الضالع (المندب نيوز) محمد مقبل أبو شادي
تتواصل المعارك المحتدمة بشكل يومي بين وحدات القوات الجنوبية المشتركة و مسلحي جماعة الحوثي المدعومة من إيران بجبهات القتال المشتعلة شمال و غربي الضالع، منذ اندلاعها أواخر الربع الأول من العام الماضي .
و حاولت المليشيات الحوثية مبكرا شن سلسلة عمليات عسكرية كبيرة و أخرى احتجاجية صوب الحدود الشمالية و الغربية للضالع، و هاجمت المدينة الصامدة من كل الإتجاهات المتاحة لعناصر المليشيات.
و استخدمت المليشيات استراتيجيات عسكرية جديدة في محاولاتها التقدم بالضالع لم تستخدمها من قبل في أي جبهة، حيث كثفت عمليات الزحف الميداني من قبل المقاتلين المسنودين بآليات حربية حديثة و مدرعة و كذا أسلحة عسكرية نوعية منها القناصات الحرارية و الصواريخ الموجهة.
و لم تكتفي المليشيات بهذا الكم من التحشيد العسكري للمقاتلين من خلال الآلف العناصر وعشرات الآليات بل استخدمت الصواريخ البالستية و الطائرات المسيرة، في قصف المدينة الباسلة و محاولة إسقاطها بأي وسيلة.
و في خضم تحشيداتها البربرية دأبت المليشيات على ارتكاب آلاف المجازر ضد المدنيين، و أقدمت على اعتقال المواطنين تعسفيا و مصادرة أملاكهم ورقنص المئات منهم، و الزج بهم كرها في جبهات القتال، و زرعت الآلاف من العبوات الناسفة و الألغام في كل مكان.
و بحسب مراقبون محليون و دوليون فإن التحشيد العسكري الهائل و الأساليب التي استخدمتها المليشيات منذ اندلاع المعارك بالضالع لم تستخدمها في أي محافظة من قبل .
و مع المحاولات المستميتة من قبل الحوثيين باجتياح الضالع و إسقاط مناطق المقاومة في مريس و قعطبة و حجر و الأزارق، استبسلت القوات الجنوبية في الدفاع عن المدينة الباسلة و ابتلعت كل زحوفات المليشيات.
و تمكنت القوات الجنوبية بوقت وجيز من تحرير مدينة قعطبة و معسكر العللة و الأمن المركزي، ورنقل المعركة صوب المناطق القريبة من بلدة الفاخر و معسكر الجب و الحدود الغربية لبلدة حجر، قبل ان تتمكن في تشرين الماضي من طرد المليشيات من بلدة حجر بالكامل و تحرير معسكر الجب و الوصول الى سوق بلدة الفاخر والأطراف الجنوبية للعود.
وواصلت القوات الجنوبية تقدمها الثابت حيث حررت مناطق واسعة شمال مريس و غربي الأزارق على الحدود مع مأوية في تعز، و تقدمت بشكل كبير بجبهات شرقي الحشاء القريبة من معسكر المشواس الإستراتيجي آخر معاقل الحوثيين هناك.
و استطاعت وحدات القوات الجنوبية المشتركة بوقت وجيز جدا من نقل ميدان المعركة استباقيا صوب الأراضي التابعة جغرافيا و إداريا لمحافظتي إب و تعز، و هو الأمر الذي أعلنت عنه القوات الجنوبية بانه لم يكن مجرد مناورة استنزافية، بل يعد توجها عسكريا مستقبليا ثابتا حتى تحرير هذه المحافظات.
و أوقعت القوات الجنوبية النكبات المتتالية التي منيت بها المليشيات بمختلف جبهات الضالع المشتعلة، حيث أشارت التقارير الإعلامية و المعلومات الإستخباراتية إلى الآلاف من عناصر المليشيات الذين سقطوا بين قتيل و جريح منذ اندلاع المعركة، ناهيك عن خسائر مليشياوية عدة.