإبتهالات البحر وأهازيج القويربية والكولية، وعمال النفلة، وغيرها… كل تلك الفنون سيتم عرضها ومناقشتها، وتنفيذها على الواقع من قبل مختصين وباحثين ومهتمين وفنانين، كلاً في مجاله، بأسلوب عفوي بسيط ومتميز، لإظهار حقائق وآراء تاريخية، شائكة وغامضة على الكثير، خاصة المهتمين في جانب التراث.

“مغاني”… وبلهجة شعبية دارجة سلسة بسيطة، أرادا من خلالها؛ معد البرنامج ومخرجه، أن يقدما شي جديد لم يعهده المشاهد، برفقة طاقم عمل متميز وبحسب الإمكانيات المتوفرة، البرنامج سينال إعجابكم لأنه متأثراً بالبيئة المحيطة به وجمالها، حيث ان الموروث والأغنية الشعبية، يستقطبا كافة فئات الشعب من (مدنيين وصيادين وفلاحين وبدو) لكثرة تنوعها، ولكونها منبع فنون الأجداد وتاريخهم العتيق. لذلك علّ أسطري البسيطة، لم تعطي البرنامج حقه الكافي، في شرح تفاصيله، كونه موسع وفيه جماليات وأسرار وعروض فنية كثيرة، لا يسعني ذكرها هنا.

LEAVE A REPLY