تعزيز دور المرأة من أجل تعزيز المجتمع مقال لـ أماني خليل باخريبة

636

يحتل اليمن المرتبة الأخيرة في المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين، للسنة الثالثة عشر على التوالي، بحسب تصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي، هذه المرتبة ما هي إلا امتداد لقرون طويلة ظلت المرأة، وماتزال، تعاني فيها من عدم المساواة في النوع الاجتماعي المترسخ بشدة في مجتمع موغل في النزعة الذكورية وذي أدوار صارمة بين الجنسين، وهي فجوة قائمة على خلفيات اجتماعية ودينية صلبة يصعب بشكل كبير تجاوزها أو تغييرها، الأمر الذي يضاعف الكلفة على المرأة ومن ثم على المجتمع ككل.

لقد خلف الصراع في اليمن تأثيرًا رهيباً على كل المدنيين بصفة عامة، لكن النساء والفتيات تأثرن بهذا الوضع بشكل غير متناسب، إذ أدى الصراع إلى مضاعفة الكلفة الاجتماعية والصحية والاقتصادية، ووضع المرأة في حالة واهنة من الضعف الذي يصعب ترميمه في الوقت الحالي، ما يحتم علينا البحث عن حلول تساعد على معالجة هذا الوضع، وبالتالي الإسهام في حل مشكلات المجتمع بشكل عام.

وعلى الرغم من الدور المركزي للمرأة فإن هناك اعتقاداً راسخاً في مجتمعنا – سواء في المجتمع اليمني بشكل عام، أوفي حضرموت بشكل خاص – بأن النساء أقل رباطة جأش من الرجال، وأنّهن أقل قدرة على تحمل المسؤوليات خارج البيت وأنهن أقل كفاءة في مراكز القيادة، ولذلك ما زال الرفض سيد الموقف لتولي النساء المهام القيادية ذاتها التي يتولاها الرجال في مختلف المجالات. ليس كذلك فحسب بل تتسارع الدعوات بين الحين والآخر بحصر عمل المرأة في بيتها، ويصل البعض إلى المناداة بعدم خروجها إلى “للزواج أو للقبر”، وكأن المرأة ليست إلا آلة بعمر افتراضي، لا شريك فاعل في رفعة وتقدم المجتمعات.

لعبت المرأة منذ اندلاع الحرب في اليمن دورا بطوليا وتعددت مسؤولياتها، وقدمت جهدوا ومبادرات تطوعية، وأسهمت بشكل فعال في

عمليات الإنقاذ ومساعدة الجرحي، وإيواء النازحين. صحيح أن توزيع الأدوار بيد الرجل لكن وعلى الرغم من ذلك فقد أدت المرأة دورها على أكمل وجه دون من ولا أذى.

ومع اتساع وباء فيروس كورونا الذي اجتاح العالم نهاية ديسمبر الماضي، تؤدي المرأة اليمنية دوراً مهماً، وتبذل جهوداً كبيرة إلى جانب الرجل في مختلف المجالات والقطاعات لمكافحة الفيروس المستجد (كوفيد -19) والحد من انتشاره، والذي يشكل خطراً صحياً عالمياً يحتاج لتكاتف الجميع لمواجهته في الوقت الراهن،  إلا أن تمثيلها ناقص سواء في فرق الاستجابة، أو مجال صنع السياسة ووضع القرار.

 كما يعاني النساء بشكل غير متناسب من تداعيات الفيروس التاجي، بما في ذلك العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وفي الوقت الذي تسعى فيه البعثات إلى احتواء الفيروس، فإن هذه التداعيات التي تواجه النساء، لا تزال تمثل مصدر قلق رئيسي، وتشكل إضافة جديدة لسلسلة المعاناة المستمرة.

لذا لابد أن تعمل هذه البعثات على تعزيز دور المرأة والعمل على زيادة ونسبة النساء في الخدمات النظامية في بعثات حفظ السلام، وخدمات الأمن الوطني، وتوفير تمويل كاف، يمكن التنبؤ به، موجّه للنساء العاملات في بناء السلام، خاصة مع التكيف مع الحقائق الجديدة التي فرضتها جائحة كـوفيد-19، وتعزيز الأمن الاقتصادي للمرأة ووصولها إلى الموارد وصنع القرار المتعلق ببناء السلام وتخطيط ما بعد الصراع والانتعاش الاقتصادي.

LEAVE A REPLY