دوعن (المندب نيوز) التوجية الحضرمي

العميد سعيد علي العامري رجل أمني من الطراز الاول صمد في زمن الكل لزم بيته، في كل تحركاته يلازمه الزي الرسمي صابرا على صعوبات وخطورة المنصب الذي لطالما فكر في الابتعاد عنه لانعدام الدعم والمساندة من جميع الجهات لكن ضغوط الاخيار حوله وانطلاقاً من واجبه الوطني واخلاصه وتفانيه لوطنه الزمه مواصلة واكمال المشوار حتى عودة الامن والاستقرار لوادي وصحراء حضرموت.
 في منطقة يرتابها القلق والخوف والحذر الامني بعد ما دمرت جميع اجهزة وممتلكات وملحقات الامن والشرطة، عاد الامل من بوابة دولة الامارات العربية المتحدة اصحاب الخير الكبير لأبناء حضرموت وبتنسيق من محافظ حضرموت اللواء الركن/ احمد سعيد بن بريك وجهود مضنية من العميد/ سعيد علي العامري مدير امن وشرطة الوادي والصحراء تكللت تلك الجهود بالنجاح من خلال تدريب قوة عسكرية ضاربة من ابناء مناطق حضرموت لحماية وتأمين وطنهم وبإقدام الشباب الغيورين على بلادهم بدأت مراحل بزوغ فجر الامان لوطن لطالما عرف بالسلام.
خطوة الدفع بتدريب القوة الجديدة وضخ دماء شابة تحمي الارض والانسان في حضرموت بعث ببريق أمل انتشر على نطاق واسع في مختلف مناطق وادي وصحراء حضرموت.. عن هذا التقينا بالعميد سعيد علي العامري مدير امن وشرطة الوادي والصحراء في حوار مطول روى في تفاصيله الأوضاع الامنية وقراءة الواقع والاستعداد والتجهيز لتخرج القوة الجديدة وما يدور في دهاليز الامن بالوادي والصحراء ..
–         في البدء حدثنا عن الوضع الامني بالوادي والصحراء في الفترة الماضية؟
في البداية لابد ان أوصل حقيقة أننا في أمن الوادي والصحراء نعمل من أجل الوطن والمواطن ولابد من مشاركة الجميع في استتباب الامن والاستقرار.
حيث مرت على وادي وصحراء حضرموت عدة احداث متسلسلة خصوصا أنه يأتي مع الاوضاع والازمات التي تشهدها عموم البلاد فكل حدث يأتي يأخذ نصيبه من تدمير المنظومة الامنية ويزعزع الاستقرار والسكينة وكانت هناك محاولات لإعادة الامن والسيطرة على ما تبقى، ظهرت عقبات اشد من التي قبلها حتى وصلنا إلى ما نحن فيه.
حيث احرقت ودمرت مراكز الشرطة ومعدات وممتلكات الامن والشرطة وغاب عدد من رجالات الامن ناهيك عن الاغتيالات التي طالت رجال الامن وما تبقى من القوة ذهبت إلى معسكرات جيش النخبة الحضرمي ومكث العديد من الضباط والافراد في منازلهم بسبب ما آلت إليه الاوضاع في البلاد وبقينا مع عدد من الاحرار المخلصين بالأمن ثابتين نقاوم بالصبر والعزيمة لأننا متأكدون أن بعد الظلام يأتي النور.
في ذلك الوقت الكل كان يطالب بعودة الامن دون تقديم أي دعم أو مساندة أو تعزيز يكفل بإعطاء الجنود مستحقاتهم وتأمين حياتهم ويمنحهم الامكانات للتصدي لكل اوجه الاختلالات الامنية ومسببيها الذين كانوا يمتلكون امكانيات تضاهي الامن.. “في ظل غياب الدعم اللوجستي” ولم نتثبط.. فقد حاولنا الجلوس مع عدد من المسؤولين والقادة العسكريين بالدولة لدعم الخطة الامنية وعودة عمل مراكز الامن لكن لا جدوى. اليوم وعندما تكللت مساعينا بالنجاح في تدريب القوة العسكرية الجديدة ظهر المتملقون لركوب الموجه ليعلنوا وقوفهم إلى جانب الامن ومساندته وإلى اليوم ونحن في أوجه استعدادنا لتخرج أول دفعة لم نستلم أي دعم لتهيئة الاجواء لهم وتأسيس البنية والامكانيات.
–         كيف استطعتم في هذا الوقت في ظل شحة الامكانيات تدريب قوة جديدة من ابناء البلاد؟
نحن نسعى الى تثبيت الامن تحت أي ظرف وتناقشنا مع عدد من الجهات لاعتماد  قوة جديدة كدفعة أولى وبحمد الله وافق محافظ حضرموت بالتنسيق والتعاون مع الاشقاء في دولة الامارات لتدريبهم كفترة أولية، وهذا يعتبر انجاز كبير. وتم التواصل مع شباب الوادي لمن لديه الرغبة بالتسجيل في الامن، ففوجئنا إلى ان من تقدم للتسجيل فآق كل تصوراتنا.. فقد كان على مستوى مديريات الوادي والصحراء وهذا دليل على ان هناك رغبة وارادة من قبل الشباب لحماية ارضهم وتأمين المواطنين .
وكانوا هم الحريصون والسباقون للتسجيل في التجنيد، رغم  معرفتهم بالظروف التي تمر بها البلاد، وهذا يثبت أن حبهم و وطنيتهم هي دافعهم للخوض في هذا المضمار .
نحن اتفقنا مع المدربين بالمعسكر على ان تكون الافضلية للتجنيد في الدفعة الاولى من خريجي الجامعات والثانويات ليسهل علينا تأهيل عدد منهم في كلية الشرطة بالمكلا ليتخرجوا بعدها ضباطا، وبإذن الله سيتم ابتعاث عددا منهم الى الخارج لاستكمال دراستهم العسكرية.
 
–         لماذا في هذا الوقت  بالذات قمتم بالتجنيد؟
حاولنا في اوقات سابقة تدريب وتأهيل قوة أمنية جديدة في وادي وصحراء حضرموت ولكن لم يستجب لمسعانا أحد. فتمكنا في الوقت الحالي من التواصل مع الاشقاء الاماراتيين بحضرموت الذين استجابوا لقبول المشاركة في اعداد هذه القوة وتم التنفيذ .
–         كيف بدأت خطوات التجنيد ؟
عبارة عن خطط وضعناها.. ومن خلال لقاءات مع السلطة المحلية والجهات ذات العلاقة كان الكل حاملا هم الوطن ساعين من أجل حمايته وتأمينه، ولتكون قوة جديدة خالصة من ابناء هذه المناطق. والمحافظ هو من لبى تنفيذ هذه الفكرة وقال: “مثل ما ثبتنا الامن في الساحل سنثبت الامن في الوادي”. 
–         حدثنا عن تسجيل وتدريب هذه القوة؟
تم التسجيل برغبة الشباب بحضور معرفين موثوقين ومن يضمنهم وبشروط السلك العسكري وخصينا على ان يكونوا من ابناء البلاد ليعمل كل فرد في منطقته، ولنسهل تعاون المواطنين معهم كونهم من ابنائهم. وفي ظل غياب الدعم اضطررنا ان نطلب من المسجلين ان يأتوا بمتطلبات التدريب الشخصية، حيث ابدوا موافقتهم الفورية بل كانوا حريصين ليكونوا في صفوف الامن الاولى.
أما بخصوص الدورة العسكرية التدريبة فهي دورة مكثفة ومضغوطة لصقل وتدريب وتأهيل الجنود لمختلف مجالات الامن.
–         هل هناك دعم لاستتباب الأمن بالوادي والصحراء؟
الكثير يطالب بتثبيت الامن في الوادي “بدون دعم” واول اعمدة الامن الدعم بالإمكانيات وتعاون المواطن نفسه من خلال التبليغ عن المخالفين وأن يكون العين في منطقته وبذلك نستطيع النجاح.
ونحن نريد ان نثبت للجميع اننا نعمل من اجل امن الوادي والصحراء حيث قدمنا من جيوبنا ولم نستلم أي مبالغ من أي جهات غير رواتب الجنود، وفي ظل عدم وجود أي ميزانية تشغيلية لم نستطع انجاز البعض من المهمات الرسمية،  برغم وضعنا حلول لتسهيل دعم الامن لكن للأسف الشديد لم يصل شيء ويقولون الامن في الوادي فشل..!!
–         هل هناك صعوبات واجهتكم؟
ابرز الصعوبات هي عدم توفر ميزانية تشغيلية للأمن حتى الان وغياب الامكانيات.
–         هل حاولت تقديم استقالتك؟
حاولت كثيرا تقديم استقالتي لكن هناك من منعني من تقديمها، وتنفيذا لمسؤلياتي اتجاه المواطن وتلبية للواجب الوطني، نحن ثبتنا في مختلف الظروف والاوضاع التي مرت على البلاد خصوصا في وقت الانفلات الامني وتواجد الارهاب كنا نخرج في المهمات ومتابعة قضايا المواطنين والاختلالات الامنية بالزي الرسمي بمرافقة أفراد يعدون بالأصابع والبقية اختفوا او التزموا البيوت .
 وتعرضت لكثير من التهديدات ومحاولات الاغتيال لكن ولله الحمد ربنا انجانا من شرهم.. وبعد هذه الاحداث طالبنا الضباط والجنود بالعودة لكن ذهبوا إلى الجيش للدفاع عن الساحل في الوقت الذي نحن بحاجتهم في الوادي بعد ان خلفوا فراغا امنيا كبيرا.
 وفي هذا الوقت الذي بدأت الامور الامنية تتحسن ظهر عدد من الضباط والمسؤولين المزايدين والكل كان يتسأل اين هم في الوقت الصعب ذاك ..!
–         راينا صوركم تنتشر بوسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية اثناء اللقاء الاول بالقوة العسكرية المستجدة عن ماذا كنتم تتحدثون معهم؟
كان حديثي للجنود المستجدين قبل بدأ التدريب هو طلبي منهم الصبر والصمود والثبات والتمتع بالأخلاق العالية والتكاتف مع زملائهم والانصياع وتنفيذ تعليمات المدربين واستيعاب أي محاضرة حتى الوصول الى بر الامان خصوصا أن الوطن ينتظرهم ويعتمد عليهم واخبرتهم انهم رجال المستقبل وهم بناة تاريخ وامجاد هذه الامة.
 
–         ماهي المبشرات من هذه القوة؟
اذا تخرجت القوة بإذن الله وتوفرت الامكانيات من (سيارات – اطقم – تغذية – مشتقات نفطية – ذخيرة – مستلزمات اخرى) أعدهم بأن أؤمن مختلف مناطق الوادي والصحراء وبأن سنبذل قصارى جهدنا في ان تقوم الاجهزة الامنية بدورها المناط وحسب الانتشار الافضل؛ خصوصا أننا لنا خططنا في مناطق الاضطراب ونحن على اطلاع بكل مستجد.
وقد ضعنا برنامجا تدريبيا للقوة الجديدة  فيها من مختلف مجالات واختصاصات القوات الامنية المختلفة ليقوموا بعدد من المهام لاستتباب الامن والتغطية الكاملة وبالإرادة بإذن الله سنأمن الوادي والصحراء في حالة اذا توفرت الامكانيات والدعم لهذه القوة الجديدة وبتعاون الجميع سنصل الى بر الامان ووضع بصمة لحضرموت.
–         ماذا قدمت لكم الامارات ؟
الامارات ابدت استعدادها في تدريب هذه القوة، وتقديم كل ما يلزم من أجل انجاح هذه الدورة العسكرية وهذا اعتبره عطاءا كبيرا جدا، كنا في السابق نريد دعم بسيط لنجاح الدورة والان بهذا السخاء والعطاء اللامحدود، لهم منا جزيل وعظيم الشكر والعرفان وان شاء الله نرد لهم الوفاء، ونحن معهم يدا بيد وهذا يعتبر دين ان شاء الله نوفي حقه ونشكر دول مجلس التعاون الخليجي وعلى راسها السعودية على جهودها في استتباب الامن بحضرموت وكذا نشكر قيادة المنطقة العسكرية الاولى ووحداتها على جهودهم في القيام بدور الاجهزة الامنية خلال الفترة العصيبة التي انهارت فيها الاجهزة الامنية .
–         هل هناك طموحات تريدون تحقيقها؟
أتمنى اعطاءي فرصة أخرى لتأهيل دفع جديدة في كل مجالات الشرطة والامن لأنه بالتأهيل نستطيع  تطوير الامن وتثبيته خصوصا أنه لدينا احتياط كبير من الشباب المسجلين الراغبين في الالتحاق بالأمن العام ولتكون خطواتنا القادمة تغطية وإدارة النقاط الامنية بعد السيطرة على الامن في المدن والمناطق.
–         ماهي رسالتكم لمواطني وادي وصحراء حضرموت؟
الشعب بوادي وصحراء حضرموت شعب طيب نود منهم التعاون والتكاتف مع ابناء البلاد.. نريد من المواطن تقديم المعنوية والمعلومات وكل فعل يخدم البلاد؛ اذا وجد المواطن بمصداقيته وتعاونه مع الامن سينجح عمل الامن وفي كل العالم المواطن هو اساس الامن.
 
أخيراً ماذا تود ان تقول في نهاية هذا الحوار الصحفي؟
في هذا المقام اتوجه بالشكر الكبير لمحافظ حضرموت اللواء الركن احمد سعيد بن بريك على كل ما قدمه من أجل دعم الامن بالوادي والصحراء وكذا السلطة بالوادي والصحراء و المنطقة العسكرية الاولى وقوات التحالف المتمثلة في السعودية والامارات على الجهود المبذولة والتعاون والتنسيق من أجل عودة الحياة الطبيعية إلى مختلف مناطق وادي وصحراء حضرموت وتطبيع الحياة فيها وتأمينها وحمايتها لتكون حضرموت كتله واحده مترابطة يستتب فيها الامن ويعم جميع ارجاء مناطقها.

LEAVE A REPLY